سبع وثلاثون عاما مضت على انتصارات أكتوبر المجيدة التى أعادت لمصر عزتها وكرامتها، حين استردت الأرض والعرض حين قهرت الذل والهزيمة، وعلى الرغم من أننا جيل لم نعاصر لحظات النصر، إلا أننا نعيش فيها ونحسها نشعر بها ونقدر جيدا ما فعله هؤلاء الأبطال من أجل رفعة مصر واسترداد هيبتها فى المنطقة.
وما زلنا نتغنى بالنصر فى كل عام فى السادس من أكتوبر ونلتف جميعا حول شاشات التليفزيون لنشاهد سويا الأفلام والمسلسلات وجميع الأعمال الدرامية التى أعدت لإحياء هذه الذكرى العظيمة، ذكرى الحرب والانتصار ونعيش معها لحظات من النشوى والسعادة والشعور المتناهى بالفخر.
وكما تثير هذه الذكريات العديد من المشاعر المزيج من لحظات اليأس والأمل لحظات الخوف والفرح لحظات من الإيمان بالله والوطن والأرض تثير فى نفسى العديد من التساؤلات الممزوجة بالحيرة التى أطمح فى أن أجد لها من الإجابات ما يرضى فضولى.
لقد حاربنا العديد من الأعداء الذين اعتدوا على أرض مصر منذ قديم الأزل بداية من الهكسوس والتتار وكل من اعتدى على أرضنا مرورا بالاحتلال الفرنسى والإنجليزى ختاما بحرب أكتوبر المجيدة وأتساءل الآن، هل ما زالت إسرائيل عدوا لمصر وللعرب؟ وهل يعود العرب للتعاون والتضافر والالتحام كما شاهدناهم فى حرب أكتوبر؟ هل نعيش الآن فى سلام حقيقى مع إسرائيل؟
أرانا وقد أصبحنا صديقين نصدر لهم الغاز ونستورد منهم مستلزمات الزراعة، وأرى العديد من مظاهر التعاون هل نحن أعداء أم أصدقاء؟
لماذا لا نستعيد روح أكتوبر العظيمة التى حاربنا بها وانتصرنا على أعدائنا، لنحارب بها ما يؤرق علينا حياتنا الآن من بطالة وفساد ورشوة ومحسوبية وبيع لأراضى الدولة وللقطاع العام؟
لماذا لا تثير هذه اللحظات فينا الأمل فى غد أكثر إشراقا فى رأى حر وكلمة مسموعة فى جهاد، من أجل نصرة الحق فى تغيير للعديد من السلبيات داخلنا نحن وداخل بلدنا الحبيبة، هل تعيننا هذه الذكرى على نصر على السلبية واللامبالاة والجهل والفقر؟، لماذا لا نحارب الغلاء والاستغلال والجشع؟
هل تكون هذه الذكرى العطرة حافزا لنا من أجل تغيير وتطوير وثورة على البيروقراطية والروتين على الإهمال على عدم إتقان العمل على التراخى، وعدم تحمل المسئولية على عدم بذل الجهد والاكتفاء بالشكوى والاستسلام للفقر، أم سنكتفى بالمشاهدة ونقضى أعواما أخرى لا نفعل شيئا إلا أننا على الربابة نغنى؟