"
جريدة اليوم السابع
ضربونى بوحشية وكسروا أنفى فى شوارع بولندا وسبونى بألفاظ عنصرية، وأخذ صديقى يتصل بالسفارة المصرية و يرسل إليها بريدا إلكترونيا فتأتيه رسالة: "آسف .. لقد توقفت مؤخرا عن العمل".
استمرارا لمأساة الاعتداءات المتكررة على المصريين بالخارج، هذه قصة جديدة من قصص العنصرية ضد المصريين فى الخارج رواها لليوم السابع طالب دراسات عليا مصرى متزوج من بولندية ويدرس الإعلام فى جامعة مقاطعة ساليزيا فى جنوب بولندا، وطلب منى ألا أذكر اسمه خوفا على أهله فى القاهرة، لكن بياناته كاملة لدينا نضعها أمام أعين المسئولين عن المصريين فى الخارج، لكى يتحركوا قبل أن يضيع حق هذا الطالب المصرى.
قال لى الطالب المصرى هاتفيا من بولندا وهو على فراش المرض: كنت أسير مع صديقى المصرى مساء أول أمس وعشية انتخابات الرئاسة البولندية فى شارع 3 مايو بمدينة كاتوفيتشا التى تبعد 400 كيلو عن العاصمة وارسو، وفجأة رأيت بعض الشباب البولنديين السكارى يحاولون الاحتكاك بى وافتعال أى مشاجرة، وهم يتلفظون بألفاظ عنصرية مثل " أنت عربى أسود .. اخرج بره بلادنا وإلا سوف نقتلك"، وقبل أن أرد عليهم أو يتدخل صديقى فاجأونى بركلات ولكمات وكانوا يضربون رأسى بسيارة واقفة أمام محل كبير للتسوق .. والغريب أن المارة لمن يتدخلوا أبدا أمام استغاثاتى وكأنهم يشاهدون مشهدا يوميا تعودوا عليه، والغريب، كما يضيف الطالب المصرى أن إحدى الفتيات البولنديات طلبت من أمن المحل وهو تابع لشركة خاصة التدخل فرفضوا بحجة أن هذا ليس تخصصهم.
ويستطرد الطالب المصرى وهو يروى مأساته فى إحدى مدن أوروبا الشرقية كيف أن هؤلاء الشباب هربوا بمجرد سماع صوت سيارة الشرطة المحلية فى المدينة. ودخلوا عربة ترام ، ولكن تلك الفتاة التى شهدت الحادث تعرفت عليهم وأبلغت الشرطة التى استوقفت الترام وهو يسير وألقت القبض عليهم.
والغريب أنه عندما ذهبت لعمل محضر فى قسم الشرطة رأيت العنصرية بعينى، فقد قال لى الضباط البولنديين تعال بعد يومين ولكنى كنت أعرف حقوقى القانونية والدستورية كاملة، وأصررت على موقفى، ولكنى أريد من السفارة المصرية أن تتدخل وتوكل لى محاميا حتى لايضيع حقى وتحتسب القضية "خناقة" عادية.
ويؤكد الطالب المصرى لليوم السابع أنه لن يترك حقه يضيع وسوف يصر على أن يحصل هؤلاء المجرمون العنصريون على العقوبة المشددة خمس سنوات سجنا وتعويض مدنى كبير ، خاصة أنه تعرض جراء تلك الحادثة العنصرية لكسر بالأنف و ارتجاج بالمخ، لكن ذلك لن يتم إلا بعد تدخل وزارة الخارجية المصرية.