أهلا ومرحبا بك زائرنا الكريم، إذا كانت هذه زيارتك الأولى للمنتدى، يشرفنا أن تقوم بالتسجيل اذا رغبت بالمشاركة في المنتدى، أما إذا رغبت بقراءة المواضيع فتفضل بزيارة القسم الذي ترغب أدناه
عزيزى الزائر يسعدنا ان تنضم الينا وتلحق بنا
كى تفيد وتستفيد بادر بالتسجيل مع اطيب الامنيات ادارة المنتدا
ورجاء التسجيل باسماء لها دلالية الاحترام
أمواج الأندلس أمواج عربية
أهلا ومرحبا بك زائرنا الكريم، إذا كانت هذه زيارتك الأولى للمنتدى، يشرفنا أن تقوم بالتسجيل اذا رغبت بالمشاركة في المنتدى، أما إذا رغبت بقراءة المواضيع فتفضل بزيارة القسم الذي ترغب أدناه
عزيزى الزائر يسعدنا ان تنضم الينا وتلحق بنا
كى تفيد وتستفيد بادر بالتسجيل مع اطيب الامنيات ادارة المنتدا
ورجاء التسجيل باسماء لها دلالية الاحترام
أمواج الأندلس أمواج عربية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
وطن واحد هدف واحد قلب واحد قلم واحد تلك هى حقيقة أمواج الاندلس
موضوع: الدليل ـ قصة قصيرة ل محمود البدوى الأحد أكتوبر 24, 2010 11:16 pm
الدليـــل
قصة محمود البدوى
طوكيو مدينة ضخمة وعميقة كالمحيط والغريب فيها لا يستطيع أن يخطو خطوة من غير دليل ..
وكان المستر ميشى هو دليلى منذ خرجت من المطار .. وهو رجل متوسط الجسم سريع الحركة .. ويجيد اللغة الإنجليزية إجادة أستاذ لها ويعرف كل شبر فى المدينة .. والشىء التاريخى يقترن فى دقته بالبناء العصرى .. فمعبد بوذا كبرج التليفزيون كلاهما لابد أن تراه ..
ومنذ هبطت المدينة وأنا أتنقل فى صحبته بالتاكسى .
ثم أشفق على جيبى وأصبحنا نركب الترام .. ولقد أدركت بعد ثلاث رحلات بالترام أنه إلى جانب الوجه الاقتصادى للمسألة فإنه يود أن يغفو فى زحمة الركاب ..
فقد كان يحدثنى وهو مغمض العينين .. ثم ينقطع صوته فأتصور أنه قد نعس فعلا من فرط سكون ملامحه .. وإرخاء جفونه .. وأخاف أن نكون قد تجاوزنا المكان الذى نقصده وعلينا أن نركب الترام الراجع .. ونستقبل من طريقنا ما استدبر ..
وفجأة أسمعه يرد على خواطرى بقوله : ـ ــ بقيت ثلاث محطات على شمباسى .. تفضل سيجارة .. وكان يخرج علبة سوداء فى حجم الكف .. فأعتذر له بأنى لا أدخن .. وكنت أقدر بأنه أصابه شىء حتما من شعاع نجازاكى أو هيروشيما .. وجعله بهذه الحالة ..
فقد حدثنى أنه عاصر الحرب العالمية الثانية واكتوى بنارها .. وشاهد النكبة التى حلت بالمدنيين المساكين .
***
وكان الرجل يخصص اليوم كله لتجولاتى .. فقد شاهدت فى خلال صحبته كل ما يمكن أن يراه زائر للمدينة الكبيرة ..
ولم يكن يطلب أكثر من ألف ين فى اليوم ثم أصبح يأخذ خمسمائة فقط .. وكنت أجد هذا المبلغ ضئيلا فى مقابل الخدمات التى يؤديها لى فى مدينة ندر أن تجد فيها من يتحدث بغير اليابانية والجمهور فيها يكره الأجانب ويغلى من الغيظ .. بسبب الاحتلال الأمريكى .
وليس فيها اسم لشارع أو ترقيم للبيوت .. فإنك تمضى فى تيه من الشوارع المتشابهة ..
