"يلا بقى عايزين نفرح بيكى"
"ما انتى كل أصحابك متجوزين ومخطوبين اشمعنى انتى"
"عقبالك بقى لما نطمن عليكى ونيجى نزورك فى بيتك"
كل هذه الجمل نسمعها كثيرا ونحفظها ونرددها أيضاً عن ظهر قلب، فبمجرد أن تتخرج الفتاة من الكلية "ده طبعا فى حالة لو استنوا عليها أصلا"، يتبرع كل من حولها ليكمل لها نصف دينها، ويبحث لها عن الزوج المثالى. واختلفت المعايير بين الأجيال للحكم على العريس المنتظر، المعتقد أنه مثالى، على رغم معرفتهم الجيدة بعدم وجود المثالية فى أى زمن، وكأن البنت إذا تزوجت سوف تحل كل المشاكل وينصلح حال الدنيا، وهناك العديد من المصادر التى يتبرع فيها الناس باختيار الزوجة المناسبة عشان يطمنوا عليكى.
"الأفراح واللى بيجى منها"
هذا هو المكان الأول لصيد العرسان والعرائس، فتذهب الفتيات لعلهن يجدن فارسها المنتظر هناك، وتذهب أمهات العريس من خالته وعمته وجدته، ليبحثن عن عروسة تناسب ابنهن. تحكى دعاء (22 سنة) "كنت فى فرح وأخدت بوكيه ورد العروسة، وده معناه ان أنا اللى عليا الدور، ومن ساعتها لغاية ما خرجت من الفرح جالى أكتر من 4 عرسان، كل لما امشى ست توقفنى وتقولى أنا عندى عريس، لدرجة أن آخر واحدة لما قلتلها أنا آسفة، أنا قارية فاتحتى، وطبعا أنا لا قارية فاتحة ولا نيلة، قلتلى عموما انتى الخسرانة عمرك ما هتلاقى زى ابنى .. تخيلوا تقولى كده، بس أنا مسكتش قلتلها خليهولك".
"الأهل والأقارب والمعارف وكل حد مالوش علاقة بالموضوع"
هذه هى الطريقة الأخرى لترزقى بالعريس، بمجرد أن تتخرجى ويمر عليك كام شهر، وأنت لم ترتبطى يبدأ القلق عليك من كل من حولك، وياسلام لو كنت قلت "انا مش عايزة اتجوز دلوقتى، أنا عايز أبنى مستقبلى الأول"، تجدين كل من له لزمة ومن ليس له، يتصل بك ويقنعك بالزواج وأهميته ومدى خطأ تفكيرك الذى وصلك لهذه المرحلة من رفض نعمة ربنا عليك، وطبعا بعد المكالمات الكثيرة تعرفين أنهم بيجاملوا الست الوالدة "اللى ساقت عليكى طوب الأرض عشان يكلمك فى الموضوع ده"..
وهنا ترى الحاجة أمل (55 سنة) "يا بنتى البنت من دول مالهاش غير بيتها، وجوزها هو رقم واحد فى حياتها، بعد كده الشغل والحاجات دى لو ليها لازمة .. إنتى بتتعلمى عشان تربى ولادك مش عشان تشتغلى، ما انتى لو سبتى نفسك هتعدى الـ30 هتقولى إيه اللى أنا عملته فى نفسى ده". وتؤكد هذا الكلام الجدة رقية (75 سنة) "العرسان دول كل واحد فيهم ليه تقدير انتى بقى عليكى تتفرجى وتقيمى، يعنى واحد مقبول ده مالوش لزمة وواحد جيد وواحد جيد جدا وواحد ممتاز، بقى تبقى عبيطة لو خليتيه يضيع من ايدك يعنى انتى عجبك الزمن الأغبر اللى انتوا عايشيين فيه ده".
"الشغل"
هذا هو الطريق الثالث إذا استطعت أن تقفى أمام الجميع، لتذهبى للعمل بدون الارتباط بأى عريس، فتجدى هناك كل منهم ينظر إلى المستجدة ويقيمها هل تصلح زوجة أم لا؟ فيحوم حولك العزاب، ويقتربون بحثا عن إجابة السؤال، ويزيد الطينة بلة إذا كنت تمتلكين قدرا من الجمال والذكاء فتجدين عروض الزواج، وطبعا مقترنة بتركك للعمل، تنهال عليك كالسيل، وحينما تردين بأنك لا تفكرين فى هذا الموضوع الآن تجدين إلحاحا أكثر، وهنا يقول محمد (27 سنة) "أنا أعجبت بزميلتى فى العمل وطلبت منها الارتباط، لكنها رفضت بحجة أنها عايزة تثبت رجليها فى شغلها الأول، قلتلها إنها ممكن وهى مخطوبة تعمل ده، وبعد كده نتجوز، واستغربت جدا أنها رفضت"، وذلك طبعا لأنها ببساطة تعرف ما سيحدث بعد الخطوبة والزواج.