نور الجمال
مراقب عام
عدد المساهمات : 462 تاريخ التسجيل : 05/01/2010
| موضوع: الأمثال في القرءان الكريم الأحد أغسطس 15, 2010 4:38 pm | |
| مثل قسوة قلوب بني إسرائيل =================
...سورة البقرة
ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُمْ مِنْ بَعْدِ ذلِكَ فَهِيَ كَالْحِجارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً
وَإِنَّ مِنَ الحِجارَة لَمَا يَتَفَجَّرُ مِنْهُ الاََنْهارُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَشَّقَّقُ فَيَخْرُجُ مِنْهُ الْمَاءُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللهِ
وَمَا اللهُ بِغافِلٍ عَمّا تَعْمَلُون (74)ا
* * * * * * * * * * * * معاني الكلمات
========= يتفجّر: بتفتّح بسعة و كثرة يشّقق: يتصدّع بطول أو بعرض
* * * * * * * * * * * * المثل
=== جاءت الآية بعد قصة البقرة التي ذبحها بنو إسرائيل ، وقد كانوا يجادلون موسى عليه السلام بغية التملّص من ذبحها ، ولكن قاموا بذبحها و ما كادوا يفعلون
* * * * * * رأى بنو إسرائيل معجزات شتى بأعينهم مع نبيهم موسى عليه السلام ، من انشقاق البحر لهم وعبورهم ، ثم نزول المن والسلوى ليهم وهم في الصحراء ، وانشقاق الصخرة ليخرج منها الماء في أرض صحراء جافة جرداء ، ورفع الجبل فوق رؤوسهم .. وأخيرا رؤية احياء الموتى بضربه بجزء من بقرة مذبوحة ليخبر عن القاتل ثم يرتد ميتا ... وغيرها من الأيات والمعجزات .. رأوها رؤية عين ، رؤية حق ، وليس بالسمع أو التناقل
ومع رؤية هذه المعجزات الكبرى التي كان من المفروض أن تزيد في إيمانهم وانصياعهم لنبيهم موسى عليه السلام ، لكن ـ و للأسف ـ قالوا نعم سمعنا .. وعصينا !! وقست قلوبهم بنحو يحكي سبحانه شدة تلك القساوة ، ويشبها بالأحجار – وإن كانت الأحجار تتشقق ويخرج منها الماء وتخشع من خشية ربها .. ومع ذلك فقلوب بني إسرائيل قاسية وأشد من الحجارة في قسوتها لا تلين ولا تخشى الله ولا تعتبر بالمعجزات التي رأوها
والحجارة التي يقيس قلوبهم إليها , فإذا قلوبهم منها أجدب وأقسى.. هي حجارة لهم بها سابق عهد ، فقد رأوا الحجر تتفجر منه اثنتا عشرة عينا , ورأوا الجبل يندك حين تجلى عليه الله وخر موسى صعقا ! ولكن قلوبهم لا تلين ولا تندى , ولا تنبض بخشية ولا تقوى.. قلوب قاسية جاسية مجدبة كافرة.. ومن ثم جاء هذا التهديد: ( وما الله بغافل عما تعملون ) ا
* * * * * * * * * * * * تفسير الأيات
======== : نبدأ بنهاية قصة البقرة لتوضيح صلتها بالمثل
كان ذبح البقرة لأجل تحديد هوية القاتل الذي قام بقتل عمه واتهم بقتله شخصاً آخر من بني إسرائيل ، فصاروا يتدارأون ويدفعون عن أنفسهم هذه التهمة ، فرجعوا في أمرهم إلى موسى عليه السلام ، وشاء الله أن يظهر حقيقة الأمر بنحو معجز ، فقال لهم موسى عليه السلام: (إن الله يأمركم أن تذبحوا بقرة) ، فلما ذبحوها ـبعد تعنت ومجادلات طويلةـ أمر سبحانه أن يضربوا المقتول بجزء من البقرة حتى يحيى المقتول ويعين هوية القاتل
قال سبحانه: (فَقُلْنَا اضْرِبُوهُ بِبَعْضِها كَذلِكَ يحيي اللهُ المَوتى وَيُريكُمْ آياتِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُون)ا
ومع رؤية هذه المعجزة الكبرى التي كان من المفروض أن تزيد في إيمانهم وانصياعهم لنبيهم موسى عليه السلام ، لكن ـوللأسف- قست قلوبهم بنحو يحكي سبحانه شدة تلك القساوة و يقول: (ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُمْ مِنْ بَعْدِ ذلِكَ فَهِيَ كالحِجارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَة)ا
وبما أن الحجر هو المعروف بالصلابة والقساوة شبه سبحانه قلوبهم بالحجارة وقال: إنَّ قُلوبهُمْ ( كالحِجارَة أَوْ أَشَدّ قَسوَة ) أي: بل هي أشد قسوة
ثم إنه سبحانه وصف قلوبهم بأنها أشد قسوة من الحجارة ، وعلل ذلك بأمور ثلاثة
الأول: (وَإنّ مِنَ الحِجارة لَما يَتَفَجَّرُ مِنْه الاََنْهار)ا الثاني: (وَإنَّ مِنْها لما يَشَّقّق فيَخرج مِنْهُ الماء)ا الثالث: (وَإنّ مِنْها لما يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ الله)ا
أما الأول: أي تفجر الأنهار من الحجارة ، كالعيون الجارية من الجبال الصخرية
وأما الثاني: كالعيون الحادثة عند الزلازل المستتبعة للانشقاق والإنفجار المستعقب لجريان الأنهار
وأما الثالث: كهبوط الحجارة من الجبال العالية إلى الأودية المنخفضة من خشية الله
ولا مانع من أن يكون للهبوط علة طبيعية كالصواعق التي تهبط بها الصخور وعلة معنوية التي كشف عنها الوحي ، وهي الهبوط من خشية الله
وعلى ضوء ذلك فالحجارة على الرغم من صلابتها تتأثر طبقًا للعوامل السالفة الذكر ، وأمّا قلوب بني إسرائيل فهي صلبة لا تنفعل أمام وحيه سبحانه وبيان رسوله ، فلا تفزع نفوسهم ولا تخشع لأمره ونهيه
ولهذا نهى الله المؤمنين عن مثل حالهم فقال : (( أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلَا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِن قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ ))ا
* * * * * * * * * * * *
| |
|