وإذا سرت فى حى جنزا فى الليل فإنه يلفك فى سحره وضبابه ولا تعرف كيف تخرج منه ابدا أو تسترد أنفاسك المبهورة .. وإذا اتجهت إلى قصر الإمبراطور فإنك تجد نفسك قد بلغت بناية المحطة وسمعت صفير القطر فى محطة فى جدولها ألف وسبعمائة قطار فى اليوم بين خارج وداخل .
وإذا ركبت تاكسى وحدثت السائق بالإنجليزية لف بك ساعة .. ثم وقف بك بجوار عسكرى المرور .. ليستعلم عن وجهتك بالدقة .
وقد أعفيت نفسى من كل هذه المشقة بالمستر ميشى .. وكان فى حوالى الخمسين من عمره .. ومصبوبا صبا .. لايكل من المشاوير ويبدو لى أنه زاول المصارعة اليابانية فى شبابه ..
كما بدا لى أنه ليس رب أسرة .. ولا يعول أحدا على الإطلاق .. لأنه كان يقضى الليل فى الحى الذى نقضى فيه آخر جولة لنا وينام كما اتفق .. مرة وجدته فى الصباح جالسا فى مدخل الفندق فأدركت أنه قضى الليل على هذه الحالة .
وكان يجيد الكتابة أكثر من إجادته للحديث حتى تصورته أحد أساتذة الجامعة المتقاعدين وكان يقدم لى بعد كل رحلة فى تواضع الأستاذ كراسة منمقة تصف ما شاهدناه بالأمس .. وقدم لى مرة ست عشرة صفحة من حجم الفولسكاب عن معهد الصم والبكم فى المدينة وكانت بأسلوب بلغ الذروة فى الوصف والسرد الأدبى .
وكان كل شئ جميلا فى طوكيو .. وكنت أسبح فى بحر من الجمال الأخاذ ليس له نهاية .. ولكننى بعد سبعة عشر يوما أحسست بالتعب من الضجيج فى قلب العاصمة ومن الراقصات العاريات فى الملاهى .. ومن السيارات التى تنطلق فى جنون وأنوارها تغشى البصر ومن الناس الذين يشربون الساكى فى المشارب الشعبية .. ومن لاعبى القمار بالأكر والبلى .. ومن نساء الليل اللابسات الفراء والمنتظرات تحت البواكى فى الظلام ومن كل شئ يمزق الروح البشرية ويخدر الحواس .
وكان جنود الاحتلال يحتلون قاعات الفندق الذى أنزل فيه ويمضون عطلة نهاية الأسبوع فى يومى السبت والأحد فى صخب وصراخ .. فتضايقت من وجودهم ..
وخرجت مع المستر ميشى إلى ضواحى المدينة وأبديت له رغبتى فى أن أتذوق الساكى الشراب الوطنى .. وكنت أسمع عنه .. وأحب أن أعرف طعمه .. فمضى بى إلى مشرب مشهور يقدم أجود أنواعه .. ولاحظت وأنا جالس فى المشرب بناية من طراز يابانى عتيق .. ساكنة وكل ما حولها ساكن .. وعلى الواجهة أنوار خافتة تتدلى من قناديل .
وسألت ميشى : ــ ما هذه البناية .. معبد ...؟ ــ لا ... إنها نزل .. ــ وهل أجد فيه غرفة ... ــ هل فكرت فى أن تترك فندق يوكوهاما .. ــ أجل .. أحب هذا الطراز اليابانى البحت .. وأرغب فى أن أكتب مذكراتى عن طوكيو .. فى مثل هذا المكان الهادئ . ــ إذن سأذهب وأرى ...
وغاب عنى دقائق ثم رجع بوجه جامد الملامح .. فسألته فى لهفة .. ــ هل وجدت غرفة .. ــ أجل .. ومتى تحب أن تأتى إلى هنا .. ــ فى صباح الغد .. إن أمكن .. ــ إذن جهز حقائبك الليلة .
***
وفى صباح اليوم التالى .. قرعنا باب هذا النزل .. وفتحت لنا فتاة ترتدى الكومينوالباب .. وبعد أن أحنت رأسها مرحبة .. قادتنا إلى الداخل على ممشى طويل مفروش بالحصير .. وكانت معى حقيبة ثقيلة ..
