حرص الرئيس المصري السابق حسني مبارك على التحاور مع أحد عمال الكهرباء الذي دخل إلى غرفته بمستشفى شرم الشيخ الذي يعالج فيه مبارك ويقضي فترة احتجازه أيضا، ودار حوار بين مبارك والعامل على مدى 10 دقائق سأله مبارك عن رأيه في فترة حكمه، ويقول الطاقم الطبي إن مبارك يحرص على طلب الدعاء منهم مرارا.
وقالت صحيفة الأخبار المصرية في عددها الصادر الأحد 24-4-2011 إن حوارا دار بين الرئيس المخلوع مبارك وأحد العمال الذي أتى إليه عندما تطلبت غرفته الموجودة في الجناح الرئاسي الذي يضم 15 حجرة إحضار عامل صيانة كهرباء لإصلاح عطل في إحد وصلات الكهرباء في الغرفة، وحرص الرئيس المخلوع على التحدث إليه أثناء تأديته عمله.
وقال مبارك موجها كلامه لعامل الكهرباء: رأيك في فترة حكمي وهل أصابك أي مكروه خلال تلك الفترة؟".. فكان رد العامل: "أانت شخصية جيدة وفعلت الكثير لمصر ولكن هناك فساد كثير فعله من حولك".
لكن مبارك برر وجود ذلك الفساد في رده قائلا: "إن أي شجرة مثمرة وجميلة لابد من وجود أغصان غير صالحة بها ولكن هذا لا يمنع أن الشجرة مفيدة". وقال له: "إن أي رئيس فات أو قادم لا يمكن أن يتحكم في كل من حوله ولابد من وجود فاسدين".
ويقول مراقبون: إن الرئيس مبارك لم يكن يحرص على التواصل بصورة مباشرة مع أبناء شعبه، وكان كثيرا ما تقوم الأجهزة الأمنية باستبدال العمال بضباط وجنود تابعين لها عند زيارته لأي منشأة أو معرض، أي أنه كان يحادث ضباطا وجنودا بجهاز أمن الدولة وليس عمالا حقيقيين، غير أنهم يرون أن ذلك لا يعفيه من المسئولية عما وصل إليه حال شعبه.
ويحرص الرئيس المخلوع على التواصل والتحدث مع الطاقم الطبي المعالج له، وكذلك طاقم التمريض ويطلب منهم دائما أن يدعوا له ولا ينسوه من دعائهم في الصلاة ويؤكدون له أنهم يفعلون ذلك باستمرار، ويقول لهم: إن الله يختبرني الآن ولابد أن أصبر على هذا الاختبار لأن هؤلاء الناس هم أهلي وشعبي وانا منهم وهم مني وليس لي أي مكان آخر أو شعب آخر أذهب إليه".
ويقيم مبارك في الجناح الرئاسي الذي يتكون من 15 حجرة في مشفى شرم الشيخ (شرقي مصر)، كما تقيم معه زوجته ثابت التي نادرا ما تبيت خارج المشفى، وكذلك يقيم معه كل طاقم حراسته وخادمته السريلانكية التي تقوم على خدمته.