يجيب على هذه الفتوى الدكتور عبد الله سمك :
لايوجد دعاء مخصوص لتيسير الزواج ، وإنما هناك دعاء قضاء الحاجة وإزالة الكرب .
ومما رواه الإمام النووي في كتابه الأذكار عن عبد الله بن أبي أوفى رضي الله عنهما ، قال : قال : رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( من كانت له حاجة إلى الله تعالى أو إلى أحد من بني آدم فليتوضا وليحسن الوضوء ، ثم ليصل ركعتين ، ثم ليثن على الله عز وجل ، وليصل على النبي صلى الله عليه وسلم ثم ليقل : لا إله إلا الله الحليم الكريم ، سبحان الله رب العرش العظيم ، الحمد لله رب العالمين ، أسألك موجبات رحمتك ، وعزائم مغفرتك ، والغنيمة من كل بر ، والسلامة من كل إثم ، لا تدع لي ذنبا إلا غفرته ، ولا هما إلا فرجته ، ولا حاجة هي لك رضا إلا قضيتها يا أرحم الراحمين ) .
ويستحب أن يدعو بدعاء الكرب ، وهو : في " صحيحي البخاري ومسلم " عن ابن عباس رضي الله عنهما ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول عند الكرب : " لا إله إلا الله العظيم الحليم ، لا إله إلا الله رب العرش العظيم ، لا إله إلا الله رب السموات ورب الأرض رب العرش الكريم ".
وفي رواية لمسلم : ( أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا حزبه أمر قال ذلك " قوله " حزبه أمر " أي نزل به أمر مهم ، أو أصابه غم ) .
وروينا- أي النووي - في كتاب الترمذي ، عن أنس رضي الله عنه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم ، أنه كان إذا كربه أمر قال : ( يا حي يا قيوم ، برحمتك أستغيث ) قال الحاكم : هذا حديث صحيح الإسناد.
وروينا فيه عن أبي هريرة رضي الله عنه ، أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا أهمه الأمر رفع رأسه إلى السماء فقال : سبحان الله العظيم ، وإذا اجتهد في الدعاء قال : " يا حي يا قيوم ".
وروينا في " صحيحي البخاري ومسلم " عن أنس رضي الله عنه قال : كان أكثر دعاء النبي صلى الله عليه وسلم : " اللهم آتنا في الدنيا حسنة ، وفي الآخرة حسنة ، وقنا عذاب النار " زاد مسلم في روايته قال : وكان أنس إذا أراد أن يدعو بدعوة دعا بها ، فإذا أراد أن يدعو بدعاء دعا بها فيه.
وروينا في سنن النسائي ، وكتاب ابن السني ، عن عبد الله بن جعفر ، عن علي رضي الله عنهم قال : لقنني رسول الله صلى الله عليه وسلم هؤلاء الكلمات ، وأمرني إن نزل بي كرب أو شدة أن أقولها : " لا إله إلا الله الكريم العظيم ، سبحانه ، تبارك الله رب العرش العظيم ، الحمد لله رب العالمين ".
وكان عبد الله بن جعفر يلقنها وينفث بها على الموعوك ، ويعلمها المغتربة من بناته.
قلت -أي النووي -: الموعوك : المحموم ، وقيل : هو الذي أصابه مغث الحمى.
والمغتربة من النساء : التي تزوج إلى غير أقاربها.
وروينا في " سنن أبي داود " عن أبي بكرة رضي الله عنه ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " دعوات المكروب : اللهم رحمتك أرجو فلا تكلني إلى نفسي طرفة عين ، وأصلح لي شأني كله ، لا إله إلا أنت ".
وروينا في سنن أبي داود ، وابن ماجه ، عن أسماء بنت عميس رضي الله عنها ، قالت : قال لي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : " ألا أعلمك كلمات تقولينهن عند الكرب - أو في الكرب - الله الله ربي لا أشرك به شيئا ".
وروينا في كتاب ابن السني ، عن قتادة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من قرأ آية الكرسي وخواتيم سورة البقرة عند الكرب ، أغاثه الله عز وجل " (1).
وروينا فيه عن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( إني لأعلم كلمة لا يقولها مكروب إلا فرج عنه : كلمة أخي يونس صلى الله عليه وسلم ، (فنادى في الظلما{ أن لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين}.. (الأنبياء : 87) .
ورواه الترمذي عن سعد قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( دعوة ذي النون إذ دعا ربه وهو في بطن الحوت : لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين ، لم يدع بها رجل مسلم في شئ قط إلا استجاب له ) .