يتابع المجلس الأعلى للقوات المسلحة برئاسة المشير محمد حسين طنطاوي الاحداث في ليبيا لحظة بلحظة حيث تم تجهيز معسكرات ومستشفيات ميدانية لاستقبال المصريين العائدين الى المنافذ المصرية مع ليبيا .
وعلى جانب أخر أعدت الحكومة المصرية مجموعتي عمل تعملان على مستوى للعمل على كيفية استقبال ونقل المصريين المتواجدين في ليبيا .. المجموعة الاولى تشارك فيها وزارات الخارجية والدفاع والامن القومي والطيران والنقل والصحة وتركز على كيفية استقبال المصريين وإعادتهم الى مصر.
صرح بذلك أحمد أبو الغيط وزير الخارجية وقال الوزير عقب لقائه مع كاترين أشتون وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي إن هناك ما يقرب من مليون و500 ألف مصري في ليبيا وهى أعداد هائلة ننصحهم بالبقاء في منازلهم وعدم الخروج الى الطرق أو التحرك في الشوارع أو النزول الى المدن وأن يقوموا بتأمين أنفسهم بالغذاء والمياه.
وأضاف ردا على سؤال حول الاوضاع الحالية للمصريين في ليبيا وكيفية إنقاذهم خاصة بعد تصريحات سيف الاسلام القذافي بمشاركة مصريين وتونسيين في التحريض للمظاهرات .. لقد فوجئنا بهذا الاتهام السخيف القائل إن بضع المصريين يشاركون في هذه المظاهرات وحملنا الحكومة الليبية مسئولية الحفاظ على أمن وسلامة المصريين وممتلكاتهم في ليبيا.
وأشار الوزير إلى أن وزارة الخارجية تقوم في نفس الوقت بتكليف شركة مصر للطيران وبالتنسيق مع وزارة الطيران المدني ومع الحكومة المصرية على زيادة عدد الرحلات اليومية الى 4 رحلات ابتداء من أمس مشددا على أننا نعلم أن الاعداد ستكون كبيرة وقد طالبنا أيضا طائرات سي 130 من وزارة الدفاع للاشتراك في عملية نقل المصريين .
وأوضح الى أن المشكلة الرئيسية التي تواجهنا حاليا هي الحصول على تصاريح الهبوط في ليبيا وهذا الموضوع يمثل صعوبة شديدة لان رد فعل الجانب الليبي غير واضح حتى الان فيجب أن نحصل على تصاريح الهبوط لكى نؤمن نزول الطائرات بسلام في ليبيا مؤكدا أننا لا ننصح أن يذهب أبناؤنا المصريون الى مطار طرابلس وأن هنا اتحدث عن غرب ليبيا.
ونصح أبو الغيط المصريين هناك بان يتصلوا أولا مع مصر للطيران في المطار مشيرا إلى وجود دبلوماسيين يقيمون مع مصر للطيران في المطار إضافة إلى الاتصال بالسفارة المصرية في طرابلس لكى تؤمن الاعداد المتوجهة الى المطار حتى لا نصل في لحظة ان يكون هناك 3 ألاف مصري في المطار مع وجود طائرة لا يمكنها أن تستوعب سوى 180 مصريا فقط وبالتالي فإن تنسيق الدخول الى المطار والوصول اليه أمر ضروري حتى لا يتم تدافع مئات المصريين الى المطار ولا يجدون طائرات .
وأوضح أن مواعيد وصول الطائرات سيعلن من خلال مصر الطيران وسوف تنقل وزارة الخارجية هذه المواعيد الى التليفزيون المصري وهناك ارقام تليفونات للجميع يستطيع ان يتصلوا بها للحصول على المعلومات.
وأضاف أبو الغيط أن السفارة المصرية في تونس تم تكليفها بدءا من صباح أول أمس الاثنين بان تكون على استعداد لاستقبال المواطنين المصريين وتوفير الاعاشة ونقلهم الى مصر من خلال طيران مصر للطيران أو شركة الطيران التونسية اذا اقتضى الامر ذلك فيما يتعلق بغرب ليبيا.
