في رحلة البحث عن عريس تواجه الفتيات الآن صعوبات وأهوال أشبه بما يواجهها أبطال الأساطير، ولكن لأن الهدف يستحق التضحية فإنها تقوم بتقديم كثير من التنازلات بإرادتها، وهو ليس تفضلا منها في الحقيقة.. خاصة إذا لاحظت حجم الضغط النفسي الذي يمارس على الفتاة في مجتمعاتنا العربية.
فإذا اختارت حواء استكمال دراستها الجامعية أو ما بعد الجامعية تجد المجتمع من حولها بمختلف صلة القرابة بها ينصحها بألا تفعل هذه الفعلة الحمقاء قبل الزواج أو حتى الخطبة، ويبدأ سيل التهديدات التي تظهر في صورة نصائح بريئة تذكرها بفلانة التي تجاوزت الثلاثين ولم تتزوج لأنها أصرت على استكمال دراستها العليا المزعومة !! أو فلانة التي أضاعت عمرها في الدلال على العرسان إلى أن وصلت لسن العنوسة ولم يعد أحد يطلب خطبتها، فضلا عن مقارنة الفتاة بغريماتها بأن تقول الأم لابنتها إن لم توافقي على هذا العريس فسوف يتزوج صديقتك..
حتى النصح أصبح مهينا، و لكن إذا تمعنا في حقيقة الأمر وجدنا أن الواقع أكثر إهانة خاصة من جانب " العريس" الذي يرى نفسه كنزا ثمينا يستحق فقط من تقدر قيمته الحقيقية، وما أقصده ليس حالات فردية على الإطلاق، فيكفي أن تدقق النظر قليلا في إعلانات طلبات الزواج لتعرف شروط الرجال حاليا بمن يقبلوا الاقتران بها ..
طلبات شهريار
في إحدى المجلات المصرية التي تنشر بابا متخصصا لإعلانات الزواج، تلحظ بداية أن الفتيات هن الأكثر إقبالا على الإعلان عن الرغبة في الزواج، بحيث تجد ثلاثة طلبات زواج من الفتيات يتخللهم طلب واحد من قبل الرجل، وببساطة شديدة يمكنك أن تستشعر أن الفتاة تكتب الإعلان على استحياء، وتحاول بشتى الطرق أن توحي بكلمات بسيطة أنها على استعداد لتهيئة حياة أسرية كريمة ومستقرة, في الوقت الذي يشترط فيه الرجل طلبات هي أقرب لمواصفات سيارة بالكماليات.. في السطور القليلة ستعرف ماذا يريد شهريار من شهرزاد
ففي أحد الطلبات المرسلة للمجلة يصف رجل نفسه بأنه " أعزب (40 سنة) لديه شقة، ويرغب في تكوين حياة أسرية سعيدة، يريد الارتباط بآنسة تحمل مؤهل جامعي، طويلة، بيضاء، متناسقة القوام، لا تزيد عن 28 سنة ومن مستوى اجتماعي وعلمي ومادي مناسب.. وتشارك في الأثاث" لم يجد هذا الشاب الأعزب في نفسه صفات تذكر سوى عمره وشقته وعزوبيته أيضا، ولكنه اشترط مقاييس كاملة للفتاة شكلية واجتماعية وأخلاقية، واشترط ألا يزيد السن عن 28 سنة رغم أنه بلغ سن النضج، فهو لا يمانع من الزواج من فتاة فارق السن بينهما 12 سنة أو يزيد، وهو أمر بديهي على شخصية تشترط في الفتاة أن تكون بيضاء وطويلة ومتناسقة القوام وتشارك في الأثاث، إذن شهريار لم يعد يبهر الأهالي بالمهر والشبكة، فقط هو يتفضل على الفتاة بالشقة.
عروس بالكماليات
أما الإعلان الآخر فهو لـ (شاب مطلق بدون أولاد.. السن 43 سنة، محاسب ولا يدخن ومتدين، يرغب في الارتباط بـ"آنسة" لا يزيد عمرها عن 30 سنة، يفضل طبيبة أو صيدلانية، بيضاء، ملفوفة القوام، لديها شقة، مستوى اجتماعي ومادي وثقافي مناسب ).
