فَديتُكَ جِسمي كانَ أَحمَلَ لِلشَكوى = وَكانَ عَلَيها مِنكَ يا سَيِّدي أَقوى فَدَيتُكَ لَم أَنصِفكَ إِذ أَنتَ لابِسٌ = شِعاراً مِنَ الحُمّى وَلَم أَلبِسِ الحُمّى
|
أَفنَيتُ فيكِ مَعانِيَ الشَكوى = وَصِفاتِ ما أَلقى مِنَ البَلوى جَوَّلتُ آفاقَ الكَلامِ فَما = أَبصَرتُني قَصَّرتُ عَن مَعنى
|
يا مَعشَرَ العُشّاقِ ما البُشرى = قَد ظَفِرَت كَفّي بِمَن أَهوى واصَلَني مِن بَعدِكُم سَيِّدي = كَذاكَ أَيضاً لَكُمُ العُقبى
|
كُلُّ ناعٍ فَسَيُنعى = كُلُّ باكٍ فَسَيُبكى كُلُّ مَذخورٍ سَيَفنى = كُلُّ مَذكورٍ سَيُنسى
|
شَجاني وَأَبلاني تَذَكُّرُ مَن أَهوى = وَأَلبَسَني ثَوباً مِنَ الضُرِّ وَالبَلوى يَدُلُّ عَلى مافي الضَميرِ مِنَ الفَتى = تَقَلُّبُ عَينَيهِ إِلى شَخصِ مَن يَهوى
|
قل لذي الدلّ تولَبِ = يا فداكَ الردى أبي أنتَ واللَهِ مركبٌ = موطأٌ خير مركب
|
يا قَمَراً أَبرَزَهُ مَأتَمٌ = يَندُبُ شَجواً بَينَ أَترابِ يَبكي فَيَذري الدُرَّ مِن نَرجِسٍ = وَيَلطُمُ الوَردَ بُعُنّابِ
|
يا اِبنَ الزُبَيرِ أَلَم تَسمَع لِذا العَجَبِ = لَم أَقضِ مِنهُ وَلا مِن حُبِّهِ أَرَبي ذاكَ الَّذي كُنتُ في نَفسي أَظُنُّ بِهِ = خَيراً وَأَرفَعُهُ عَن سورَةِ الكَذِبِ
|
مَن سَبَّني مِن ثَقيفٍ = فَإِنَّني لَن أَسُبَّه أَبَحتُ عِرضي ثَقيفاً = وَلَطمَ خَدّي وَضَربَه
|
إِنّي عَجِبتُ وَفي الأَيّامِ مُعتَبَرٌ = وَالدَهرُ يَأتي بِأَلوانِ الأَعاجيبِ مِن صاحِبٍ كانَ دُنيائي وَآخِرَتي = عَدا عَلَيَّ جِهاراً عَدوَةَ الذيبِ
|
في الحُبِّ رَوعاتٌ وَتَعذيبُ = وَفيهِ يا قَومُ الأَعاجيبُ مَن لَم يَذُق حُبّاً فَإِنّي امرُؤ = عِندي مِنَ الحُبِّ تَجاريبُ
|
رُبَّ لَيلٍ قَطَعتُهُ بِاِنتِحابِ = رُبَّ دَمعٍ هَرَقتُهُ في التُرابِ رُبَّ ثَوبٍ نَزَعتُهُ بِعَصيرِ ال = دَمعِ بَدَّلتُ غَيرَهُ مِن ثِيابِ
|
سَأَلتُها قُبلَةً فَفِزتُ بِها = بَعدَ اِمتِناعٍ وَشِدَّةِ التَعَبِ فَقُلتُ بِاللَهِ يا مُعَذِّبَتي = جودي بِأُخرى أَقضي بِها أَرَبي
|
وَمَقرورٍ مَزَجتُ لَهُ شَمولا = بِماءٍ وَالدُجى صَعبُ الجِنابِ فَلَمّا أَن رَفَعتُ يَدي فَلاحَت = بَوارِقُ نورِها بَعدَ اِضطِرابِ
|
رَسولي قالَ أَوصَلتُ الكِتابا = وَلَكِن لَيسَ يُعطونَ الجَوابا فَقُلتُ أَلَيسَ قَد قَرَأوا كِتابي = فَقالَ بَلى فَقُلتُ الآنَ طابا
