القومية العربية أو
العروبة هي
الإيديولوجيا القومية العربية، تعتبر هذه الإيديولوجيا الأكثر شيوعاً في
الوطن العربيخصوصا في فترة الستينات والسبعينات من القرن العشرين والتي تميزت بالمد الناصري وقيام
الجمهورية العربية المتحدة بين
مصر وسوريا.
يؤمن
القوميون العرب بالعروبة كعقيدة ناتجة عن تراث مشترك من اللغة والثقافة والتاريخ والدين الإسلامي إضافة إلى مبدأ حرية الأديان.
الوحدة العربية هدف معظم القوميين العرب.
تعريف الوحدة العربية والذي ساد في حقبة الستينات وحتى الثمانينيات يطرح الآن مفهوماً جديداً للوحدة العربية يعتبر قريبا من المشروع الأوروبي، أي الدعوة للإنصهار في كتلة ذات سياسة خارجية موحدة، وذات ثقل اقتصادي كبير يقوم على التكامل الاقتصادي والعملة الموحدة وحرية انتقال الأفراد والبضائع بين الأقطار المختلفة، بالإضافة لتفعيل اتفاقية الدفاع العربي المشترك للوصول إلى اتحاد عربي مع المحافظة على الخصوصية الثقافية للأقطار العربية كل على حدة.
تشكلت القومية العربية مع نهايات القرن التاسع عشر وبدايات القرن العشرين أو عصر القوميات كما يسميه البعض، كان من رواد حركة القومية العربية مفكرون من أمثال
ساطع الحصري،
زكي الأرسوزي،
عبد الرحمن عزام ومحمد عزة دروزة. تجلت القومية العربية في أوجها
بالثورة العربية الكبرى التي قادها
الشريف حسين من مكة، لكن الآمال المعقودة على الحصول على دولة الوحدة تقوضت بأسرها بعد عقد فرنسا وبريطانيا اتفاقيات سايكس بيكو والتي تهدف لاقتسام إرث الامبراطورية العثمانية
.علم الثورة العربية: أول علم عربي حديث (علم الدولة العربية الموحدة)، ويستعمل للدلالة على الوطن العربي والوحدة العربيةالتسمية
يجري اصطلاحاً استخدام العروبة بمعنى مرادف للقومية العربية لكن هناك من يقول بالفرق بين العروبة والقومية العربية. وهناك من ينادي بفك الازدواج بين العروبة والقومية العربية للمساعدة في توضيح المقصود من حيث المعنى اللغوي والسياسي ومن هؤلاء الكاتب العراقي
حسن العلوي حيث وصف العروبة والقومية العربية بالتوأم الوهمي.
فالعروبة انتساب إلى العرب وتعني فقط الانتساب المجرد عن المعنى السياسي، فمن الممكن للإسلامي أن يكون عروبياً وللماركسي ان يكون عروبياً لأن العروبة مجردة من المعنى السياسي فهي شعور بالانتماء لا أكثر.
أما القومية عند البعض فتعني القوم المنحدرين نسباً من صلب جد واحد، ومع التطور التاريخي انسلخ مصطلح القومية عن جذوره اللغوية فأصبح معناه قريباً من معنى الأمة، وأصبح ذا دلالة سياسية.
البدايات الفكرية
صورة لأعضاء جمعية العربية الفتاة في بلودان.أول إرهاصات القومية العربية كانت في
بلاد الشام بعد
حملة محمد علي والتدخل الأوروبي الذي تبع ذلك. في البداية كانت مطالب القوميين العرب محدودة بالإصلاح داخل الدولة العثمانية، واستخدام أوسع للغة العربية في التعليم والإدارات المحلية، وإبقاء المجندين العرب في وقت السلم في خدمات محلية. طرأ تشدد على المطالب إثر ثورة عام
1908 في
الآستانة وبرنامج التتريك الذي فرضته حكومة
جمعية الاتحاد والترقي (والمعروفة
بتركيا الفتاة). إلا أنه حتى ذلك الوقت لم يمثل القوميون العرب تياراً شعبياً يعتد به حتى في سوريا معقلها الأقوى آنذاك، فمعظم العرب كان ولاؤهم لدينهم أو طائفتهم أو قبيلتهم أو حكوماتهم المحلية. عقائد
الجامعة العثمانية والرابطة الإسلامية كانا منافسين قويين للقومية العربية. كانت أبرز الحركات القومية آنذاك متجسمة في جمعيات ونواد مثل
جمعية العربية الفتاة والجمعية العلمية السورية والمنتدى الأدبي والجمعية القحطانية وجمعية العهد وغيرها.
