اهتمت الإذاعة العبرية بالذكري الخامسة والأربعين علي تدمير وغرق المدمرة الصهيونية إيلات علي يد القوات البحيرة المصرية، بينما مرت الذكري في الإعلام المصري ولم ينتبه اليها أحد، وكأننا لم نفعل شيئا وليس في تاريخنا من البطولات سوي الغزوات الإخوانية التي يغرقنا فيها الإعلام الرسمي الذي يعد نسخة مشوهة من إعلام صفوت الشريف وتابعيه فلقد استبدل الحزب الوطني بالحرية والعدالة ومبارك بالدكتور محمد مرسي،
أما بطولاتنا فلا يعلم عنها شيئا بينما استغلت الذكري الإذاعة الإسرائيلية بضرب عصفورين بحجر الأول المطالبة بتوخي الحذر والثانية التحذير من إيران.
قالت الإذاعة: إن إغراق إيلات أدي الي مقتل 47 من جنود وقادة البحرية الصهيونية وجرح وإصابة حوالي 19 آخرين.
وعبرت الإذاعة العبرية عن حزنها الشديد علي فقدان قادتهم الصهاينة في تلك العملية ووجهت الدعوة لتوخي الحذر لعدم تكرار مثل هذه العمليات في المستقبل، محذرة من إيران وحزب الله وشبهت العمليات التي تستنزف قوات الاحتلال الصهيوني بمثل هذه الحادثة لكنها أشارت الي مدي فاجعة هذا الحادث موضحة أن التاريخ العسكري لن ينسي تلك العملية مطلقا.
ولكن الحمد لله إن فيلم «الطريق إلي إيلات» قد أنتج قبل قدوم الإخوان وإلا كان سيضاف اليه أن أحد أبطاله كان ذا توجه إخواني أو لا ينتج بالمرة فيكفينا أبطال النهضة المباركة، وعلي المصري المتحمس لبطولته البحث عن الذكري بنفسه والتي أفرد لها صالح مرسي في مسلسل «رأفت الهجان» حلقة بأكملها، مؤكدا أنها كانت السبب في عودته مرة أخري لإسرائيل بعد عودته الي مصر محطما نتيجة لنكسة 1967 وهناك فيلم وثائقي بعنوان «إيلات الواقعة الحقيقية» عن أبطال الضفادع البشرية المصرية وهناك رائعة المخرجة إنعام محمد علي والسيناريست فايز غالي «الطريق إلي إيلات».
والفيلم يتناول إحدي عمليات إيلات والتي نفذت إبان حرب الاستنزاف وهي العمليات التي نفذتها مجموعة من الضفادع البشرية التابعة لسلاح البحرية المصري، حين هاجموا ميناء إيلات الحربي وتمكنوا من تدمير سفينتين حربيتين هما «بيت شفيع» و«بات يم» والرصيف الحربي، السفينتان كانتا تهاجمان المواقع المصرية في البحر الأحمر بعد استيلاء القوات الإسرائيلية علي سيناء، وهناك فيلم آخر يتكلم عن بطولات القوات البحرية المصرية خاص بتلك الاحتفالية التي تمر ذكراها الآن وهو «يوم الكرامة» أنتج عام 2004 تدور أحداثه حول القوات البحيرة المصرية في الفترة التي أعقبت حرب يونيو 1967 وبعد خطاب التنحي للرئيس جمال عبدالناصر وحتي يوم 21 أكتوبر واستعداد القوات البحرية المصرية لأكبر عملية عسكرية وهي إغراق المدمرة الإسرائيلية إيلات بواسطة صواريخ سطح - سطح، أطلقت من جانب سرب لنشات أمام سواحل بورسعيد وتسند المهمة الي مجموعة من ضباط وجنود القوات البحرية لكل منهم قصته الحياتية الخاصة، يبدأون في التدريب وينتظرون إصدار الأوامر بأي ثمن، ويشعرون بأن الوقت يلعب، معهم قائد سرب اللنشات عوني عازر الذي دخل معركة مع إيلات ليدمرها بنفسه فاستشهد وأصيب 7 من بحارة إيلات.
لسوء الحظ لم ينجح هذا الفيلم ولم يحقق المتوقع، ففي 3 أسابيع حقق الفيلم 384 ألف جنيه فقط ومقارنة أيضا بتكلفة إنتاج الفيلم التي تجاوزت 3 ملايين جنيه بسبب الدعاية السيئة التي حظي بها الفيلم ولكن هذا لا يقلل من إبداع المخرج علي عبدالخالق في إخراج الفيلم مع فقر الامكانيات التكنولوجية التي تستخدم في تلك الأفلام، وهناك تميز في الأداء للممثلين وعلي رأسهم محمد رياض الضابط المصري «عوني عازر» ومحمود قابيل الضابط الإسرائيلي للمدمرة.
من المعروف أن القصة الحقيقية لتلك البطولة نقلا عن المواقع الحربية تركزت خطة القيادة الإسرائيلية علي أن تقوم المواقع المدمرة المعروفة في ذلك الوقت «إيلات» بالمرور شمالا باتجاه البحر وفي مدي رؤية رادارات قاعدة بورسعيد، في نفس الوقت الذي يتحرك فيه لنشا طوربيد وفي حال اكتشاف أي وحدة بحرية مصرية يتم الاشتباك معها فورا وتدميرها علي الجانب الآخر كانت دورية الطوربيد المكونة من لنشين يضم الأول قائد السرب نقيب بحري عوني عازر ومساعده ملازم صلاح غيث تنفذ مرورا روتينيا لتأمين الميناء والاستطلاع للإبلاغ عن أي أهداف تكتشف في نطاق المياه الاقليمية المصرية، وعلي بعد 16 ميلا شمال شرق بورسعيد تمكنت الدورية من اكتشاف المدمرة «ايلات» فتم إبلاغ القيادة لاسلكيا وهنا دارت معركة انتهت باستشهاد النقيب عوني عازر وأصيبت المدمرة ايلات من الجانب الأيمن كما أصيب 8 من طاقمها