خلفت أعمال العنف فى مدينة القصرين "وسط غرب تونس" أكثر من 50 قتيلاً فى الأيام الثلاثة الأخيرة، وفق ما ذكر مسئول نقابى محلى لوكالة "فرانس برس"، مشيرا إلى حالة فوضى فى المدينة.
وقال الصادق المحمودى، عضو الاتحاد المحلى التونسى للشغل (المركزية النقابية): "هناك حالة فوضى عارمة فى القصرين بعد ليلة من أعمال العنف وإطلاق قناصة النار ونهب وسرقة متاجر ومنازل من قبل الشرطة التى انسحبت إثر ذلك". مضيفا أن "عدد القتلى فاق الخمسين قتيلا"، بحسب حصيلة جمعت من مصادر طبية فى مستشفى القصرين.
وقال موظف فى المدينة التى تبعد 290 كلم جنوبى العاصمة طلب عدم كشف هويته، إن المدينة تشهد "حالة فوضى عارمة"، مؤكدا إطلاق النار من قبل قناصة كانوا متمركزين على أسطح بنايات وأن قوات الأمن أطلقت النار على مواكب جنائزية.
وتوقف موظفو مستشفى القصرين عن العمل ساعة احتجاجا على العدد الكبير من الضحايا وخطورة إصاباتهم، بحسب المصدر ذاته الذى أشار إلى "بطون ممزقة ورءوس مخربة". وأضاف الشاهد نفسه أن رجلا عمره 75 عاما وزوجته قتلا فى حى الزهور بمدينة القصرين، حين كانا بصدد دفن ابنهما الثلاثاء.
كما فرق رجال الأمن تجمعا "سلميا" وسط العاصمة التونسية كانت تعتزم مجموعة من الفنانين التونسيين القيام به أمام المسرح البلدى بتونس. وأوضح المخرج المسرحى فاضل الجعايبى "أن التجمع الرمزى والسلمى كان سيتم عند منتصف نهار اليوم"، منددا بـ"استعمال العنف والسلاح فى وسط البلاد".
وأضاف الجعايبى أن "أضعف الإيمان أن يقف الفنانون بمختلف اختصاصاتهم للتعبير عن غضبهم وشجب ما تعرض إليه المتظاهرون من قتل" فى موجة الاحتجاجات التى تشهدها المدن التونسية منذ 17 ديسمبر الماضى.
وكان من بين المحتجين الممثلتان رجاء العمارى وسناء داود اللتان تعرضتا إلى الضرب من عناصر الأمن التى انتشر عدد كبير منها فى المكان. وعبرت داود عن سخطها لما آلت إليه الأوضاع فى البلاد، وصرخت فى وجه رجال الأمن "عيب عليكم ....يا للعار" فى حين ألقيت ممثلة أخرى أرضا. ومن جهة ثانية قالت الممثلة جليلة بكار بلهجة غاضبة "أنهم يقمعوننا... إنه حقنا فى التظاهر".
وهذا أول تحرك للفنانين التونسيين منذ انطلاق الاحتجاجات فى منطقة سيدى بوزيد الواقعة على بعد 265 كيلو مترا من العاصمة تونس فى وسط غرب البلاد، إثر إقدام شاب تونسى على إحراق نفسه بسبب البطالة.
ويسود توتر وسط العاصمة التونسية فى حين تصدر دعوات على موقع "فيس بوك" الاجتماعى على الإنترنت للتظاهر. ويتبادل الشبان التونسيون عبر هذا المواقع العديد من صور قتلى مدينة القصرين (وسط غرب).
وفى برلين حذرت وزارة الخارجية الألمانية رعاياها من السفر إلى تونس والجزائر. وذكر متحدث باسم الحكومة الألمانية أن التحذير صدر بسبب الإضرابات التى تشهدها البلدان بعد سقوط قتلى وجرحى خلال اشتباكات بين الشرطة ومحتجين على ارتفاع الأسعار وتفاقم البطالة.