في عام
1913 اجتمع بعض المفكرين والسياسيين العرب في
باريس في
المؤتمر العربي الأول. وتوصلوا إلى قائمة من المطالب للحكم الذاتي داخل الدولة العثمانية. وطالبوا كذلك ألا يُطلب من المجندين العرب في الجيش العثماني أن يخدموا خارج أقاليمهم إلا في وقت الحرب
تزايدت المشاعر القومية خلال انهيار السلطة العثمانية. ساعد القمع العنيف للجمعيات السرية في
دمشق وبيروت من قبل
جمال باشا وإعدامه الكثير من الوطنيين في عامي
19151916 على تقوية المشاعر المضادة للأتراك. وفي نفس الوقت قام البريطانيون من جانبهم بتحريض حاكم
مكة،
الشريف حسين على
الثورة العربية خلال
الحرب العالمية الأولى. هُزم العثمانيون ودخلت القبائل العربية الموالية
لفيصل، ابن الشريف حسين،
دمشق عام
1918. حينها شهدت القومية العربية أولى محاولاتها لإقامة
المملكة العربية بقيادة الملك
فيصل الأول مؤسسو الفكر القومي العربي
كانت بدايات الفكر القومي العربي الحديث في سورية في ظل الحكم العثماني وحالة التردي الذي أصاب
السلطنة العثمانية في القرن الأخير من عمرها.
الأمة في الفكر القومي العربي
العرب كجنس واحد ينشد الوحدة السياسية والتاريخية منذ البدء ومن أقدم أزمنة التاريخ. وبالتالي فإن مطلب الوحدة القومية، من وجهة نظر دروزة، هو مطلب يتخطى التاريخ الواقعي ويهيمن عليه. إنه بداهة التاريخ العربي التي يتعين إكمالها بوحدة فعلية شاملة قوامها التوحيد السياسي، وهذه ضرورة تاريخية يفرضها الواقع العربي.
تلعب الأهمية الحاسمة للعوامل اللغوية والروحية، العاطفية والمعنوية دوراً حاسماً لدى
ساطع الحصري. يحاكي الحصري دروزة حيث يؤمن بأن الشعور القومي معطى أزلي وثابت، متأصل لدى كافة الأفراد المنتسبين للأمة. واللغة من هذا المنظور هي من أهم الروابط المعنوية.
تتشكل دولة الأمة من تطابق حدودها الثقافية اللغوية مع حدودها السياسية. وقد سعى المفكرون القوميون العرب إلى مأسسة الدولة على قاعدة الأمة المنشودة، التي يتسع مداها لتشمل كل الناطقين بالعربية لتتحول مجموعة الدول القومية إلى شكل أسمى لدولة الأمة.
رأى
زكي الأرسوزي مفكر ومؤسس
حورد البعث أن الإنتماء يقوم على شعور فطري سابق على العقل، فلا مناص للفرد
من انتمائه القومي. ولهذا كان يقول: إن البعث يقوم على الشعور القومي الذي هو فيما وراء العقل، في الغريزة
الفكر القومي العربي
لا يمكن تحديد موعد لبداية التفكير بالوحدة العربية، فالوحدة العربية كانت دوماً كما يقول محمد عزة دروزة هدف العرب، مع أنها لم تتجسد فعلياً حتى ظهور الإسلام الذي ألف بين قلوبهم، وربما يمكن اعتبار الدولة الأموية أول تجسيد لدولة العرب الكبرى.
جاء الفكر القومي منذ لحظته التأسيسية ردة فعل على انهيار الرابطة الإسلامية نتيجة الأزمة الحضارية الشاملة للإمبراطورية العثمانية وصعود الأفكار والمشاريع القومية، خصوصاً في الجزء الأوروبي من تلك الإمبراطورية، قبل أن يفكر العرب في إيجاد الطروحات والمسوغات الفكرية لمشروعهم القومي.