أما هذا الشاب ذو الثلاثة وأربعين عاما.. فهو يرى نفسه عريس "لقطة " لآنسة عمرها لا يزيد عن الثلاثين ولابد أن تكون آنسة على الرغم من كونه مطلق، و يطلب عروس من مستوى اجتماعي ومادي مناسب، ولا أدري مناسب لمن؟ لأنه لم يفصح عن مستواه الاجتماعي والمادي ، ولكنه اشترط على العروس أيضا شراء الشقة، وبما أن مستواها المادي مناسب فعليها المشاركة في الأثاث، وبما أنها طبيبة أو صيدلانية وهي إشارة ضمنية لرغبة "شهريار" في الاستحواذ على راتب شهري مجزي من زوجة المستقبل.. والسؤال هنا إذا كان المطلق الذي تجاوز الأربعين يبحث عن آنسة لم تتجاوز الثلاثين، فمن سيتزوج المطلقات والأرامل والآنسات اللاتي تجاوزن الخامسة والثلاثين أو الأربعين؟
الغريب أن كل شهرزاد من ناحية أخرى استسلمت لشروط شهريار، وبالفعل أرسلت إعلانات طلب الزواج تصف فيه نفسها بالوزن والطول وبأنها مرحة وتقدس الحياة الزوجية وتشارك في الأثاث وذات دخل ثابت، بل وتزيد على ذلك بأنها ترحب بالزواج من أعزب أو أرمل أو مطلق وكأنه أوكازيون تعرض فيه البضاعة البائرة التي لا تجد من يشتريها ..
زوجة + عقد عمل
اللطيف في الأمر أن إعلانات الزواج لا تقتصر على العزاب فقط ولكن المتزوجين أيضا، فقط حاول أن تشاهد شريط الإعلانات في القنوات السلفية، ستجد رجل متزوج يعلن عن رغبته في الزواج من "أخت مسلمة " كزوجة ثانية، وليس جديدا أن تعرف أن مواصفات العريس المتزوج لأنه رجل محترم، أعمال حرة، ويتقي الله، ويبحث عن عروس آنسة أو أرملة أو مطلقة جميلة بيضاء وممشوقة القوام ويفضل من دول الخليج، ولا أدري ما الذي يدفع رجل متزوج لأن يعلن عن رغبته في الزواج من أخرى من خلال الإعلانات، كما أنه جرى العرف أن يبحث الرجل عن عروس من بلده إلا إذا صادف عن طريق العمل أو المعارف بفتاة من بلد آخر فيتزوجها، أما أن يبحث تحديدا عن عروس من دول الخليج فكأنه يبحث عن زوجة وعقد عمل!!
إذن الصفات المطلوبة باستمرار من قبل الرجل العربي هي القوام الممشوق وبياض البشرة والجمال والثراء، وفي الوقت الذي يصف فيه الرجل نفسه بالتقي الورع الذي يبحث عن العفة والاستقرار.. تجده يطلب ملكة جمال ثرية لا تكلفه أي شيء سوى تفضله الكريم بالظهور إلى جوارها في المناسبات العامة، ولا عزاء للسمراوات والبدينات والمطلقات لأنه ليس زمنهن.. ولكنه زمن شهريار والشقراوات.
الآن يمكنك الانضمام إلى جروب مجلة "حواء وآدم" الإلكترونية على الفيس بوك، للتعرف على آخر الموضوعات الاجتماعية التي تهم الشباب وأفراد الأسرة.
أمواج الأندلس 
الرئيسية 
أحدث الصور 
التسجيل 
دخول 
افضل موقع لتعلم الجرافيك 
أضغط وادخل وابحث 
موضوع: شهريار يبحث عن عروس / طلبات شهريار / عروس بالكماليات / زوجة + عقد عمل 
الثلاثاء يونيو 14, 2011 9:31 pm
