ما يحدث هذه الأيام من منكرات جعل الإنسان يتساءل ماذا جرى للدنيا؟ فقد قل الخير، وانتزعت البركة، وانحسر العدل، وفى المقابل ازداد الطمع وانتشر الجشع، وساد الظلم بين الناس. لقد كثر الفساد فى البر والبحر بسبب ما يرتكبه بنو آدم لننظر إلى الذنوب والموبقات التى يرتكبها الإنسان والرذائل التى يمارسها والتى تندى لها جبين الإنسانية جمعاء.
فهل كان أحد يصدق أن يقتل الأخ أخيه أو أخته بسبب بضعة قروش! أو أن تكثر الخيانات بين بنى البشر؟ إننا نسمع ونقرأ ونشاهد الكثير من قصص الظلم والطمع والخيانات بين الناس. هل كنا نسمع فى الماضى عن زنا المحارم؟! هل كنا نسمع بهذه الصورة عن العم الذى يطمع فى إرث أبناء أخيه المتوفى واغتصابه منهم عنوة وظلماً بمساعدة بعض ضعاف النفوس!
أو عن الأخ الذى يحرم أخواته البنات من الحصول على إرثهم الشرعى! هل كنا نسمع عن حوادث القتل والسرقة، مثل التى تحدث فى أيامنا هذه! انظروا إلى طمع التجار والمغالاة فى أسعار السلع وإلى أصحاب المصانع والتى تلقى بمخلفاتها الملوثة فى مياه الأنهار. انظروا إلى هذا الإنسان الذى تجبر وصنع آلات الهلاك والدمار، والتى تحصد الآلاف من النفوس البشرية التى تعبد الله، فكم صنع من القنابل النووية والصواريخ عابرة القارات من أجل احتلال الشعوب الضعيفة والاستيلاء على خيراتها ومواردها الطبيعية التى حباها الله بها. ولا يستطيع أحد إخماد أوراها إلى الآن.
انظروا إلى طعامنا الملوث بالهرمونات التى تسببت فى انتشار الكثير من الأمراض المستعصية. انظروا كيف ازداد الفقراء فقراً بسبب طمع الأغنياء. انظروا إلى الجثث المتفحمة والتى تقتل باسم الدين، وإلى الحوادث الإرهابية التى تحدث باسم الله، حاشا لله أن يكون الله أمر الناس بهذا. إن السؤال الدائم هو سؤال الإنسان لنفسه ولغيره ماذا حدث للدنيا؟ اعتقد أن الإجابة فى السطور التى سطرت سابقا. لذلك ينبغى على الإنسانية جمعاء العودة إلى طريق الله المستقيم والذى به يسود الأمان وتزداد البركة ويحل السلام والطمأنينة بين البشر.