[center]لقد انجرف الجميع في تيار هائل من التبجح بالماضي كأن
التبجح بما كان يغير شيئاً في ما هو كائن .. وكأن كسيحاً يستطيع
ان يستغني عن عكازه إذا هو ردد على مسامع الناس بغير انقطاع ان
أباه أو جده كان أمير الفوارس وسيد الميدان
-----------------
لئن كانت لنا في حافظة الزمان السحيق صفحات مشرقات بالعدل
والبطولة والنبل والاباء والايمان بقدسية الحياة وجمال منبعها الإلهي
.. فإن لنا بجانبها مجلدات سوداً تنضح بالظلم والجبن والخساسة
والذل والكفر بالحياة ورب الحياة .. فليس من الصدق ولا من الرجولة
في شيء أن نذكر الصفحات وننسى المجلدات !
----------------
اننا نكسب ما نعطيه ونخسر ما نمسكه .. فالذي ننفقه على الغير
من اموالنا وقلوبنا وافكارنا وارواحنا يحسب لنا .. والذي ننفقه على
انفسنا يُحسب علينا .. فنحن مطالبون بسوانا قبل ان نطالب بأنفسنا
.. ونحن وكلنا عيال على الله .. لا نستحق نعمة من نعم الله الا اذا
ابحناها من صميم القلب لغيرنا من عيال الله
----------------
من استخدم الدنيا لخدمة الحق أبيح له كل ما في الدنيا ومن خدم
الدنيا لا لأجل الحق بل طمعاً بما فيها من ملذات أصبح عبداً ذليلاً لها
وظل بعيداً عن حرية الحق
------------------
إن سلماً يقوم بالسيف ينهار بالسيف .. فهو هدنة لا سلم .. اما
السلم الذي يشاد على التفاهم والتآخي فلا يتصدع و لا ينهار .
------------------
ثلاث لا يستقيم بدونها حكم لحاكم : ان يحب الحكم فوق حبه
للمحكومين .. وان يخضع العدل للقانون .. وان يضيق صدره بمعارضيه
.. والاخيرة هي الاهم
-----------------
ان الحكم سيف ذو حدين .. حدٌ للمحكوم و حدٌ للحاكم .. فإن شئت
ألا يرتد السيف الى صدرك حذار ان ترده الى صدر غيرك
----------------
ان الشباب اليوم يعيش فيما يعمل ماذا يعمل وأنى يتجه .. انه لفي
حيرة ما بعدها حيرة .. فمن ورائه حرب اثيرات باسم الحق والعدالة
والحرية ولكنها انتهت بأن اجهزت او كادت على الحرية والعدل والحق
.. ومن أمامه شبحٌ هائل يبعث الرعب في النفس ويخطف النور من
العين ويخنق الايمان في القلب ويشل الفكر والخيال والعضل .. هو
شبح الحرب العالمية الثالثة التي اصبحت طلائعها على الابواب
والتي بوحيها يتكلم كل ذي سلطان ومن اجلها يساق الشباب رغم
انه الى الثكنات حيث تخدر احاسيسه الانسانية وتطلق من عقالها
كل غرائزه الحيوانية .. وتكفن ميوله الطبيعية الى الحب والجمال
والحرية بأكفان من البغضاء والشناعة والعبودية
----------------
ليس يليق بالشباب أن يقنع من حياته بالحيرة .. ولا أن يستعيض عن
صوت الحياة في داخله بأصوات الدعاية الخبيثة الخداعة .. فالحيرة إذا
طال مداها انقلبت شللاً .. والدعايات إذا لاقت بذورها الخبيثة تربة
في الفكر والقلب خنقت كل ما فيهما من بذور صالحة
----------------
لا قيمة للفرد في ذاته .. لانه لا يستطيع وحده ان يخلق شيئاً .. لا
لغة .. ولا فنا .. ولا صناعة .. ولا دولة .. ولا دينا .. ولا هو يستطيع ان
يجدد ذاته .. فقيمته إذ ذاك قيمة الصفر .. ولكن الصفر ذا قيمة عظيمة
بين ارقام كثيرة .. وإذ ذاك فأي بأس على الفرد إذا هو جعل حريته
رهناً بحرية المجموع .. فأضاع نفسه في المجموع ليجدها فيه
