بندق ( عبد الرحمن )
عضو ماسى


عدد المساهمات : 612 تاريخ التسجيل : 19/12/2009 العمر : 40
 | موضوع: كلب في العتمة الثلاثاء فبراير 15, 2011 7:24 pm | |
|  لا أدري ما الذي بيني وبين الكلاب؟ فهم لا ينظرون إلى بشيء من الود ويشعرون تجاهي بكثير من بالعداوة !!!! كان الأطفال من حولي يلهون مع بالكلاب الصغيرة .... ويستمتعون بذلك أيما استمتاع ... إلا أنا !!!!!!!! ما إن يراني كلب منهم حتى ينبح ويبادرني بالهجوم , وأظل أركض أمامه (كقطة مذعورة) إلى أن يقضي الله أمرا كان مفعولا ... لهذا فتراني أمتلك ( تراثا كلبيا ) عريقا لا زالت آثاره على مؤخرتي وساقي . وقد أوصتني معلمتي في سنوات المرحلة الابتدائية ألا أكون فظا مع الحيوانات الصغيرة. قالت لي برقة : كن معهم في سلام , ولكن يبدو أن السلام الذي كان بيني وبين الكلاب كان من نوع (السلام القائم على الركض). نعم سيدي القارئ فمنذ طفولتي الغير بائسة, وطوال النصف الثاني من القرن العشرين ، كنت وما زلت أمارس الركض أمام الكلاب. مجبر أخوك لا بطل رياضي. وكم من كلاب طاردتني في الشوارع والحقول وبين النخيل والحارات وتحت السلالم شمالا وجنوبا. كلاب من كل صنف ولون , منها الكبير المتوحش ومنها الصغير التافه ، منها العفي القوي ومنها الجربان المسلوت. ولكن العامل المشترك بينهم كلهم هو : أنني أخافهم جميعا ... نعم إنهم يحتقرونني بشدة.كل العيال كان لديهم كلاب يلهون بها إلا أنا. فبمجرد أن أمسح على ظهر أحدهم توددا إليه كما نصحني البعض، حتى يفز من مكانه وينبح بصوت كريه فلا أجد مفرا من الركض بعيدا ليبدأ حفل المطاردة الرهيب. صارت لدي بالفعل ( عقدة الكلاب ) ، ونكاية فيهم أولاد الكلب ، أو قل هي مسألة تعاطف وتأييد وتآزر بيننا ، استعذبت تربية القطط بأعداد كبيرة في بيتي، والاستمتاع بمداعبتها ، لكنني رغم ذلك لا أحب أن ألعب معها لعبة المطاردة. وصلت الأمور إلى تداعيات خطيرة فإن رأيت كلبا في الظلام يسد الطريق في حارة مظلمة , يزمجر و يريد أن يفتك بي ،تنتابني عدة تغيرات فسيولوجية وبيولوجية ونفسية يكون ترتيبها على النحو التالي : · خرس مفاجىء . وغصة وجفاف في الحلق .. · تسارع دقات القلب ... وبطء في التنفس ... · رعشة بالجسد وبرودة الأطراف وسخونة في القفا .. · ثقل بالساقين وعدم القدرة على الحركة. · العودة إلى سن الطفولة المبكرة من ناحية الإحساس بالبلل. · قد يصل البلل إلى الحذاء والجوارب. · ( بكاء مكتوم ). · تذكر ذنوب وندم على ارتكابها. حتى يفتح الله لي بابا ويأتي من ينقذني
لا أراكم الله كلبا في شارع ضيق ليلا .وجنبكم الله الوقوع في مثل هذا الموقف ،غير أنه موقف أتمناه (لبعض الأصدقاء في بالي).
ولكن ما شجعني على تحمل مصيبتي هذه ... أن لي صديق مثلي يكره الكلاب ويخاف منها , إن صادفه كلب في العتمة يهتف من فوره بصوت جهوري قوي , يدل على رجولة خشنة: إلحقيني يا مه ...آآآآآآه يامه . بالمناسبة صديقي هذا يعد رسالة لنيل درجة الدكتوراه في علم النفس - بعنوان : (السلوك السوي والثبات الانفعالي عند الخطر).
| |
|