|
أُحِبُّ الشَمالَ إِذا أَقبَلَت = لِأَن قيلَ مَرَّت بِدارِ الحَبيبِ وَلاشَكَّ أَنَّ كَذا فِعلُهُ = إِذا ما تَلَقَّتهُ ريحُ الجَنوبِ
|
إِذا غادَيتِني بِصَبوحِ عَذلٍ = فَشوبيهِ بِتَسمِيَةِ الحَبيبِ فَإِنّي لا أَعُدُّ العَذلَ فيهِ = عَلَيكِ إِذا فَعَلتِ مِنَ الذُنوبِ
|
دَعِ الأَطلالَ تَسفيها الجَنوبُ = وَتُبلي عَهدَ جِدَّتِها الخُطوبُ وَخَلِّ لِراكِبِ الوَجناءِ أَرضاً = تَخُبُّ بِها النَجيبَةُ وَالنَجيبُ
|
سُبحانَ عَلّامِ الغُيوبِ = عَجَباً لِتَصريفِ الخُطوبِ تَغدو عَلى قَطفِ النُفو = سِ وَتَجتَني ثَمَرَ القُلوبِ
|
أَضرَمتَ نارَ الحُبِّ في قَلبي = ثُمَّ تَبَرَّأتَ مِنَ الذَنبِ حَتّى إِذا لَجَّجتُ بَحرَ الهَوى = وَطَمَّتِ الأَمواجِ في قَلبي
|
أَصبَحَ قَلبي بِهِ نُدوبُ = أَندَبَهُ الشادِنُ الرَبيبُ تَمادِياً مِنهُ في التَصابي = وَقَد عَلا رَأسِيَ المَشيبُ
|
أَعاذِلَ قَد كَبُرتُ عَنِ العِتابِ = وَبانَ الأَطيَبانِ مَعَ الشَبابِ أَعاذِلَ عَنكِ مَعتَبَتي وَلَومي = فَمِثلي لا يُقَرَّعُ بِالعِتابِ
|
حامِلُ الهَوى تَعِبُ = يَستَخِفُّهُ الطَرَبُ إِن بَكى يُحَقُّ لَهُ = لَيسَ ما بِهِ لَعِبُ
|
فَدَيتُ مَن تَمَّ فيهِ الظُرفُ وَالأَدَبُ = وَمَن يَتيهُ إِذا ما مَسَّهُ الطَرَبُ ما طارَ طَرفي إِلى تَحصيلِ صورَتِهِ = إِلّا تَداخَلَني مِن حُسنِها عَلَبُ
|
كَما لا يَنقَضي الأَرَبُ = كَذا لا يَفتُرُ الطَرَبُ خَلَت مِن حاجَتي الدُنيا = فَلَيسَ لِوَصلِها سَبَبُ
|
يا مَن لِعَينٍ سَرِبَه = تَفعَلُ فِعلَ الطَرِبَه وَمَن لِنَفسٍ في الهَوى = تَدورُ دَورَ العَرَبَه
|
أَلا يا حادِثاً فيهِ = لِمَن يَتَعَجَّبُ العَجَبُ لِأَسماءٍ يُسَمّيهِن = نَ أَشجَعُ حينَ يَنتَسِبُ
|
الحَمدُ لِلَّهِ هَذا أَعجَبُ العَجَبِ = الهَيثَمُ اِبنُ عَدِيٍّ صارَ في العَرَبِ يا هَيثَمُ اِبنَ عَدِيٍّ لَستَ لِلعَرَبِ = وَلَستَ مِن طَيِّئٍ إِلّا عَلى شَغَبِ
|
َن غائِبٌ في الحُبِّ لَم يَؤُبِ = لا شَيئاَ يَرقُبُهُ سِوى العَطَبِ مِن حُبِّ شاطِرَةٍ رَمَت غَرَضاً = قَلبي فَمَن ذا قالَ لَم تُصِبِ
|
يا بُؤسَ كَلبي سَيِّدِ الكِلابِ = قَد كانَ أَعناني عَنِ العُقابِ وَكانَ قَد أَجزى عَنِ القَصّابِ = وَعَن شِراءِ الجَلَبِ الجَلّابِ
|