كنتُ قرأت فى أكثر من جريدة أمس عن حوار البطل المصرى الأستاذ أحمد الهوان الشهير بـ "جمعة الشوان" مع الزميل الإعلامى المتميز الأستاذ جابر القرموطى، أقسم بالله لم أصدق ما قرأت فى البداية إلا بعد سماعى الحلقة كاملة على موقع يوتيوب وذهلت، بطل قومى ضحى من أجل مصر وعمل 11 سنة من أجل مصر وكان يحمل كفنه بين يديه فى ذهابه وإيابه وقدم لمصرنا، لأمنا الكثير
والكثير وأحضر للوطن "فى لطمة للموساد الإسرائيلى لم ولن ينساها لن أبداً " أحدث جهازين للإرسال فى العالم ولا يجد العلاج والدواء
وصرح بأدب جم وحياء شديد إنه تصرف فى ثمن العملية التى أجراها بمستشفى مصطفى محمود بالمهندسين وإنه فى حاجة ماسة للعلاج وأعتقد أن أهل الخير قاموا بذلك وكنتُ أظنُ "على غير الحقيقة المرة " إنه يعيش حياة كريمة لما قدم وضحى من أجل الوطن ولكن أيضاً كانت الصدمة الكبرى بأن الرجل العظيم ليس له دخل أو معاش، مركز الاستقبال فى مخى يرفض أن يقبل أو يصدق هذا الكلام وكان الرجل الحيىِّ طلب معاشاً من أكثر من 20 سنة، لا إله إلا الله، فلم أستطع أن أكمل وتوجهت للمطبخ ألقى نظرة على المصيدة، لأنه من أسبوع مضى زارتنا مجموعة من الفئران المصرية الأصيلة
وأبت إلا أن يسلموا ويقوموا بالواجب ليل نهار، وقدمتُ لهم جبنة رومى فى المصيدة ولم يقربوها، فاستغربت، فنصحتنى أم حرحش جارتى صاحبة الرأى والرؤية بأن أقدم لهم البسطرمة، فقلتُ محدثاً نفسى سبحان الله بسطرمة!، ده أنا لسه متعرف عليها من سنة
ونصف ولا أحبها، فوضعت البسطرمة ومنتظر الزيارة ودخلت لكى أنام، أقسم لم أستطع، كيف يحدث ما حدث مع رجل بحجم وقامة البطل المصرى أحمد الهوان، لستُ أفهم لماذا تعامل مصر أبناءها البارين بها بهذه القسوة ونكران الجميل، هل الجزاء الإحسان إلا الإحسان، كيف أكون باراً بأمى وقدمتُ وسأقدم روحى ونفسى فداها حتى مماتى وهى تعاملنى بهذا الحجود وتفضل عليه من لم يقدموا لها شيئاً وإن قدموا فلم يقدموا مثلى، ياريت المعاملة بالمثل على الأقل، رجل خدم بلده ورفض كل المغريات المادية والجنسية فى وقت كانت البلد خراب وكانت الغارات فى 1967 حولت مدينة السويس إلى مدينة أشباح ولم تترك للرجل بعد دمار بيته وسياراته واللانش الخاص به إلا 8 لغات يتحدثها، بعد ذلك الدمار تعرض لما تعرض
ولكنه رفض كل ذلك من أجل دينه وبلده، كان من الممكن أن يستسلم ويبيع مثل من باعوا داخل البلد وخارجها ولكن عفواً، إنه أحمد الهوان المصرى الأصيل، لكن ألم يصدر السيد الرئيس والسيد رئيس الوزراء قرارات عاجلة بعلاج فنانين مثل وحش الشاشة الراحل فريد شوقى والفنانة سعاد نصر والفنان يونس شلبى، حتى أن الدكتور نظيف اتصل به ليبلغه بقرار السيد الرئيس والراحل الوزير كمال الشاذلى ووزير الصحة وحتى وزير المالية تعالج على نفقة الدولة بمبلغ متواضع مليون و200 ألف موزعة على 14 قرارًا على سنوات مختلفة وعن أعضاء مجلسى الشعب والشورى حدث ولا حرج، على سبيل المثال أحد نواب الشعب حصل وحده على قرارات علاج بمبلغ 292 مليون جنيه فى 6 شهور، لحظة من فضلك عزيرى القارئ سأحضر علاج الضغط من الصيدلية لأنه خلص،
والله العظيم خايف يجينى " شُوجر" من واقعنا المؤلم والمرير، يارب رحمتك، وعن علاج العلماء والمفكرين والمخلصين من أبناء الوطن، يكون الرد " لا " و لا كبيرة، ميزانية الدولة لا تسمح، لم ولن أنسى موقف الدولة الكريمة من المفكر الراحل د. عبد الوهاب المسيرى، صاحب موسوعة اليهود واليهودية والصهيونية الذى أثرى الفكر العربى والإسلامى بعشرات المؤلفات القيمة فى مرضه الخبيث، عاملته الدولة بقسوة و كأن مصر ليست أمه ولا مرات أبوه وعالجته الأسرة المالكة فى المملكة السعودية، فلا بأس فهم يقدرون العلم
والعلماء، ومن أسابيع رفضت مصر علاج العالم الدكتور أحمد عمر هاشم من جيوبنا، سؤال كاد يجننى ولا أجد له إجابة: لماذا الميزانية تسمح دائماً لأهل الفن والطرب والرياضة والرياضيين وللكبار
وأسرهم وذويهم ومعارفهم والله ما أنا عارف حاجة ولا فاهم حاجة هولاء أصحاب ملايين، إلى الله المشتكى.