محمد أبو نظارة المدير العام
عدد المساهمات : 1748 تاريخ التسجيل : 30/01/2010
| موضوع: يا كعك يا سيد الكرم نبطلك فى المشمشى! السبت أغسطس 21, 2010 3:01 am | |
| محمد فوزى طه يكتب: يا كعك يا سيد الكرم نبطلك فى المشمشى! عصر أحد الأيام من أعوام التسعينات.. دخلت إلى الحرم.. بدأت الطواف.. عدد الطائفين ليس بكثير وهذا يجعلك أكثر استمتاعا وهدوءً وتأملا ببيت الله العتيق.. مر بجوارى دون عجالة كرسى متحرك يدفعه أحد الأشخاص، نظرت إلى الجالس على الكرسى وكم كانت فرحتى.. إنه الفنان سيد مكاوى.. فرغت من طوافى وبدأت أصلى بمقام إبراهيم.. أنهيتها وتطلعت هنا وهناك لأحييه فوجدته بسهوله أمام الكعبة لم يزل.. واضعا يده على الحجر الأسعد.. ألقيت بالسلام عليه وعلى المرافق مد يده لى مصافحا مددت يدى فى امتنان مربتا على كتفه بحب.. سألته لو يود أى شئ من مكة؟، رد بابتسامته الحلوة: الله يخليك شكرا.. شكرا.. كررت ثانية السؤال متأملا جسده النحيف ووجه البرئ المبتسم رد بلطف: والله أبدا كله تمام انت بتشتغل هنا؟! أجبته بنعم.. رد: ربنا يوفقك.. ثم بسرعة سألنى أنا والمرافق: كده إحنا بقى قريبين من باب الملتزم، أجبناه بنعم.. قال: يلا نروح على هناك نصلى الركعتين اللى هما!!.. صلينا ثم تكلمنا قليلا فى شعور الإنسان بالأمان والسكينة فى هذا البيت العتيق.. صافحته ومضيت متفكرا فى هذا الإنسان الفنان نحيف الجسد وهو يقف أمام الكعبة بهذا الخشوع الجميل الصادق وكيف هى فطرته السليمة وإحساسه العالى بالمكان دون أن يرى.. لكن بصيرته نافذة متعمقة أعمق من بصرنا نحن المبصرين، فكيف يخرج واحد من هنا أو هناك طاعناًً وجارحاً و قاتلاً فى تدين هذا أو فسوق ذاك؟ شغلنى هذا يوما ونسيته ولم أعد أفكر فيه فالدين لله والتدين صلة بين الإنسان وربه.. وهو العالم بأمرنا جميعا.. أعود إلى شخصية الفنان فيعترينى العجب بقدرته الفائقه على الاختيار.. فهو سهل ممتنع ولأننا فى رمضان سنجد طبلته وصوته من علامات الشهر الكريم ينادينا.. لكن كل منا يحسبه أنه أتى له وحده!.. إنه يريد إيقاظك للسحور وتصلى الفجر ويطلعك على كل الأمور فى الدنيا والدين كإذاعة متنقلة!.. يمتلك قدرة على البهجة فمن خلال كلمات العبقرى الذى لن يتكرر فؤاد حداد سمعنا منه السهل الممتنع.. فنقل عنه بالصوت ماعشناه زمنا واستقر فى الذاكرة_ الذاكرة أصبحت فى حاجة لمن يذكرها!_ استمع مثلا إلى (الكعك) إنه يجعلك تشم رائحة الكعك وهو فى طور الإعداد والسيدات متراصين فى صنعة وينشغلن بعجينه وبالكلام: مسحراتى منقراتى خالاتى عماتى سيداتى.. على تل عجوه وعسل وسمن ولا مجلس الأمن سهرانين لت وعجين يبنوا الهرم.. ( ثم رواية الحكاية من بدايتها فعمل الكعك لابد فيه من أخذ ورد بين الزوج والزوجة وتتدخل الحماة بالطبع بالنصيحة لابنتها بأن تدلل الزوج وعدم الأخذ بكلامه الرافض لعمل الكعك فهى تمتلك أسلحة أنثوية لو أشهرتها لسلم الزوج الرايه!): قالت حماه المحترم.. يا كعك يا سيد الكرم نبطلك فى المشمشى.. يابنت قومى وفرفشى لا تحوشى ولا تختشى.. احمى الوابور واستحمشى.. اشى واشى تلاقيه مشى.. (وبعد النجاح المنقطع النظير فى تغيير رأى الزوج بعد العمل بنصيحة الحماة الماكرة، يتم للزوجة ما أرادت فتأتى بمستلزمات الكعك فأنكبوا على عمله والتفنن فيه): اشى نغبشى.. واشى حبشى.. واشى دندشى.. واشى انقشى.. واشى ينحشى.. واشى رشرشى.. سكر عليه بركه ايديه.. فرحة عنية قال إيه وإيه.. ورحم الله العباقرة فأبصروا أعمالهم فلم تعد الدنيا بعدهم كما كانت!
| |
|