نقلاً عن موقع شركة أبوظبى للإعلام
لا يختلف اثنان فى الاعتراف بأن منتخب مصر لكرة القدم هو الأفضل قاريا وإقليميا خلال العشرية الماضية، وهو أحسن من منتخب الجزائر بكثير فى الوقت الراهن، كما أن النادى الأهلى المصرى هو أحد أحسن الأندية عربيا وقاريا، وبدوره أقوى بكثير من نادى شبيبة القبائل الجزائرى، ولكن المنتخب الجزائرى هو الذى تأهل إلى المونديال وشبيبة القبائل تفوقت على الأهلى فى دورى أبطال أفريقيا لأن الجزائريين ببساطة فى المنتخب أو النادى على حد سواء، يلعبون بعقلية الوطن والبلد ومن أجل العلم، والمصريون من جهتهم يلعبون بغرورهم وتعاليهم وتعصبهم للأهلى أكثر من تعلقهم بالمنتخب. وهنا يكمن سر تفوق الجزائر على مصر في كل مرة وسر تعثر الأهلى فى عقر داره أمام الشبيبة بعشرة لاعبين لا يوجد بينهم لاعب دولى واحد، ووسط أجواء مشحونة وحالة طوارئ لا مثيل لها..
العام الماضى تأهلت الجزائر إلى المونديال على حساب مصر بسبب المصريين وليس لأن المنتخب الجزائرى كان الأفضل والأحسن، وعندما أقول بسبب المصرين فإننى لا اقتصر الحديث على غرور الفنيين واللاعبين والمحللين بل أقصد كل من حشر نفسه ليس بدافع حب الوطن ولكن من أجل التموقع وتحقيق المكاسب والسطو على مكتسبات اللاعبين، فكلفهم ذلك استفزاز واستنفار الجزائريين الذين اجتمعوا على قلب رجل واحد من أجل الجزائر وليس بدافع التعصب والتعالى واحتقار المنافس، فدفع المصريون ثمن تهور إعلامهم وغرور جماهيرهم واعتقادهم بأن لاعبى الأهلى سيؤهلونهم إلى المونديال، وإعلامهم الكاذب والمفترى والمغرور سيقودهم إلى العالمية بالكلام والدعاية.
من جهتها شبيبة القبائل صمدت أمام الأهلى باسم الجزائر وليس باسم الشبيبة، لأنها لعبت بكل الألم الذى لا يزال يشعر به كل جزائرى جراء تداعيات تصفيات كأس العالم ولعبت بكل الإصرار على رفع تحد آخر أمام فريق كبير لكنه مغرور راح من أجله الإعلام المصرى يحاول حشد جماهير الإسماعيلى والزمالك ويسعى إلى إبراز التفاف كل المصريين مع الأهلى لأن الكل يفكر بعقلية ناد الأهلى، وكل شىء يهون فى مصر من أجل الثأر من الجزائر والفوز عليها والتأكيد على أنهم كانوا الأجدر بالتأهل إلى المونديال والأجدر بالريادة العربية والأفريقية.
وعندما يتعلق الأمر بالأهلى فى مصر فى مواجهة فريق جزائرى يتدخل علاء مبارك ليحث على الفوز وتجند كل وسائل الإعلام لحشد الجماهير، ويتحدث اللاعبون بكل الحقد وتصبح كل الوسائل مباحة للتأثير على الجزائريين الذين أظهروا شجاعة وبسالة وإخلاصا لوطنهم أكثر من تفانيهم ودفاعهم عن ألوان ناديهم.