قبل ساعات من الزيارة المرتقبة للرئيس الإيرانى، محمود أحمدى نجاد، للبنان، كشفت صحيفة يديعوت أحرانوت، الإسرائيلية اليوم ،الثلاثاء، عن أن زيارة نجاد للبنان التى ستبدأ غدا، الأربعاء، تسبّب وجع رأس لا يستهان به لحرّاسه الأمنيين ولمضيفيه على حد سواء.
زعمت الصحيفة أنه تم خلال الأيام الأخيرة نقل إنذارات شديدة وخطيرة من طهران إلى جهات أمنية واستخبارية مسئولة فى بيروت تحذّر من نشاط إسرائيلى فى لبنان يهدف لإجهاض زيارة نجاد قد يصل لمحاولة اغتياله والأمين العام لحزب الله حسن نصر الله.
وأضافت الصحيفة أنه فى أعقاب هذه الإنذارات تم تعزيز طوق الحماية حول الرئيس الإيرانى، فيما أوضح الإيرانيون أنهم دون سواهم سيتولون مهمة حماية وحراسة أحمدى نجاد، وذلك خشية أن يتمكن جهاز "الموساد" الإسرائيلى من دس عملاء فى صفوف أجهزة الأمن اللبنانية، مشيرة إلى أن البرنامج المفصل لزيارة الرئيس الإيرانى ما زال فى طى الكتمان، ومفروض عليه سرية تامة.
ويعكف كبار المسئولين اللبنانيين وقيادتا حزب الله وحركة "أمل" على وضع اللمسات والترتيبات الأخيرة على برنامج زيارة الرئيس الإيرانى للبنان والتى امتدت يوما إضافيا بحيث تستمر 3 أيام، وليس يومين كما كان معلناً سابقاً، حسبما أعلنه المكتب الإعلامى للقصر الجمهورى اللبنانى.
وأوشكت الاستعدادات والتحضيرات لزيارة نجاد لجنوب لبنان والتى تتولاها اللجنة المشتركة من حركة "أمل'"و"حزب الله"، على نهايتها، حيث من المقرر أن يقام احتفال شعبى بعد ظهر الخميس، المقبل فى ملعب "بنت جبيل" الرياضى، وانتشرت حول الملعب وفى محيطه نقاط الحماية المتحركة لعناصر أمنية فى حزب الله والسفارة الإيرانية، فيما تولت عناصر أمنية حزبية بالزى المدنى تحمل أجهزة اتصال، وتقوم بتفتيش الطريق المؤدى إلى مكان الاحتفال فى الملعب.
وقالت يديعوت إن الجيش الإسرائيلى عزز قواته عند الحدود الإسرائيلية اللبنانية وكثف من تحركات آلياته العسكرية بالتزامن مع إعداد شخصيات سياسية وبرلمانية إسرائيلية مظاهرة احتجاج ردا على اعتزام الرئيس الإيرانى زيارة بلدات الجنوب المحاذية للحدود مع إسرائيل.
وأضافت الصحيفة انهم سيطلقون صباح الأربعاء، موعد وصول الرئيس نجاد إلى لبنان، أكثر من 2000 بالون بألوان العلم الإسرائيلى تعبيرا عن احتجاجهم، حيث طالبت بعض الشخصيات باعتقال أحمدى نجاد لتصريحاته ضد إسرائيل الداعية إلى إبادتها.
وفى السياق نفسه دعت الولايات المتحدة الأمريكية رعاياها فى لبنان إلى توخى الحذر خلال الزيارة المرتقبة للرئيس نجاد، محذرة من إمكانية حصول أعمال عنف خلال الزيارة.
وفى بيان تم إرساله إلى المواطنين الأمريكيين عبر البريد الإلكترونى، ذكّرت السفارة الأمريكية فى بيروت بأن تجمعات سلمية يمكن أن تتطور إلى عنف وأن يمتد ذلك إلى إحياء مجاورة وحتى دون إنذار مسبق، وحثّت المواطنين الأمريكيين من الزوار والمقيمين على توخى الحذر وتفادى التجمعات الكبيرة.
وأشارت الصحيفة العبرية إلى أن بعض المواقع الإلكترونية قد نشرت أمس بيانا موقعا باسم جماعة تطلق على نفسها اسم "كتائب عبد الله عزام- سرايا زياد الجراح" تضمّن تهديداً واضحاً وصريحا للرئيس الإيرانى أحمدى نجاد، حيث قالت الجماعة فى بيانها إن "زيارة أحمدى نجاد المنوى تنفيذها إلى ما يسمى لبنان فى بلاد الشام لهى خطوة خطيرة جداً وتعتبر تحدياً سافراً لكل سنى فيها".