السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

إن ابتداء نزول الوحي على نبينا صلى الله عليه وسلم بــ ( اقـرأ ) و( يـا أيها المزمل قم الليل إلا قليلا ) و ( قم فانذر ) لبرهان ساطع على أن العامل لهذا الدين لن يستقيم سيره ولن تستمر دعوته إلا بعلم،، مقرون بتعبد خاص،، مكلل بالدعوة إلى الله،،

وقد قال عون بن عبدالله: كان أهل الخير يكتب بعضهم إلى بعض بهؤلاء الكلمات ويلقى بها بعضهم بعضاً:
1/ من عمل لآخرته كفاه الله عز وجل دنياه،،
2/ ومن أصلح ما بينه وبين الله أصلح الله ما بينه وبين الناس،،
3/ ومن أصلح سريرته أصلح الله علانيته،،

وليعلم الجميع بأن خطايا الخلق تظهر في عقوبات الإله،، ويجدها الإنسان في الكون من احتباس القطر، وهوج الريح، وقصف الرعد، وهيجان البحر، وغلاء الأسعار، وشح الموارد، وجدب الديار، وفساد الثمار، وذبول الأشجار، وتعكير الجو،،
لذلك يجب على العبد أن يتوب إلى الله ويكفر عن ذنوبه كي لا يكون من المحرومين،،

والتدبر والتفكير مدرسة العباقرة، فإن هؤلاء العباقرة تأملوا في الدنيا وخدمهم صفاء ذهنهم في الابتكار والتطوير، فعلينا أن نخصص وقتاً نخلو فيه مع أنفسنا قليلاً ونبتعد عن ضغوط الحياة كي نطور من أنفسنا ونعود بروح أفضل،،

واعتراف المذنبين بذنوبهم وتقصيرهم في حق مولاهم وتنكيس رؤوس عجبهم بأنفسهم أحب إلى الله من فعل كثير من الطاعات فإن دوام الطاعات قد توجب لصاحبها العجب، وفي الحديث الشريف ( لو لم تذنبوا لخشيت عليكم ما هو أشد من ذلك *العجب*)

وتذكر كلما خبت همتك وضعفت عزيمتك قول الله تعالى (هم درجات عند الله) فبقدر ما تعمل ترقى درجتك عند ربك،،

واعلم بأن ما قضي كان،، وما سطر منتظر،، وكل شيئ بسبب،، ولن يجد عبد طعم الإيمان حتى يعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه، وما أخطأه لم يكن ليصيبه، يقول سبحانه وتعالى( وما أصاب من مصيبة في الأرض ولا في أنفسكم إلا في كتاب من قبل أن نبرأها )

ومن ثمرات الاستقامة الدنيوية،، أذكر ما قاله داوود الطائي:
ما أخرج الله عبداً من ذل المعاصي إلى عز التقوى إلا أغناه بلا مال، وأعزه بلا عشيرة، وآنسه بلا بشر،،

وأرخص إنسان هو الخامل الكسول الذي لا يفعل شيئاً فإن وجوده في الحياة وعدمه سواء، وفي المقابل هناك الإنسان الغالي الذي يعمل في الحياة بجد ويعبد الله على بصيرة، فهذا هو الذي يضيف إلى الدنيا بوجوده، ويفقده الناس بعد وفاته ويبقى أثره طويلاً،،

وجوهر العبادة إسلام القلب والوجه لله، ثم تغيير القدم في ميدان الكفاح الشريف دون جزع ولا هوان، إن العبادة كما هي ضراعة وتسبيح، فهي أيضاً قدرة على امتلاك الحياة وتسخيرها في سبيل الله وإعلاء اسمه سبحانه،،

وأقول لدعاة الحرية
الحرية لا تعني الانحلال والسفالة، وليس التقييد عبودية، بل لك حريتك الخاصة والتي يجب ألا تعارض حدود الدين والأخلاق، فمن نعمة الله على أمة الإسلام أنهم يعرفون الحدود وأن من يتجاوزها يعاقب ومن يلتزمها يثاب، فكن حراً ولكن ليس على حساب دينك

ا