مقتطفات من كتاب المرأة الجديدة للكاتب قاسم أمين

[center]المرأة الجديدة: هي ثمرة من ثمرات التمدن الحديث،



بدأ ظهورها في الغرب على إثر الاكتشافات العلمية التي



خلصت العقل الإنساني من سلطة الأوهام والظنون



والخرافات، وسلمته قيادة نفسه، ورسمت له الطريق التي



يجب أن يسلكها. ذلك حيث أخذ العلم يبحث في كل شيء،



وينتقد كل رأي، ولا يسلم إلا إذا قام الدليل على ما فيه من



المنفعة العامة



--------



في كل مكان حط الرجل من منز لة المرأة، وعاملها



معاملة الرقيق حط نفسه وأفقدها وجدان الحرية



---------



إن شكل الحكومة يؤثر في الآداب المنزلية ،



والآداب المنزلية تؤثر في الهيئة الاجتماعية.



--------



إني أعتقد أن انتشار الفسق في مدننا الكبيرة، لا



يمكن أن يضيق نطاقه إلا إذا منحت النساء حق الانتخاب



--------



إن رأي الحاكم أن طابق هوى شخص ، فقد



يخالف أهواء الأغلب؛ لأن الأمزجة مختلفة ، والغرائز



متباينة، والأذواق متفاوتة على حسب الأشخاص والأعمار



والأزمان والأمكنة...فوضع قاعدة واحدة لجميع الأعمال الخاصة بكل فرد



لا يسهل على الطباع البشرية قبوله.



--------



دلت التجارب على أن تداخل الحاكم



في الشئون الخاصة للأفراد يضعف من قواهم، و يحرمها



القدرة على تأدية وظائفها، ويورث النفوس الخمود والعجز



عن العمل، والاتكال على الغير



--------



الحرية هي قاعدة ترقى النوع الإنساني ومعراجه إلى



السعادة؛ ولذلك عدتها الأمم التي أدركت سر النجاح من أنفس



حقوق الإنسان.



---------



إن المقصود من الحرية هنا هو استقلال



الإنسان في فكره و إرادته وعمله متى كان واقفا عند حدود



الشرائع، محافظا على الآداب، وعدم خضوعه بعد ذلك في



شيء لإرادة غيره، اللهم إلا في أحوال مستثناة، كالجنون



والطفولية



----------



تزويج المرأة برجل تجهله، وحرمانها حق التخلص منه، ومع إطلاق



الإرادة للرجل في إمساكها وتسريحها كيف يشاء، هو استعباد



حقيقي.



---------



تتميز المرأة على الرجل أيضا بأنها أضعف شهوة



منه، فالحب عند الرجل ميل شهواني إلى استيفاء اللذة



الجسدية، والحب عند المرأة وداد قلبي غايته امتزاج



الروحين



------------



"إن حب المرأة للخير من المألوفات المشهورة،



أما الرجل فيسود عنده حب النفس؛ لذلك تراه يفتكر أولا في



نفسه ثم في أولاده، بخلاف المرأة ، فهي تفكر أولا في



غيرها ثم في نفسها، فهم الرجل أن يكون سعيدا، وهم المرأة



أن تجعل الغير سعيدا، وهذا الإ حساس يشاهد في جميع



أعمال الحياة، صغيرها وكبيرها



--------



إن آلة العقل هي المخ، فكل انحراف يعرض في الصحة البدنية



يؤثر فيه، فإذا استوفينا شروط صحة الجسم ، أمكننا أن



نحصل سلامة الإ رادة وقوة الحكم ، ونحسن في أخلاق المرء



وآدابه



----------



لما أسقطنا منزلة المرأة



بغير حق انتقم الحقُّ منا وشدد انتقامه، فحرمنا كذلك من



السعادة الحقيقية، وانحطت أخلاقنا وفسدت تربية أولادنا،



واستولى الحزن واليأس على قلوبنا



----------



إن الحرية هي منبع الخير للإنسان،



وأصل ترقيه، و أساس كماله الأدبي، وأن استقلال إرادة



الإنسان أهم عامل أدبي في نهوض الرجال، فلا يمكن أن



يكون لها إلا مثل ذلك الأثر في نفوس النساء.



