غزة تكتب وصيتها
معلنة أنها لن ترحل
فى صمت الأموات
لن تكتب وصيتها
بحبر أسود، على ورقة بيضاء
لكنها وصية مكتوبة بلون أحمر
هو دم الشهداء
لم يكتب تلك الوصية
وصى كباقى الأوصياء
فلم تكن غزة تنتظر الموت
و لم نكن نحن، أحياء
لم ترد غزة تقسيم إرثها
من مال و أرض
فغزة، تريد كل، كل الأرض
لكل، كل الأبناء
بدأت غزة وصيتها بالرثاء
أخذت تنعى أبناءها و أبناء الجيران
كتبت تقول:
أبناءى
وحدوا الصف، كفاكم شقاق
وحدوا كلمتكم ، و اعلنوها صراحة "مقاومة"
لا تخافوا لومة لائم
لا تنصتوا لرعاة الأغنام
لا لائم لكلمة "مقاومة"
إلا خائن، باعنى وباعكم
فى مزادات، أبوابها مفتوحة
لكن لا يدخلها الشرفاء
أخذت غزة تستكمل الهجاء
و تقول:
يا ليتهم باعونا بما نستحقه...
لكنهم باعونا بأبخس الأثمان
فسحقا لمن باع، و لمن اشترى
أوصيكم،
لا تتهاونوا مع من باعونى، و من اشترونى
لا تنخدعوا بأقاويلهم المفتونة
من صلح، و عهد و ميثاق، و اتفاق
فلا صلح، و لا أمان لمن باعوا الوطن
و لا ثقة بمن باع الكفن
و ترك الرفات للديدان
فمن يبيع دم الشهيد
و يقايض دم الأطفال
يستبيح كل شئ
يستبيح الأرض.. العرض
يستبيح أن يبنى القصور
على أنهار الدماء
و على تراب يحمل فى طيه
ما تبقى من عظام الشهداء
أبنائى...
وصيتى لكم وحدكم
و لباقى أبناء الجيران
لا تقحموا الغرباء..
فلا شرفاء، و لا مجالس للأمناء
و لا سند لكم إلا وصيتى..
كل شئ لكم جميعا
بلا قسمة
و من يريد أن يقتسم
فليخرج من حسبتى...
والآن سأكتب امضتى
غزة...