أدانت وزارة الخارجية أعمال القتل التى ارتكبتها القوات الإسرائيلية صباح اليوم على متن إحدى السفن التابعة للقافلة التى كانت متجهة إلى غزة بهدف كسر الحصار الإسرائيلى المفروض عليها. وقال السفير حسام زكى، المتحدث الرسمى باسم وزارة الخارجية، إنه يتوجه بخالص التعزية والمواساة إلى أسر الضحايا من الناشطين الذين فقدوا أرواحهم اليوم فى سبيل نصرة الشعب الفلسطينى وقضيته.
وأشار زكى إلى أن مصر طالما نبهت إلى خطورة وعدم مشروعية استمرار الحصار الإسرائيلى الجائر على قطاع غزة، مشيراً إلى أن الأحداث الدامية صباح اليوم تثبت مجدداً إصرار السلطات الإسرائيلية على تذكير العالم بأن قطاع غزة، مثله مثل بقية الأراضى الفلسطينية، ما زال يخضع للاحتلال الإسرائيلى بالكامل.
وقال زكى إن مصر تدعو مرة أخرى، وفى ظل هذه الأحداث المأساوية، إلى الرفع الفورى للحصار الإسرائيلى على قطاع غزة، وكذلك إلى رفع كافة إجراءات التضييق والحواجز فى بقية أنحاء الأراضى الفلسطينية المحتلة، وأكد أن مصر ستواصل تنفيذ سياستها الهادفة إلى التخفيف على سكان القطاع من خلال تسهيل عبور الأفراد من وإلى القطاع ودخول الأدوية والمستلزمات الطبية، وكذلك المواد الواردة من أية أطراف عربية أو دولية إليه.
ومن جانبه صف السفير عبد الرءوف الريدى، رئيس شرف المجلس المصرى للشئون الخارجية العدوان الإسرائيلى على "قافلة الحرية" التى تحمل مواد الإغاثة، بأنه جريمة بكل المقاييس سواء على المستوى القانونى الدولى أو الأخلاقى.
وقال السفير الريدى فى تعقيب له اليوم، إن هذا العدوان يخالف القانون الدولى الإنسانى واتفاقيات جنيف، واعتداء صارخ على مواطنين عزل وأبرياء من كافة أنحاء العالم، وأشار إلى أن هذه الجريمة الإسرائيلية هى "جريمة عار" تحدت فيها إسرائيل المجتمع والقانون الدولى، وهى تؤكد بذلك للعالم أنها مازالت دولة "مارقة" تمارس الإرهاب حتى فى خارج المياه الإقليمية وحدودها البحرية.
ونوه بأن إسرائيل بهذا العدوان الصارخ سوف تزيد من عزلتها الدولية وتعطل بالتأكيد جهود التسوية السلمية فى المنطقة وتزيد من التوتر فيها، وخلص إلى أن إسرائيل بهذه الجريمة التى تعتبرها انتصارا - وهى بالفعل انتصار للعار - تمارس الممارسات نفسها التى كان يمارسها النظام العنصرى فى جنوب إفريقيا سابقا والذى لم تحمه من السقوط قدراته النووية وأساطيله وقواته المسلحة القوية، وعلاقاته مع العديد من دول العالم التى تحظى بالمكانة والقوة فى العالم فى ذلك الوقت.
كماطالب بكرى رئيس الحكومة ووزير الخارجية بطرد السفير الإسرائيلى من مصر فوراً، ووقف العلاقات والزيارات المشتركة مع القتلة الإرهابيين، وذلك بعد الهجوم الإجرامى على أسطول الحرية الذى كان يحمل ناشطين ومساعدات إنسانية لغزة.
واستنكر بكرى فى بيانه موقف الحكومة المصرية الذى اعتبره غامضا، رغم أن الجريمة وقعت منذ الرابعة صباحا، وهو أمر يدعو إلى الأسى ويكشف عن مدى الهوان الذى وصلت إليه بلادنا فى مواجهة جرائم إسرائيل المتكررة.
وأضاف أن صمت الحكومة المصرية والحكومات العربية المختلفة هو الذى يغرى العدو الإسرائيلى بارتكاب هذه الجرائم، وهو على ثقة كاملة أن أحدا من العرب لن يتحرك، وأن السفارات الإسرائيلية فى البلدان العربية سوف تبقى كما هى رمزاً للتحدى فى مواجهة الجماهير العربية الغاضبة، ولو كانت إسرائيل وجدت نظاما عربياً واحداً يرد على جرائمها المتكررة فى غزة وفلسطين لترددت ألف مرة فى ارتكاب هذه الجريمة، غير أنها قامت بعدوانها الآثم، وهى تعرف ردود الأفعال مقدماً.
وأضاف لقد صمتنا على قتل أسرانا رغم اعتراف الصهاينة بجريمتهم، وصمتنا على القتل المتعمد لجنودنا وأهلنا على الحدود، وصمتنا على استمرار الحصار الآثم، بل قمنا ببناء جدار عازل، وتركنا الأمر لغيرنا ليسعى إلى إنقاذ الفلسطينيين، فكان طبيعيا أن يصل الحال بنا جميعا إلى هذا الهوان، كما طالب بكرى بقطع إجازة المجلس، وعقد جلسة عاجلة فى حضور رئيس الوزراء ووزير الخارجية، لإعلان موقف تاريخى من هذه الجريمة النكراء.