صادقت الحكومة الأمنية الإسرائيلية اليوم، الأربعاء، على خطة الانسحاب من الشطر الشمالى لقرية الغجر المتنازع عليها والواقعة على الحدود اللبنانية، وتسليمها إلى قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة، كما أعلن مسئولون من دون تحديد موعد.
وقال بيان لمكتب رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو، إن "اللجنة الوزارية الأمنية قررت اليوم الموافقة على مبادئ الاقتراح الذى قدمته الأمم المتحدة وقائد اليونيفيل لانسحاب قوات الجيش الإسرائيلى من الشطر الشمالى لبلدة الغجر إلى جنوب الخط الأزرق".
وأفاد البيان، أن اللجنة الوزارية "كلفت وزارة الخارجية وضع اللمسات النهائية على الاتفاقات المؤقتة مع الأمم المتحدة وقائد اليونيفل الجنرال البيرتو اسارتا للتقدم فى الملف بأسرع وقت ممكن مع الحفاظ على أمن مواطنى إسرائيل والحياة اليومية لسكان القرية".
وبعد الانسحاب الإسرائيلى الأحادى الجانب من لبنان عام 2000 رسمت الأمم المتحدة الخط الأزرق الذى يفصل الأراضى اللبنانية والإسرائيلية، فوضعت الشطر الشمالى من قرية الغجر فى لبنان والجنوبى فى الجولان السورى، الذى تحتله إسرائيل منذ عام 1967.
وأكد متحدث باسم اليونيفل لوكالة فرانس برس فى بيروت، أن مدير عام وزارة الخارجية الإسرائيلية اطلع الجنرال اسارتا كويفاس شخصياً على القرار.
وقال المتحدث نيراج سينج "ننتظر إشعاراً رسمياً للحصول على مزيد من التفاصيل، من المهم كذلك الحصول على موعد للانسحاب الإسرائيلى من المنطقة".
وأفادت الحكومة الإسرائيلية فى البيان "سترفع خلاصة هذه النقاشات لتنال موافقة اللجنة الوزارية الأمنية قبل تنفيذها".
وتابع البيان، "أن إسرائيل تطبق بالتالى التعهدات التى اتخذتها فى إطار قرار الأمم المتحدة رقم 1701".
وحصل سكان الغجر العلويون السوريون الأصل على الجنسية الإسرائيلية بطلب منهم، كما احتفظوا بهويتهم السورية.
ورداً على القرار الإسرائيلى، دعا سكان القرية عبر مكبرات الصوت إلى تظاهرة فى القرية ضد الانسحاب، بحسب مراسل وكالة فرانس برس.
وأوضح المتحدث باسم الخارجية الإسرائيلية ييغال بالمور لوكالة فرانس برس، أنه بعد الانسحاب "لن يكون هناك قوات ولا شرطة وقوى أمنية إسرائيلية فى شمال القرية، نظراً إلى إعلان اليونيفل إن المنطقة خاضعة للسيطرة اللبنانية أمنياً".
وأتى رد رئيس التيار الوطنى الحر اللبنانة ميشال عون المتحالف مع حزب الله سلبياً على القرار الإسرائيلى، معتبراً أن الدولة العبرية تكتفى "برمى لعبة" إلى اللبنانيين.
وقال عون إمام جمعية الصحافة الدبلوماسية فى باريس "يتعاملون معنا وكأننا أطفال، فيرمون لنا لعبة".
وأعلن نتانياهو فى 8 نوفمبر للأمين العام للأمم المتحدة بان كى مون عن نيته سحب القوات الإسرائيلية من شمالى القرية، وذلك أثناء لقاء فى مقر الأمم المتحدة فى نيويورك.
وطلبت اليونيفل من إسرائيل الانسحاب من شمال الغجر عملاً بالقرار 1701 الذى أنهى الحرب بين إسرائيل وحزب الله اللبنانى عام 2006.
وفى أثناء الحرب أعادت إسرائيل احتلال شمال الغجر، حيث يعيش 1500 شخص، ثم شيدت سياجاً مؤقتاً لمنع تسلل مقاتلى حزب الله إلى جنوب القرية، حيث ما زال يقيم 500 إلى 800 شخص.