في قديم الدهر قد كان لنا
في قديم الدهر قـد كـان لنـا ملـك رام دخـول الظلـمـات
ليشـع النـور منهـا ويــرى أهلهـا قدرتـه عنـد الثبـات
ثـم يسخلـف فيهـم مثلـهـم ولداً أزهـر علـوي الصفـات
طلبـوا الصلـح إليـه فـأبـى أن يذوقوا معـه روح الحيـاة
فـرأى ستـة بـلـدان بـهـا ورأى ستـة أمــلاك عـتـاة
ودعـا الطبـاخ حتـى جـاءه بالمدى مشحودة فيهـا البتـات
فصل الأعضـاء منهـا قطعـة قطعة فهـي كأمثـال الفتـات
فهـو يستخـرج بالطبـع لهـا ودكاً يخرج مـن ذاك الرفـات
وأتـى الملـك بأدهـان لـهـم في ذكاء المسك من طيب الشذاة
ثـم لمـا دهـن الملـك بهـا نَعَّمَتـه ريـح تلـك النفحـات
فغدا وهو طـري السـن مـن بعد شيب فهو يُصبي الصَّبَوات
ونفـى الظـلَّ الترابـيَّ الـذي كان فيه فهو نـوريّ السمـات
ثـم ولاّهـا فتـى مـن نسلـه خالداً لا يتقي ريـب الممـات
يا لها مـن دهنـة مـن مَسّهـا قاتـل النـار بصبـر وثبـات
رَمَـزَ القـوم عليـه ضـنـةً فهـم يدعونـه مـاء الحـيـاة
إسم الشاعر الطغرائي