لم يفكر العرب بداية في الانفصال عن الدولة العثمانية. حاولوا أن يبلوروا هويتهم القومية من أجل تحسين سبل المشاركة مع العثمانيين بوصف العرب أصحاب مساهمة أساسية في الحضارة، لأنهم قدموا للشعوب الأخرى رسالة الإسلام. سعى العرب حتى مرحلة متقدمة لأن يشكلوا دولة اتحادية، وطالبوا باللامركزية السياسية والاتحاد الفيدرالي مع الأتراك. هذا على الأقل ما كانت عليه الأمور حتى المؤتمر العربي الأول في باريس عام 1913.
اطلع المثقفون العرب على الفكر القومي الغربي (الأوروبي) بصيغته النظرية قبل أن يتجسد في الدولة القومية في النصف الأول من القرن العشرين. لكن هذا الفكر القومي ارتبط بأفكار النهضة بداية وعنى بشكل خاص موضوع الإصلاح. لقد بدأت فكرة الدولة القومية كمشروع لبناء دولة حديثة مرتبطة بتطور الاقتصاد وحق الأسواق البرجوازية بالحدود والحماية. قاوم هذا الفكر الهيمنة السياسية للكنيسة والإقطاع. الكنيسة بما هي مشروع فوق قومي والإقطاع بصفته عنصر تجزئة وتخلف في وجه السوق القومي واحتياجاته للتوسع والنمو.
شكل منتصف القرن التاسع عشر بداية واضحة للضعف العثماني، فقد خسرت تركيا الحرب مع روسيا واقتحمت فرنسا عدداً من ولاياتها.
بدأت الحركات القومية الانفصالية في بلاد اليونان ووقع المغرب العربي تحت الاحتلال الفرنسي وانفصلت مصر عن الدولة، وشهدت بلاد الشام العديد من الانتفاضات الشعبية الفلاحية والحرفية. بدأت حركة من الإصلاحات داخل تنظيمات الدولة بهدف مواجهة هذه التحديات
يؤمن مفكرو القومية العربية أن الأصل في الوحدة، لأن الوحدة المنسجمة هي خير محض، وأن التجزئة القطرية عارضة ومصطنعة بدأها الاستعمار واستكملتها أنظمة الحكم القمعية لتقوية الشعور القُطري وواقع التجزئة والحفاظ على عروش اغتصبوها وكراسٍ لم يستحقوها. ومن الأدلة الواضحة على هذا الإبعاد المتعمد للشعب عن فكرة القومية إحياء النزعات العرقية (من فرعونية وفينيقية وإفريقية، الخ) ورفع شعارات القطرية بكل وضوح ووقاحة أحياناً، مثل شعار الأردن أولاً ولبنان أولاً واستبدال العربية بالإنكليزية أو الفرنسية وتصوير العربية كلغة الطبقات الدنيا في المجتمع. وما حدث من تجييش إعلامي وتضخيم سياسي لمباراة مصر والجزائر والتداعيات الخطيرة قبلها وخلالها وبعدها كان قمة السقوط للأنظمة الحاكمة. ولذلك فهي حالة شرّ وفساد. تبدأ هذه الوحدة من وحدة اللغة والمشاعر والثقافة والتاريخ والجغرافيا وتستمر بحكم التحديات المشتركة (حالة الاستعمار والتخلف والجهل). وأضيفت في الأدبيات القومية الأخيرة (مثل
المشروع النهضوي العربي) مسألتا المستقبل المشترك والمنافع المشتركة (التكامل الاقتصادي) كدوافع إضافية لنشوء الوحدة العربية. بعد التجارب السابقة وتحكم فئات لم تؤمن بالقومية العربية في مصير أنظمة حسبت على القومية العربية، تنبه المفكرون القوميون إلى أهمية الديمقراطية ودولة المواطنة في الفكر القومي العربي. وبالتالي أصبح الطرح أكثر موائمة للواقع الحالي للأقطار العربية ولمخاوف المواطنين من استبدال النظام القمعي القطري (سواء كان طائفياً أو فئوياً أو عشائرياً أو إقليمياً) بنظام قمعي قومي أكثر قوة وشرعية. من شأن هذا الطرح الجديد أن يجذب فئات معارضة تقليدياً للمشروع القومي مثل الأقليات العرقية والدينية
.
[/b]