flores وسام الاندلس
عدد المساهمات : 53 تاريخ التسجيل : 05/10/2010
| موضوع: ظل رجل أخر // فصة جديدة السبت مارس 19, 2011 8:31 am | |
|
ارتدت أحلى وأغلى ما عندها.. وضعت عطرها المفضل وبدت كعروس فى ليلة عرسها.. رتبت المنزل.. أضاءت الشموع واحضرت تورتة كبيرة مكتوب عليها أول حرف من اسميهما، أما ولديها فقد آثرت أن يكونا عند والدتها فى ذاك اليوم. عاد من العمل وجدها فى أبهى حلة لكنه كعادته لم يعلق ولم ينطق سوى بكلمتين اثنين "جعان جدا".. نظرت إليه فى تعجب واستنكار، حبست دموعها لكنها لامت نفسها على هذا الشعور، وحدثت نفسها لم الضيق وهو هكذا.. لم يتغير منذ عشر سنوات. كانت تبذل قصارى جهدها لإرضائه، تشترى أغلى الثياب.. خزانتها لا يختفى منها العطر أبدا، عدد زجاجات العطر فى خزانتها يوازى عدد الجوارب أو يزيد، وفى المقابل لا تجد منه سوى عدم الاكتراث، لم تسمع منه يوما كلمة حب أو غزل مع أنها تعلم جيدا أنه يحبها، لكنه لا يقدر على التعبير عن مشاعره مثله فى ذلك مثل اى رجل شرقى. ذهبت بأفكارها فى عالم أخرواستفاقت على صوته "ألن نأكل اليوم؟" قنبلة علي العشاء ذهبت إلى المطبخ لوضع العشاء وشعرت ببرودة تسرى فى جسدها، صار جسدها يتحرك تلقائيا مثل الآلة، جلست أمامه وتأملته وهو يأكل.. لم تضع شيئا فى طبقها.. ظلت تتأمله وهو يأكل وتسأل نفسها.. هل أنت حقا فتى أحلامى الذى اختاره قلبى؟؟ سألها وهو يمضغ الطعام: لماذا لا تاكلى؟ قالت: لم تخبرنى ما رأيك فى العشاء؟ هو: ممممم...تحفة ...سلمت يداك.. وبعد أن فرغ من عشائه بادرته سائلة :أيمكن أن اتحدث معك؟؟ قال: قبل أن تتحدثى ما مناسبة التورتة والشموع؟؟ ضحكت ضحكة صفراء وقالت يفترض أن اليوم هو ذكرى زواجنا العاشر هو: اووووه أسف يا حبيبتى تعلمين مدى انشغالى.. لكن وعد منى لك عندى هدية متميزة ردت بهدوء: من قال أنى أريد هدايا.. تكفينى منك وردة تعبر بها عن حبك هو: إن شاء الله سأفعل.. هي: أريدك فى موضوع هام هو: ألا تستطيعى تأجيله لوقت أخر صرخت فى وجهه: لا الآن ..أريد أن اتحدث الآن تعجب من ردة فعلها القوية رغم أن الموقف لا يحتاج لهذا الانفعال وقال: حسنا حسنا لا تغضبى.. هيا تحدثى كلى آذان صاغية وأزاح طبقه وقام من على الكرسى جلس على الأريكة وأمسك جهاز التحكم عن بعد الخاص بالتلفاز.. وهو يكمل: تكلمى يا حبيبتى أنا اسمعك لكنها عندما رأت جهاز التحكم بين يديه ما لبثت أن جن جنونها وانتفضت من مكانها و أخذت تصرخ: ألا تستطيع أن تفهمنى أبدا.. أم أنك لا تريد أن تفهم أصلا؟ هو: ماذا حدث لكل هذا الانفعال؟ هي: لى عشر سنوات وأنا أحاول أن أفهمك مرة بالتلميح ومرات أخرى بالتصريح.. قل لى ماذا أفعل حتى تفهمنى.. أقسم أنى حاولت بشتى الطرق لكن لا فائدة لا فائدة فلقد فات الأوان..أنت السبب.. أنت السبب حاول أن يتحلى بالصبر ويحتوى الموقف بهدوئه ثم قام إليها وحاول تهدئتها ووضع يده على كتفها لكنها أزاحت يده بقوة وقالت وهى تصرخ وتبكى فى آن واحد: إياك أن تلمسنى وأنا لا أريد أن اهدأ فأنت السبب فيما أنا فيه لن أسامحك أبدا تعجب منها وهى تردد أنه هو السبب.. السبب فى ماذا؟.. يريد أن يفهم لكنها لا تعطيه الفرصة قال لها بهدوء تام: حبيبتى ..إن كنت تريدين النقاش فها أنا استمع إليك لما كل هذا الغضب؟ هي: تستمع إلى؟؟ ضحكت بتهكم.. تستمع وأنت تشاهد التلفاز أليس كذلك؟ وأنت تمسك بالجريدة .. وأنت تأكل وأنت تعمل على الكمبيوتر اتسمى هذا استماع؟؟ اتدعى أنك تفهمنى.. وتدعى أنك تحبنى.. إنه لا شئ ولا أصدق أنك تحبنى هو: اوكى أنا أسف.. اعترف أنى قد أخطأت هي: فات الأوان هو: فات الأوان على ماذا؟ أنا لا افهم شيئا أخذت نفسا عميقا.. حاولت التماسك والهدوء أو على الأقل التظاهر بالهدوء بدأت تحكى وجسدها يرتعش، كانت تشعر أن كل مكان فى جسدها ينتفض.. شعرت بالبرودة فى أطراف جسدها وكأنها تسكن القطب الجنوبى. جلست على الكرسى.. نظرت إليه طويلا قبل أن تتحدث وكأنها تحاول التراجع عن الحديث. أخذ يبادلها النظرات ما بين ترقب واندهاش.. واخيرا ألقت عليه القنبلة وقالت: أنا معجبة برجل أخر!!
| |
|