وكنت أشفق على من يحملها .. وفى فندق يوكوهاما كانت توضع على عربة صغيرة ذات عجلات ..
أما فى هذا النزل الصغير .. فلم أكن أدرى كيف تحمل .. وقطع على خواطرى .. عملاق برز من الداخل وتناول الحقيبة بيد واحدة وصعد بها إلى الطابق الثانى ..
ولم أكن قد رأيت يابانيا بمثل هذا الطول .. وكان النزل من طابقين وبه قليل من النزلاء .. وأكثر هدوءا مما قدرته .. وكان على نسق يابانى بحت .. وتحيط به حديقة ناضرة والزهور والتماثيل الخزفية منثورة فى كل مكان .. وكانت أرض الغرف كلها مفروشة بالحصير الجميل .. والأبواب تفتح جانبا وتدور على أكر صغيرة .. والغرفة الواسعة يمكن أن تقسم فى دقيقة واحدة إلى أربع غرف صغيرة .
ومن السقف تتدلى القناديل والبالونات من كل الألوان وتبدو هذه الصور للعيان كلوحات خطها فنان .
وقد خلعت حذائى على الباب الخارجى ولبست خفا يابانيا .. وجلست على حشية فى قاعة الشاى .. وحولى ثلاث فتيات يقدمن لى الشاى والفطائر ..
وكان فى الطابق الذى أقيم فيه سرب من الحسان العاملات يلبسن الكومينو الأزرق والمزركش .
ولقد عرفت أيهن التى تقدم الشاى وأيهن التى تساعد النزيل على خلع ولبس ملابسه.. وأيهن التى تقوم على الخدمة فى المغطس ..
ولم أكن أدرى لماذا توجد المرأة بكثرة فى فنادق اليابان ونزلها .. وأدركت أنها تزاول كل الأعمال السهلة وتترك الأعمال الشاقة للرجل .
وكانت مديرة النزل سيدة أيضا فى حوالى الأربعين من عمرها .. وتجلس على حشية فى المدخل .. وتحرك كل هؤلاء العاملات بابتسامتها ومجرد إيماءة من رأسها .
وكنت أراها .. لا تبرح مكانها إلا قليلا .. وكانت أكثر لطفا من أية سيدة يابانية وقع عليها بصرى ..
ووجدت فى تقاطيع جسمها الجميلة .. وملامح وجهها الحنون ما جعلنى أتأمل ..
فقلت لميشى : ــ لابد أنها كانت جميلة جدا فى صباها .. ــ كانت أجمل فتاة فى طوكيو .. ــ أتعرفها من قبل .. ــ أعرفها من خمسة عشر عاما .. منذ سقطت علينا القنابل فى الحرب الأخيرة .. ــ أمتزوجة ..؟ ــ أبدا إنها لم تتزوج قط .. ــ ولماذا ..؟ ــ لم يوجه لها أحد هذا السؤال .. ــ إنها لا تزال نضيرة .. وأجمل من كل عروس ووجهها يضئ كالشمع .. وأحسبه فى مثل نعومته ..
ورفع ميشى الكأس الخزفى إلى شفتيه وأغلق عينيه كعادته ولم ينبس ..
وكانت تحيينى على الطريقة اليابانية .. ومن عينيها يطل البشر والإيناس ..
ولم تكن قد طلبت منى جواز السفر .. تأدبا منها فنهضت لأعرض عليها أوراقى .. وكانت تعرف قليلا من الإنجليزية ..
فقالت برقة : ــ لا داعى لجواز السفر .. أو أية أوراق أخرى .. إنك هنا فى بيتك .. فقط قل اسمك لتعرفه البنات .. ــ إسماعيل الشربينى .. ويكفى مناداتى بواحد منهما ..
فقالت ضاحكة : ــ كلاهما صعب .. على البنات .. اختر لك اسما يابانيا ..
فقلت باسما : ــ اختار ( ياما ) .. فضحكت وضحكت ..
***
وفى خلال الأيام الأولى من إقامتى فى هذا النزل لم أعد أبرحه إلا قليلا وكنت أجلس فى القاعة الجانبية .. أشرب الساكى وأحس بمثل النار فى أحشائى ولكننى كنت أشرب لأرى هذه السيدة أكثر نضارة ..
