بينما المنتخب الفرنسى غادر مونديال جنوب إفريقيا بالفعل، إثر هزيمتين وتعادل وأداء هزيل، مازالت ردود الفعل تتوالى على كافة الأصعدة، ولأول مرة يعلق الاتحاد الدولى لكرة القدم (فيفيا) على ما جرى من لاعبى الديوك، وذلك على لسان الأمين العام "جيروم فالك" الذى صرح لصحيفة لوموند الفرنسية قائلا: "فى البداية أؤكد أن كل ذلك شأن داخلى، ولكن ما حدث من لاعبى المنتخب الفرنسى كان شيئا محزنا للغاية، إنهم بامتناعهم عن أداء التدريبات وبتصرفاتهم الأخرى أساءوا للمونديال ككل، من الغريب أن يرفض هؤلاء اللاعبون اللعب بينما 207 دولة تقاتل من أجل الظهور فى هذا الحدث العالمى، لم يكن ذلك منتظرا من منتخب بلغ نهائى النسخة الماضية، حينما ننظر للاعبى البرازيل أو الأرجنتين نجدهم يستمتعون باللعب ويتشرفون بارتداء القميص الوطنى، ولكننا لا نشعر بذلك فى المنتخب الفرنسى،و ما حدث من لاعبيكم سيبقى أهم ما حدث فى مونديال 2010 وسيجعلنا نفكر كثيرا".
أما وزيرة الشباب والرياضة الفرنسية "روزلين باشيلو" فوصفت لاعبى منتخب بلادها تحت قبة البرلمان، بأنهم "عصابة من القصر" و"أطفال مذعورين"، وفى حديثها مع إذاعة RTL سئلت الوزيرة عن إمكانية استقالة رئيس الاتحاد "جان بيير اسكاليت" فأجابت: "لم أكن أرغب فى ذلك، ولكن لا مفر من أن يرحل، فاللاعبون لن يحصلوا على أى مكافآت والمدرب سيرحل ولن يتبقى سوى اتحاد الكرة الضلع الثالث المتسبب فى هذه الكارثة"، واستبعدت الوزيرة أن تتدخل الهيئات السياسية لإجبار رئيس الاتحاد على الاستقالة، لأنه وأعضاء الاتحاد" منتخبون بطريقة ديموقراطية"، كما نفت "باشيلو" فكرة عقد جلسة استماع خاصة لما جرى فى جنوب إفريقيا، مشيرة إلى أن "لجنة برلمانية شكلت للتحقيق فى الأمر"، كما أكدت أن الرئيس نيكولا ساركوزى يؤيد هذا الرأى.
وعلى صفحات جريدة "لوباريزيان"الصادرة صباح اليوم علق السياسى والنائب بالبرلمان الأوروبى "دانيل كون بوندى" على تلك الأحداث قائلا وعلى اللقاء المزمع عقده اليوم بين الرئيس ساركوزى ومهاجم المنتخب تيرى هنرى: "لقد وصلت الأمور لأعلى درجات السخرية والكوميديا الآن وصلت لقمة السلطة العليا فى البلاد"، وعن لقاء ساركوزى - هنرى قال: "لماذا سيلتقيان للعب الكوتشينه.. على رئيس الجمهورية أن يهتم بشئون الفرنسيين وليس بمسألة بقاء اتحاد الكرة أو رحيله"، واختتم "كوندى" كلامه مهاجما الرئيس الفرنسى بالقول: "كل ذلك يثبت أن بدلة رئاسة الجمهورية ليست على مقاس ساركوزى.. هل تتذكرون سبابه بألفاظه النابية للفلاح الذى انتقد سياسته، إنه نفس المستوى الأخلاقى المتدنى للاعب أنيلكا الذى سب المدرب دومنيك بأمه".
الجدير بالذكر أن ساركوزى كان قد سب فلاحا فرنسيا بأمه منذ عامين تقريبا، حينما مد يده ليصافحه، فرفض الفلاح اعتراضا على سياسات الرئيس الفرنسى.