تحت عنوان "السياسة الأمريكية فى مصر معقدة"، ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" أنه بعد مرور 12 يوماً على الثورة الشعبية فى مصر، بدت الإدارة الأمريكية وكأنها تناضل لتحديد ما إذا كانت الثورة الديمقراطية ستنجح إذا ما استمر الرئيس مبارك مسيطرا على كرسى الرئاسة، حتى وإن تم تحييد قواه وتجنيبه من المفاوضات المتعلقة بمستقبل البلاد، فى تغيير جديد للجهة الأمريكية التى عكفت فى الأيام الماضية على مطالبة الرئيس المصرى بالرحيل الفورى وبدء عملية انتقال السلطة.
وقالت الصحيفة إن آخر تحدى واجهته الإدارة الأمريكية ما قاله فرانك ويزنر، المبعوث الأمريكى الذى أرسله الرئيس باراك أوباما لإقناع نظيره المصرى بالتنحى لمجموعة من الدبلوماسيين والخبراء الأمنيين، إن "استمرار الرئيس مبارك فى السلطة أمر ضرورى، فهى فرصته لكتابة إرثه".
ومن ناحيتها، حاولت على الفور هيلارى كلينتون، وزيرة الخارجية الأمريكية، إعادة تقويم هذه التصريحات، مكررة تغيير الإستراتيجية الأمريكية مجددا، إذ قالت إن الرئيس مبارك ينبغى عليه إفساح المجال لنائبه، عمر سليمان، حتى يتسنى للأخير الانخراط فى المباحثات مع زعماء المعارضة للتفاوض بشأن التعديلات الدستورية لإجراء انتخابات حرة ونزيهة.
ورأت "نيويورك تايمز" أن هذه ليست المرة الأولى التى تبدو فيها إدارة الرئيس أوباما متخبطة بشأن الأزمة المصرية، حيث تسعى جاهدة لتأييد الجانب الصحيح من التاريخ، ولتجنب تصعيد الثورة التى من الممكن أن يفلت زمام السيطرة عليها. ووصفت الصحيفة الأمريكية هذه الرسائل المختلطة بالـ"مربكة" والـ"محرجة"، والتى تعكس كيف تشعر الإدارة بالمفاجأة جراء ما حدث فى مصر.
ونقلت "نيويورك تايمز" عن مسئول أمريكى رفض الكشف عن هويته قوله: "هذا ما يحدث عندما تشلك المفاجأة، فنحن عقدنا جلسات لا نهاية لها لمناقشة إستراتيجية سلام الشرق الأوسط وكيفية احتواء النووى الإيرانى على مدار العامين الماضيين، ولكن كم مرة ناقشنا خلالها احتمال تحول مصر من الاستقرار إلى الاضطرابات؟ ولا مرة".