شريف الحكيم عضو فعال
عدد المساهمات : 4068 تاريخ التسجيل : 19/12/2009
| موضوع: مصر تدفع الثمن // د. م عبد العزيز الكفراوى الجمعة فبراير 04, 2011 12:52 am | |
|
نعم حقا تدفع مصر ثمنا غاليا، تدفع مصر أبناءها من الشهداء، شهداء موقعة التحرير "يناير 2011" تدفع مصر ثمن موقفها من القضية الفلسطينية، وبالخصوص غزة، والأنفاق السرية والستار الحديدى. غزة تلك المدينة والتى لا يتجاوز عدد سكانها المليون ونصف.
تدفع مصر أيضا ثمنا غاليا أيضا من أبنائها وثمنا غاليا أيضا جراء موقفها من حزب الله وما يضمره من شر تجاه مصر نتيجة الموقف السياسى لمصر تجاه حزب الله الذى استدرج لبنان لحرب لم تكن لها مستعدة ولم يكن لها رغبة أن تستدرج لها.
تدفع مصر أيضا ثمننا غاليا أيضا جراء موقفها من تعاظم الدور الإيرانى فى منطقة الشرق الأوسط ودعمها للمنظمات الطائفية والأحزاب العسكرية بالمنطقة. تدفع مصر أيضا ثمننا غاليا جراء موقفها من قضية السلام وحفاظها على استقرار المنطقة والحفاظ على السلام بالمنطقة وحسن الجوار مع إسرائيل، والتى تلعب كعادتها دورا خبيثا فى دول أعالى حوض النيل من شأنه تخفيض حصة مصر من مياه النيل.
إن الأقدار التى تحيط بمصر أقدار صعبة ليست بالهينة تفرض عليها تغيير أجندتها السياسية أكثر من مرة ربما خلال اليوم، وليس كل أسبوع أو شهر.
إن التسارع المستمر فى الأحداث السياسية وتعاقبها حدث بعد حدث يجعل من مصر دولة ذات تحديات هائلة تفوق إمكانيات الدولة. إن الموقع الجغرافى لمصر وحولها الكثير من الصراعات السياسية ونزاعات تاريخية لن تنتهى إلا مع فناء البشرية. إن الطامعين فى مصر كثيرون والمتربصون بها أكثر.
مصر دولة كبيرة وصل تعدادها إلى أكثر من 89 مليون مواطن، إن مصر دولة غنية مصدر ثروتها الأكبر حجما هو الموارد البشرية، تلك الأعداد الكبيرة ملايين من جميع التخصصات الفنية والهندسية وغير الهندسية تزخر بها أسواق العمل ليس فقط بدول الخليج العربى بل دول العالم أجمع. هذا بخلاف الملايين من الشباب العاطلين بالداخل لم يحصلوا بعد على فرص عمل بمصر وخارجها بعد. إن مصر دولة عمادها الأول هو التعايش فى إطار وحدة وطنية بين أقطاب الوطن الواحد الأقباط والمسلمين. إن مصر دولة تحسدها دول كثيرة على نهر النيل، تاريخ مصر العتيق والآثار، شواطئ مصر الساحلية والثروات الطبيعية. البترول والغاز الطبيعى والتى أصبحت مصر ذات مكانة ومركز متفوق فى حجم الصادرات. إن الشعب المصرى شعب متعدد الثقافات والمهارات ومطلع على التقنيات الحديثة الإلكترونية واللغات تلك حصيلة وأكثر من ذلك مازال فى جعبة المصريين.
فلقد واجهت مصر ظروفا غير عادية فى يوم 27 يناير من عام 2011 بعد يومين فقط من وقفة التحرير وثورة الديمقراطية الحضارية من حيث الأسلوب والشكل إلا أنها وبسرعة كبيرة أعطت الفرصة لأعداء الوطن والمناخ المناسب لكى يحققوا مخططهم الخسيس ولا أخفى عنكم أبدا تلك العاصفة المعلوماتية والتى كانت تندد بالحكم والحكومة والتى سبقت وتلت حادثة كنيسة القديسين بالإسكندرية والتى كانت تهدف النيل من الترابط الوطنى بين الأقباط والمسلمين ولم تنجح إلا أنها نجحت فى النيل من عقول الشباب ووحدت صفوفهم بشكل لم يكن أحد أن يتوقع حجمه وتأثيره. لم يكن أحد يتوقع ظهور تلك الأعداد الغفيرة إلى ميدان التحرير. كانوا فى شكلهم وفى عزمهم كأنهم ذاهبون للاستاد وقد تعود الكثير من الشباب من الذهاب بهذا الشكل لمشاهدة المباريات الكروية وتشجيع فرقهم بطاقة حماسية هائلة تلك العاصفة المعلوماتية والتى تهب علينا من كل صوب وحدب عن طريق الشبكة العنكبوتية والتى لن يخيب ظنى أنها تحت سمع وبصر الأجهزة الأمنية المصرية.
وهذا تحد آخر للوطن وعلى جميع الشباب الذين مارسوا الدفاع عن الوطن عن طريق ممارسة اللجان الشعبية والتى تضافرت جهودها مع قوى الأمن والجيش أن يرتقى عندهم الحس الأمنى والإحساس بالمسئولية فى نقل وتبادل المعلومات مع بعضهم البعض. إنه حقا أصبح علينا جميعا واجب وطنى أن نتوخى الحذر فى تقدير حجم وحساب تأثير نقل وتبادل المعلومات بين المرسل والمتلقى.
أفيقوا يا مصريين أفيقوا يا عباد الله لقد حققت الأيام السبعة الماضية ما لم تحققه جميع ثورات مصر للشعب المصرى وكفانا ما كفانا هلموا ارجعوا إلى مواقعكم وأعمالكم فإن أمامنا الكثير من المجهود لكى نفعله لكى نتجاوز الآثار السلبية والخسائر الهائلة ولنجعل مصر نصب أعيننا.
وأخيرا إنه الرئيس مبارك الفارس وكعهدنا به رجل مقاتل وطنى لا يهاب الموت والموت له فى ميدان القتال أشرف من الهروب من المعركة، وصلته الرسالة رد أخيرا على جموع الشباب الذى تظاهر فى ميدان التحرير واستشهد منهم الكثير وحقق لجموع الديمقراطيين الكثير ولا ننسى أنه اليوم المتضرر الأول من الديمقراطية التى أرسى قواعدها بنفسه وحفظ لنفسه شرف العسكرية سنتذكر هذا الرجل فى المستقبل كثيرا وسنغفر له الكثير.
| |
|