نور الجمال
مراقب عام
عدد المساهمات : 462 تاريخ التسجيل : 05/01/2010
| موضوع: ثقف نفسك الإثنين أغسطس 09, 2010 1:14 pm | |
| مثل الذين كفروا كمثل الذي ينعق بما لا يسمع ===========================
...سورة البقرة
: يَا أَيُّهَا النَّاسُ كُلُوا مِمَّا فِي الْأَرْضِ حَلَالًا طَيِّبًا وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ (168)ا
إِنَّمَا يَأْمُرُكُمْ بِالسُّوءِ وَالْفَحْشَاءِ وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ (169)ا
وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ: اتَّبِعُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ قَالُوا: بَلْ نَتَّبِعُ مَا أَلْفَيْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ شَيْئًا وَلَا يَهْتَدُونَ ؟؟ (170)ا
وَمَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا كَمَثَلِ الَّذِي يَنْعِقُ بِمَا لَا يَسْمَعُ إِلَّا دُعَاءً وَنِدَاءً صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لَا يَعْقِلُونَ (171)ا
* * * * * * * * * * * * معاني الكلمات ========= خطوات الشيطان: طُرُقُه وآثارُه وأعماله ووسوسته يأمركم بالسّوء: بالمعاصي و الذنوب الفحشاء: ما عظُم قُبْحُه من الذّنوب ألفينا: وجدنا واعتدنا على فعله ينْعِق: يُصوّت و يصيح بُكمٌ: خرسٌ عن النّطق بالحقّ
* * * * * * * * * * * * المثل ====
وصف سبحانه وتعالى الذين كفروا وداعيهم إلى الهدى والإيمان كصفة الراعي الذي يصيح بالبهائم ويزجرها , وهي لا تفهم معاني كلامه , وإنما تسمع النداء ودَوِيَّ الصوت فقط
هؤلاء الكفار صُمٌّ سدُّوا أسماعهم عن الحق , بُكْم أخرسوا ألسنتهم عن النطق به , عُمْي لا ترى أعينهم براهينه الباهرة , فهم لا يعملون عقولهم فيما ينفعهم
فشبههم الله سبحانه وتعالى في الأية الأخيرة بالأنعام والدواب التي تنفذ ما اعتادت عليه من الأمور سواء خاطئة أو صحيحة بدون عقلها أو فهمها وتحليلها
* * * * * * * * * * * * تفسير الأيات ========
ا« وَمَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا » أي فيما هم فيه من الغي والضلال والجهل
ا« كَمَثَلِ الَّذِي يَنْعِقُ بِمَا لَا يَسْمَعُ إِلَّا دُعَاءً وَنِدَاءً » كالدواب السارحة التي لا تفقه ما يقال لها بل إذا نعق بها راعيها أي دعاها إلى ما يرشدها لا تفقه ما يقول ولاتفهمه بل إنما تسمع صوته فقط
ا« صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ » أي صم عن سماع الحق بكم لا يتفوهون به عمي عن رؤية طريقه ومسلكه
ا« فَهُمْ لَا يَعْقِلُونَ » أي لا يعقلون شيئا ولا يفهمونه ولا يحاولون فهمه
كما قال تعالى : ( وَالَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا صُمٌّ وَبُكْمٌ فِي الظُّلُمَاتِ )ا
* * * * * * * * * * * * من كتاب التمثيل في القرآن الكريم ====================
ا( الَّذِينَ كَفَرُوا كَمَثَلِ الَّذِي يَنْعِقُ بِمَا لَا يَسْمَعُ إِلَّا دُعَاءً وَنِدَاءً ۚ صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لَا يَعْقِلُونَ )ا
يبين أن الآلهة الذين يُعبدون من دون الله لا يسمعون ولا يجيبون , لأنهم لا يعون ولا يتبينون , وأن دعاء عبادهم لهم عبث لا طائل وراءه ؛ فيختار صورة تبين هذا المعنى , وتجسم هذه الحالة , وتلمس الحس والنفس بأقوى مما تلمسهما العبارات العادية , عن المعاني الذهنية
هكذا ينعق الكفار بما لا يسمع , وينادون ما لا يفهم , فلا يصل إليه من أصواتهم إلا دعاء مبهم , ونداء لا يفهم . فهؤلاء الآلهة لا يميزون بين الأصوات ولا يفهمون مراميها . وهذا مثل , ولكنه صورة شاخصة . صورة جماعة يدعون آلهة تصل إليهاأصواتهم مبهمة , فلا تفهم مما وراءها شيئاوفيها تتجلى غفلة الداعين وعبث دعوتهم , بجانب غفلة المدعوين واستحالة إجابتهم !ا
مثل قوله تعالى: ( إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِندَ اللّهِ الصُّمُّ الْبُكْمُ الَّذِينَ لاَ يَعْقِلُونَ )ا
فإن "الدواب" تطلق عادة على الحيوان -وإن كانت تشمل الإنسان فيما تشمل لأنه يدب على الأرض- ولكن شمولها هذا للإنسان , ليس هو الذي يتبادر إلى الذهن , لأن للعادة حكمها في الاستعمال ، فاختيار كلمة " الدواب" هنا , ثم تجسيم الحالة التي تمنعهم من الانتفاع بالهدى بوصفهم "الصم البكم" كلاهما يكمل صورة الغفلة والحيوانية , التي يريد أن يرسمها لهؤلاء الذين لا يؤمنون لأنهم "لا يعقلون"ا
ومن هذا النحو : ( وَالَّذِينَ كَفَرُوا يَتَمَتَّعُونَ وَيَأْكُلُونَ كَمَا تَأْكُلُ الْأَنْعَامُ وَالنَّارُ مَثْوًى لَّهُمْ ) فقد رسم لهم بهذا التشبيه صورة دقيقة : إنهم يأكلون ويتمتعون غافلين عن الجزاء الذي ينتظرهم , كما تأكل الأنعام وتمرح , غافلة عن شفرة القصاب , أو غافلة عما سوى الطعام والشراب
* * * * * * * * * * * *
وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ: اتَّبِعُوا مَا أَنزَلَ اللَّهُ قَالُوا: بَلْ نَتَّبِعُ مَا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَاءنَا أَوَلَوْ كَانَ الشَّيْطَانُ يَدْعُوهُمْ إِلَى عَذَابِ السَّعِيرِ ؟؟ | |
|