---------



لو حرمت المرأة من



التأهب لملاقاة الضرورات حتى وقعت فيها لم تستطع



للخلاص منها سبيلا . وكان حرمانها من هذا التأهب عبارة



عن تسليمها للهلاك.



----------



كيف نتوقع الخيبة للرجل منا إذا كان ناقص



التربية، قليل المعرفة ، عديم الاختيار، ولا نتوقع تلك الخيبة



للمرأة إذا اشتركت معه في هذه النقائص؟!



----------



يجب أن تربى المرأة على أن تكون لنفسها –أولا– لا



لأن تكون متاعا لرجل ربما يتفق لها أن تقترن به مدة



حياتها.



-----------



يجب أن تربى المر أة على أن تجد أسباب سعادتها



وشقائها في نفسها لا في غيرها



-------------



ذلك لأن جميع أعمال الإنسان مهما اختلفت وتنوعت



هي صادرة عن أصل واحد وهو عمله وإحساسه، فإن كان



هذا الأصل راق يا كان أثره في كل شيء كبيرا نافعا حميدا



وإن كان منح ً طا كان أثره في كل شيء حقيرا ضارا غير



محمود.



-----------



إن جميع العيوب التي تشاهد عند



الأطفال، مثل الكذب والخوف والكسل والحمق، هي ناشئة



من جهل أبويه بقواعد التربية ، وأن من السهل إزالة هذه



العيوب بالوسائل الأدبية



------------



إذا كانت وقاية الطفل من الأمراض وتطهيره من



العيوب مما يحتاج إلى معلومات كثيرة . فالوقوف



على غرائز الطفل الطيبة وغرض الصفات الحميدة في نفسه



يحتاج إلى معارف أدق ومعلومات أوفر.



-----------



للمرأة في تهذيب النوع الإنساني أكثر



مما لأي أستاذ فيه، وعندي منزلة الرجل في النوع من منزلة



المخ من البدن ومنزلة المرأة منزلة القلب.



----------



يكون الرجال كما تريد النساء، فإذا



أردت أن تجعل الرجال من ذوي الهمة والفضيلة ، فعلم النساء



الهمة والفضيلة



-----------



إن الواجبات التي تطالب بها النساء



هي أساس الحياة الإنسانية فالمرأة تدير جميع شئون العائلة



وبهذا العمل يكون لها أعظم نصيب في إصلاح الأخلاق أو



إفسادها، ليست الأمة صورة تقوم بنفسها كما يتخيل، و إنما



هي مجموع العائلات، وما من أحد يمكنه أن يهذب العائلة



سوى المرأة



------------



إذا قرأت المرأة كتابا فكأنما قرأ زوجها وأولادها



--------



إن شخصية الإنسان الأدبية تتكون من



عاملين عامل طبيعي، عامل صناعي ، وليس في استطاعتنا أن



نؤثر في الأول، ولنا على الثاني سلطة واسعة؛ حيث إنه



يمكننا بالتربية الأولى أن ننمي غريزة الطفل، إن كانت



غريزة صالحة، ونكملها ونزيدها حسنا، ويمكننا أن نضعف



من أثرها أن كانت بضد ذلك، نعم أن لهذه السلطة الثانية حدا



تنتهي إليه ، ولكن سعة دائرتها تمكننا من الانتفاع بها انتفاعا



عظيما إذا عرفنا كيف نتصرف فيها واهتدينا إلى طرق



التربية الصحيحة.



-------------



إن البذرة مهما كانت جيدة لاتنبت إلا في الأرض الصالحة لنموها



--------------



ما من مقياس يقاس به ارتقاء الأمم مثل منزلة المرأة فيها



-------------



إن الموسيقى تبعث الحياة في الجماد، ويسمو بها



الفكر، ويرتقي الخيال، وتبث في النفس الفرح والسرور،



وترفعها عن الدنايا، وتميل بها إلى الجمال والكمال، فهي من



عوامل الأدب للإنسان



------------



لا فائدة من التربية التي تجعل الإنسان مستودعا



لأفكار غيره؛ لأن الكلمات التي توضع في الكتب لا يمكن أن



تنتج معاني إلا على نسبة التجارب المكتسبة



-----------



لا يوجد الأدب إلا حيث يوجد العلم



--------