-------------
نحن لن نصبح اسياد انفسنا .. واسياد الكون حتى نفهم القوى التي
هي فوقنا .. ونماشيها بإرادتنا لا قسراً عنا .. والى ان يكون لنا ذلك
يحسن بنا ان نقلل من غرورنا وعطرستنا .. وان نكتفي بما لدينا من
خير .. وان نسعى بكل ما نملك من وسائل شريفة للحصول على خير
اوفر وأعم حتى يكون لنا الخير الاكبر .. الا وهو خير المعرفة الكاملة
التي بها - لا بغيرها - نصبح اسياد انفسنا واسياد المسكونة
-------------
ان كانت المعرفة لا تُنال الا بالدمع والدم .. فلنبذل لها بسخار من
دموعنا . .لا من دموع سوانا .. ومن دمائنا لا من دماء الغير
------------
الأدب الذي يقيم لنفسه وزناً ويعرف لذاته قيمة يجب ان يصرف همه
إلى الانسان قبل حكامه .. وإلى الامة قبل الدولة .. فلا يعير الحكام
والدولة انتباهاً إلا على قدر ما ينحرفون بالانسان عن طريقه القويم أو
لا ينحرفون
-------------
إن اكثر ما يسنه الناس للناس من شرائع باسم السلامة والعدل
والحرية .. لقيود فوق قيود .. وأوزار فوق اوزار .. وهي ليست غير إرث
بغيض من ماضٍ ما كان يؤمن بالانسان و مستقبل الانسنا .. بل كان
يراه وحشاً ضاريا لا يروض بغير العصا .. او جواداً جموحاً لا يلين رأسه
إلا باللجام
-----------
انه لمن الخير للناس المتطلعين الى ابعد من انوفهم والتواقين الى
الانعتاق من الحدود والقيود .. ان يصفوا حساباتهم مع ماضيهم فلا
يحملوا من اوزاره ما فات وقت نفعه .. وما يرهق ابدانهم وارواحهم
فيعرقل خطاهم في سيرهم نحو اهدافهم وان هم لم يفعلوا ذلك
بإرادتهم وعن وعي وفهم .. فعلته لهم الحياة ولكن بالعواصف والزلازل
وبالحروب والثورات .. وبالكثير من الحزن والوجع ومن بكى حيث
يستطيع الغناء .. وتوجع حيث في امكانه ان يفرح .. فلا يلومن غير
نفسه
----------
لا يستقيم الحكم لشعب اعوجت مسالكه !
----------
إني أؤمن بالحجة تقرع الحجة .. ولا أؤمن بالسيف يقرع السيف ..
وأؤمن بالثورة يشنها النور على الظلمة فتطهر النفس من الذل ..
والفكر من الخوف .. والقلب من الضغينة .. ولا أؤمن بها يشنها الحقد
ليطهر الارض بالحديد والنار من فساد الحاكمين ما دام بالارض غثيان
من فساد المحكومين
-----------
لكل عمر غاية ونهاية .. فمتى انتهت الغاية انتهى العمر .. حتى
الطفل الذي يموت في مهده لا يموت قبل أوانه .. فقد تكون الغاية من
عمره ان يحترق في المهد ويحرق قلبي والديه !
----------
ان للزمان غربالاً أين منه غرابيل الناس .. والويل للذين يطمحون الى
البقاء ولا يحسبون لغربال الزمان حساباً
----------
إن الادباء يُخلقون ولا يُصنعون .. والفرق بين الاديب المخلوق ..
والاديب المصنوع .. كالفرق بين العين الطبيعية والعين من زجاج
----------
ايها الادباء تحاشوا النوح والبكاء والتشكي من الدهر واستجداء رحمة
القارىء وشفقته .. فهذه كلها من دلائل الهزيمة .. والهزيمة عار وأي
عار على الذين سلحتهم الحياة بالفكر والحس والخيال والارداة ..
ومن ثم فالناس تحبون السير في ركاب الظافرين .. ويكرهون مماشاة
المنهزمين
----------
قبل أن تهتموا بما يقوله الناس فيكم .. اهتموا بما يقوله وجدانكم
لوجدانكم
----------