ولم تكن لى أقل رغبة فى التجول فى المدينة فإنى كنت أود أن أستريح فى هذا الحى وأخلص من كتابة المذكرات ..
*** وكان ميشى دائم القعود فى هذا النزل .. منزويا فى ركن .. يدخن ويشرب الساكى وهو يغمض عينيه .. وكل من يراه يتصوره نائما ..
وكنت لا أحب أن تأتى الفتاة القائمة على خدمتى إلى غرفتى فى الصباح حسب العادة اليابانية لتساعدنى على ارتداء ملابسى أو تربط لى ياقة رقبتى وأقاوم هذا والفتاة العاملة تضحك ..
والظاهر أنها حدثت السيدة المديرة بما حدث فجاءت هذه إلى وهى تبتسم وكانت تكتفى بربط الكرافتة .. وضم سترتى على صدرى .. وكنت أحادثها فى هذه الفترة وأشعر بأنفاسها على بعد شبر واحد منى .. وألمس نعومة بشرتها وأنظر إلى أصابعها العاجية الدقيقة .. وهى تتحرك على عاتقى .. وشعرها الأسود الغزير يتموج فوق رأسها .. ويكاد يلمس شفتى ..
كنت أشكرها وأتناول يدها .. بعد هذه المساعدة وأقبلها وكانت تقابل هذه القبلة على يدها بالفرح الذى يغمر القلب ..
ولاحظت ذات صباح .. وهى تقترب منى وتربط لى ربطة العنق أن فى وجهها شيئا ولما دققت النظر تيقنت أنها تضع ما يشبه القناع من البلاستيك على وجهها وقد غطته ببراعة بطبقة من الدهون والمساحيق ليظهر طبيعيا .. وأبعدت عينى عنها حتى لا تلاحظ أنى أتفحصها .. ولكنى شغلت بما رأيت .. وددت أن أتأكد منه وقد أكد لى الأمر .. عندما رأيتها ذات ليلة فى غرفتها تخلع هذا القناع .. وكان الستر منزاحا قليلا .. فلما استدارت لترده ابتعدت مسرعا حتى لا يقع بصرها على .. ولكننى رأيت الحروق تشوه خدها الأيمن كله .. وأسفت لها .. وازداد تعلقى بها ..
ولم أشأ أن أسأل ميشى عن سبب هذه الحروق .. إذ لا يوصل السؤال إلى شئ وإن كنت قد خمنت أنها أصيبت فى غارة على طوكيو .. فى الحرب الأخيرة ..
وقد تأكد لى ذلك دون أن أوجه سؤالا مباشرا لشخص بعينه ..
وكان ميشى يغمض عينيه كعادته .. والدورق الخزفى الممتلئ بالساكى أمامه .. والسيجارة بين أصابعه ..
وكان ينسى كعادته أنى لا أدخن ويخرج العلبة ليقدم لى سيجارة ثم يستدرك .. فيغمض عينيه وهو يضحك ..
ولم أكن أدرى فى أى مكان فى طوكيو مرقده .. وكان كواحد من التسعة الملايين التى تتحرك مع العجلة الدوارة ..
ولقد مزقت الحرب أوصالهم .. ولكنها لم تقتل روحهم .. ولم تغير شيئا من فتوتهم الجبارة ..
***
وكانت المدينة الكبيرة تظل هادئة فيما خلا يومى السبت والأحد حيث يخرج جنود الاحتلال من معسكراتهم أو يطيرون إليها من قواعدهم ...
ومع أننا كنا بعيدين عن قلب العاصمة ولكن جاء فوج منهم فى الساعة الثامنة ليلا وقرع باب النزل فردوهم من الباب ..
وكانت السيدة لا تقبل الجنود فى النزل قط ولاتدخل أحدا منهم .. ولقد تبينت السبب فى وجود اليابانى العملاق فى هذه اللحظة فإن كل من يأتى كان يدفعه إلى الخارج دفعا فى قوة وصرامة .. وحتى الساعة الثانية عشرة عند منتصف الليل لم يكن قد طرق باب القندق طارق جديد ..