وكشف الوزير عن تدمير ممرات الهبوط بمطار بنى غازي في شرق ليبيا أي أن طائرات مصر للطيران لا يمكنها أن تهبط ناصحا دائما بالبقاء في المنازل وعدم الخروج حتى يتضح الامر خاصة انه إذا فكر المصريون في السفر فسيعبرون حوالى 500 كيلو متر من المخاطر الى الحدود المصرية فإذا اقتضى الامر سفرهم فعليهم ان يكونوا في جماعات وأتوبيسات وصولا الى الحدود المصرية وهناك سيجدون وسائل نقل وإعاشة ومستشفى ميداني تم توفيره من قبل القوات المسلحة و أتوبيسات ستنقلهم الى منطقة مرسى مطروح لكى تتسلمهم الاتوبيسات التي استأجرتها وزارة الخارجية بتصديق من مجلس الوزراء.
ووصف أبو الغيط الامر الان بأنه يشبه بما حدث بعد غزو العراق للكويت في 1991 وعبر عن أمله في ألا يكون هناك لهث وخروج عاجل ولابد ان نفكر جميعا سويا حتى لا نصل الى وضع بان هناك عشرات الالاف ولا توجد وسائل لنقلهم.
ومن ناحية اخرى وصل الى منفذ السلوم البرى أكثر من 4 آلاف مصري إلى البلاد قادمين من ليبيا وتم توفير السيارات للمصريين العائدين لمن يدخل المنفذ سيرا على الأقدام بالتنسيق مع القوات المسلحة المصرية.. وذلك بعد استمرار المظاهرات في المدن الليبية ضد نظام الزعيم الليبي معمر القذافي.
وقال بعض المصريين العائدين إن هناك أعدادا من الأسر والعمال المصريين في ليبيا لم يتمكنوا من العودة لعدم وجود سيارات تقلهم وإن السيارات القادمة من ليبيا تقل أكثر من طاقتها فضلا عن عدم توافر الوقود.
وأكدوا أنهم تعرضون للملاحقة والقتل من قبل أنصار النظام والمرتزقة في ليبيا حيث قتل بعض المصريين على يد أفارقة بمنطقة البريقة بالجنوب وقال بعض المصريين أن بعض المنشآت المصرية في ليبيا بينها شركة المقاولون العرب ومقر القنصلية المصرية قد تعرضا للتخريب على يد بعض الأشخاص.
ومن ناحية اخرى قامت محافظة مطروح بإرسال 4 مخابز ميدانية متحركة لمدينة السلوم الحدودية وعدد من فناطيس المياه الكبيرة استعدادا لاستقبال المصريين النازحين من ليبيا بجانب استعدادات الجيش بإقامة المخيمات و2 مستشفى ميداني لرعاية القادمين من ليبيا من مصريين والليبيين.
وكانت النقابة العامة لصيادلة مصر قد أكدت في بيان لها وجود 25 قتيلاً مصرياً على الأقل في مستشفيات بنى غازي بليبيا توفوا خلال الاشتباكات الدائرة بين المتظاهرين المطالبين برحيل العقيد معمر القذافي والأمن الليبي.. وناشدت النقابة المجلس الأعلى للقوات المسلحة بسرعة إرسال طائرات خاصة، لإجلاء الرعايا المصريين من ليبيا نظرًا لخطورة الموقف هناك، مشيرة إلى غياب الأمن والأمان في ليبيا مما يتطلب التدخل حفاظاً على مصر وكرامة أولادها وأرواحهم.
وعلى جانب اخر قام الجيش المصري بتعزيز تواجده على الحدود مع ليبيا لضمان مرور الرعايا المصريين الذين يفرون من ليبيا حيث قامت القوات المسلحة بإرسال وحدات إضافية لضمان امن حدوده الشمالية مع ليبيا عند معبر السلوم ولإفساح المجال للرعايا المصريين الذين ينزحون من ليبيا للعودة إلى بلادهم بأمان.