كم أحبك يا مصر! كم أعشق ترابك! كم أعشق عبق تاريخك! مصر مهما تغربت أنت الوطن، مصر مهما ابتعدت أنت الجذور، مصر أنت الولاء، مصر أنت الأمان، كرهى لمن دنسوا ترابك وباعوه بثمن بخس لا يثنينى عن عشق هذا التراب، لا يمنعنى من التمنى أن أدفن فيه، غضبى ممن يحاولون تشويه تاريخك لا يمنعنى من الإحساس بالفخر والعظمة بهذا التاريخ.
مهما ظلمك مثقفونا ومبتدعونا وفنانونا وصوروك على أنك بلد القتلة والسفاحين وشاربى الخمر ومحترفوا الدعارة، فنحن أيضا نعلم ظلمهم لك ونعرف كم بك من علماء أجلاء وكم أنجبت من عباقرة فى كافة المجالات، كم أنجبت من عقول جبارة ساهمت فى رفعة الكثير والكثير من الدول، تخاذل سفاراتنا وقنصلياتنا فى الدفاع عن المصريين وحقوقهم لا يمنعنى من اعتزازى وفخرى بمصريتى، مصر أنت تعلمين حال كل المغتربين عنك تعلمين كيف يفتقدون هواءك وترابك كيف يتشوقون إلى العودة إلى أحضانك، ولكن ما يمنعهم إلا غضبهم من بعض أبنائك الذين احتكروا خيراتك.
مصر أعلم أن ما تحمليه من خير لا تحمله دولة أخرى، مصر أعلم أن الله حباك بخير يكفى العالم أجمع، أعلم أنك تجودين بنهر النيل والبحرين الأحمر والأبيض والبحيرات والمناخ الجيد والبترول والغاز والرياح والآثار وقناة السويس وعقول بشرية جبارة، ولكن ما ذنبك وقد ابتلاك الله على مر العصور بمن يحتكرون خيراتك ويؤثرونها لأنفسهم، يا مصر تكالب الفاسدون من أبنائك على العيث فى أرضك فسادا لا يمنعنى من ولائى وانتمائى لك ومهما حاول الفاسدون من ظلم لنا ولك فولاؤنا وانتماؤنا لك، لا تخشى بعض أبنائك عند الغضب عندما يقولون- تحت وطأة الظلم والقهر من تلك القلة الفاسدة - إننا لا نشعر بالانتماء لك.
إنها كلمة فى لحظة ظلم، ولكنك يا مصر أدرى بأبنائك وشبابك وتعرفين أنهم وقت الشدة ولاؤهم وحياتهم لك أنت، يا مصر يحتاج الفاسدون والحاقدون دهورا ليضعفوا همم أبنائك ولكن إيقاظها لا يحتاج سوى دقائق، انظريهم عند الأزمات كيف يكونون، إذا كانوا وهم فى قمة احباطهم ولمجرد فوزك فى مباراة كرة قدم تجدينهم متفاعلين يهتفون بكل قوتهم باسمك فما بالك بحالهم إذا أحسوا باعتداء أحد عليك، مصر أبناؤك خير أجناد الأرض، أحبك يا بلدى أحبك يا مصر.