وكانت الفتيات قد ضممن أطراف أرديتهن .. وذهبن إلى الفراش .. وبقيت السيدة المديرة قليلا وكانت آخر من يدخل غرفته .. وظل العملاق فى مكانه هادئا يرقب الباب ..
وكان المستر ميشى .. قد ثقل رأسه من الساكى وأغلق عينيه كعادته ولعله كان ينتظر .. صفير المترو لينهض ..
وبرز شئ فى المدخل أحدث ضجةهائلة قطعت هذا السكون فقد دفع الباب فى عنف .. ثلاثة جنود من الأمريكان ومعهم فتاة أمريكية طويلة ولها ساقان أطول من ساقى الزرافة ..
وتحرك العملاق .. ليصرفهم كعادته بالحسنى فنحوه عن الطريق .. وحاولوا الولوج إلى الداخل .. فوقف فى طريقهم .. وحدث اشتباك رهيب .. وأمسك العملاق بعنق واحد منهم وضغط عليه .. ثم حركه فأخرج أحد العساكر .. خنجرا وطعن العملاق .. فى صدره وصرخت الآنسة وتقدمت نحو العسكرى .. فأسرع إليها شاهرا خنجره ..
وفى أثناء هذه اللحظة الرهيبة دوت طلقة وسقط الجندى .. ولمحت المستر ميشى فى مكانه بعد أن أطلق النار .. يضع فى جيبه شيئا وكان نفس العلبة التى اعتاد أن يقدمها لى دائما كمحفظة للسجائر ..
وتجمع العساكر الأمريكان عليه وطعنوه بالخناجر فسقط فى مكانه .. وكان ينظر إلى المديرة .. بعينين تفيضان بالحب الدفين ..
وانحنت المديرة عليه وأخرجت المسدس سريعا وناولته لى فوضعته فى جيبى فى خطف البرق .. وأدركت براعتها فى هذه الحركة ..
وعندما قدم البوليس وفتش المكان .. ظللت أنا فى غرفتى .. ولم يدخل على أحد ..
وأحسست بعد ساعة بالهدوء .. وعلمت أنهم خرجوا وحملوا معهم الجرحى .. وسمعت بأقدام المديرة .. ورأيتها تدخل على الغرفة .. وكان وجهها ساكنا .. وقد أدركت من عينيها أن ميشى لم يمت ولكنه سينتهى فى ساعات ..
وقلت لها : ــ سنذهب لزيارته معا فى المستشفى غدا .. فقالت : ــ نعم سنذهب .. معا .. وسأعرفه بما فعلته .. ــ إننى لم أفعل شيئا .. ــ لقد فعلت الكثير ..
وتناولت يدها فى غمرة عواطفها لأقبلها .. ولكننى لم أفعل ذلك بل اقتربت من خدها وشفتيها وأنا أضمها إلى صدرى وكانت شفتاى فوق الشىء غير الحى ولكننى أحسست بالحرارة النابعة من القلب ..
وفاضت عبراتها .. وهى بين ذراعى .. فما أحسب إنسانا ضمها هذه الضمة .. منذ وقع لها الحادث الرهيب وقد شعرت فى هذه اللحظة أنها استردت حياتها كأنثى ... ============================== نشرت القصة بمجلة الجيل فى 29/8/1960 وأعيد نشرها بمجموعة " عذراء ووحش " وبمجموعة قصص من اليابان من اعداد على عبد اللطيف وليلى محمود البدوى ـ الناشر مكتبة مصر 2001 =================================
اهلا بكم جميعنا شاهد وتابع بقلق ما حدث فى منتجع سياحى فى تونس ومن قبله حادث المتحف وكلا المشهدين واحد فالجناة سارو وعبرو ابواب وطرقات دون ان يستوقفهم احد او يشاهدهم احد …
الجمعة يونيو 13, 2014 10:24 am من طرف الأدارة والمتابعه
صباح الخير يا وطن
ان الله جميل يحب كل جميل
ان ظاهرة التحرش التى نسمع بها او نشاهدها هى ناتج طبيعى لانحطاط فى الاخلاق والسلوك يعيش معنا ونتعلمه ونشاهدة كل لحظة فى كل فلم ومسلسل واعلان وعناء نشاهدة ونسمعة وتنتقل عدواه …