أعلنت السلطات الملاحية الأسبانية، أن حركة النقل الجوى ما زالت فى حالة شلل تام صباح اليوم، السبت، فى أسبانيا، وذلك نتيجة الإضراب المفاجئ الذى يقوم به المراقبون الجويون.
ونقلت هيئة الإذاعة البريطانية BBC عن ناطق باسم السلطات، قوله إن الوضع باقٍ على ما هو عليه أمس، الجمعة، حيث لا توجد رحلات ولا تصل سوى الرحلات العابرة للمحيط الأطلسى إلى مطار باراخاس فى مدريد.
وأضافت BBC، أنّ نائب رئيس الحكومة الأسبانية ألفريدو بيريز روبالكابا، قد أعلن أنّ الحكومة ستعقد جلسة استثنائية وقد تعلن حالة الطوارئ، مهدداً بالسجن للمراقبين الجويين الذين لا يتوجهون إلى مراكز عملهم.
وقال روبالكابا: إن رئيس الحكومة قرر الدعوة لمجلس وزراء استثنائى سوف يقوم وبموجب الدستور بفرض حالة الطوارئ فى حال لم يعد الوضع فى المطارات إلى طبيعته كاملاً.
وأضاف، "أن حالة الطوارئ تفرض تحرك جميع المراقبين الجويين ووضع الذين لا يعودون إلى مراكز عملهم بأنفسهم فوراً وتحت تصرف القضاء وهؤلاء قد يواجهون أحكاماً قاسية بالسجن".
ولفتت BBC إلى أنّ الجيش الأسبانى قد تولى إدارة أبراج مراقبة الحركة الجوية بعد إضراب غير رسمى من جانب ضباط حركة المراقبة الجوية، الأمر الذى نتج عنه وقف حركة الطائرات، وتعطيل سفر نحو 250 ألف شخص فى واحدة من أكثر عطلات الأسبوع ازدحاماً فى موسم العطلات بأسبانيا.
وجاء الإضراب الجماعى لضباط المراقبة الجوية الذين يخوضون نزاعاً منذ فترة طويلة بشأن الرواتب وظروف العمل مع هيئة المطارات الأسبانية التى تديرها الدولة بعد ساعات من موافقة الحكومة على خطط لبيع 49% من هيئة المطارات.
ووافقت الحكومة أيضاً أمس، الجمعة، على فرض ضوابط على عدد الساعات التى يمكن أن يعملها ضباط حركة المراقبة الجوية سنوياً والاعتراف بقانون يسمح للجيش بتولى إدارة المجال الجوى فى أوقات الطوارئ.
ومن جانبه، قال رئيس هيئة المطارات، إنّ المراقبين لم يعطوا تحذيراً قبل الإضراب وبدأوا بالفعل فى طلب إجازات مرضية وترك مواقعهم بشكل جماعى، مما أدى إلى إغلاق المجال الجوى الأسبانى كله بشكل فعلى باستثناء منطقة الأندلس.
وأبلغ كاميلو سيلا، رئيس اتحاد مراقبى الحركة الجوية، أنّ العمال ليسوا فى إضراب ولكنهم لقوا ما يكفيهم.. قائلاً: "هذه ثورة شعبية!".
وأثارت المرتبات المرتفعة نسبياً وساعات العمل القصيرة لمراقبى الحركة الجوية غضباً فى وسائل الإعلام الأسبانية فى وقت تطبق فيه البلاد تخفيضات كبيرة فى رواتب موظفى القطاع العام فى إطار إجراءات تقشفية.
وفى السياق نفسه، نقل موقع "فرانس 24" عن روبالكابا قوله: "نظراً إلى أنّ ممثلى المراقبين لم يضعوا حداً لتحركهم، قررنا تفعيل الآليات المقررة فى مثل هذا النوع من الوضع".
وأضاف، أن "رئيس الحكومة الأسبانية، خوسيه لويس رودريجيز ثاباتيرو قد طلب من وزارة الدفاع الإشراف على النقل الجوى فى مجمل الأراضى الأسبانية.
وأوضح، أن هذا الإجراء سيبقى سارى المفعول حتى يستأنف المراقبون المدنيون عملهم بشكل طبيعى، مشيراً إلى أنّ قائد الجيش سيتخذ كل القرارات الضرورية من أجل تنظيم وتخطيط ومراقبة المراقبين.