السبب ... شعر المرحوم نجيب الكيلاني
ياشيخنا الجليل ماترى....................في علة العلل ؟
هل تستحق هذه الحياة .................. مرارة الصراع , والدماء , والكدر ؟
وهل ترى مبررا
لظلم ظالم
وغدر صاحب وحاسد وماحسد ؟
وهل يجوز أن تكون سيداً وعبد ؟
ماسر ذلك العداء والشفاء والجشع ؟
وغابة الوحوش .........والجنود والعدد ؟
العلم ماله كفر!!
الحب كان... واندثر
الدين أمسى كالخبر
ذكرى لمن ذكر
أسطورة قديمة
تروى لدى الأطفال والعجائز
عند البكاء والعويل في الجنائز
والإنحراف جائز
والحب - ذلك الذهب -
قد تم مسخه بمعدن رخيص
الزنك والرصاص والحديد
وذرة أو ذرتين من نحاس
المعدن النفيس لم يعد له وجود
الزيف طابع الحضارة
ولم تعد له حدود
* * *
ياشيخنا الجليل
الصمت كان حصننا الحصين
الصمت لم يعد كذلك
قد صنفوه في صحائف الخيانة
وفي بطاقة الجرائم
وما أكثر الجرائم
من قال حقاً فهو آثم
والصامت المقهور آثم
لم يبق إلا ناظم المديح
يدبج القصائد المرصعة
بكل مامن شأنه أن يقلب الحقائق
ويلبس الطغاة والجناة
ملابس الملائك الهداة
ويصنع الدمن
لذلك المستنقع الكبير
ويطلق البخور في مجامر النفاق
يشّن حربه على الحقيقة
ويفرش الريحان والورود للكذب
الفن داعر يضاجع الفساد
الفكر مومس مدللة
تفلسف الفجور والدنس
تحت عباءة الَغَلسْ
وترجم البراءة
تلطخ العفاف والطهارة
شعارها الحضارة
هناك ألف بائع يبيع
هناك من أتى ليشتري
السوق .... والنخاس .... والعبيد
الخوف .... والإغراء ... والنقود
والوعد والوعيد
من فاز في تصارع المزاد
ترفعه سواعد العبيد
وتفرش الأعناق والأكتاف بالحرير
ويشعل الهتاف كل فج
ياحظنا الشقي
ياموئل الفساد والخراب
لم يبق في مهامه العذاب
إلا الدماء والعظام والذئاب
وثلة الأشواك والعقارب
الضرع جف
والنبت جف
وليس في ربوعنا اليباب
غير الهموم والوجوم والسراب
* * *
ياشيخنا الجليل قل لنا
فقد تمادى ليلنا الطويل
والفجر نام خلف حلكة الأفق
حتى استبد اليأس في النفوس
كانت تقول جدتي
الفجر قادم إليكمو
كأنه عروس .
..
لاتغفلوا
* * *
يقول شيخنا الجليل دامعاً:
" لكل داء في وجودنا سبب
" معذرة أحبتي
" يارفقة الهوان ... والنكوص ....والوجل
" الداء فيكمو
" الداء أنتمو
" وليس للعناء والضياع من سبب
سواكمو
فلتعلموا "