رسائل الـ sms والورود الأون لاين ورسائل الحب
على الإيميل والكلمات المنتقاة بعناية في خانة الـ"استيتوس" على صفحات
الفيس بوك، هذه هي الوسائل الحديثة بين الفتيان والفتيات لمغازلة بعضهم
البعض.. وكثيرة هي عقود الزواج التي مهدت لها الطريق تلك الوسائل الحديثة؛
ولكن هل يجوز للأزواج أيضا أن يستغلوا تلك نفس الوسائل لمغازلة بعضهم
البعض، أو لحل بعض من الخلافات الزوجية الحادة أو لاستعادة ما تعكر من صفو
العلاقة الزوجية؟.
خلافات حلها الـe-mail
تقول
سميرة:
ابتدعت أنا وصديقاتي طريقة للتواصل مع أزواجنا خصوصا فيما يتعلق
بالطلبات التي نعرف أنها ستتسبب في خلاف بيننا، أو عندما يكون أحدنا غاضب
من الآخر، أو عندما نريد أن نمهد لموضوع يصعب الاتفاق عليه، فعندما تتم
مناقشة المشكلات الكبيرة وجها لوجه يكون هناك شىء من الغضب يظهر في الملامح
وعلو الصوت وكثير من الحركات العصبية التي تزيد الطين بلة، وبالتالي
فعندما يحتدم النقاش وجها لوجه تتفاقم المشكلة بدلا من حلها.. ومن هنا كان
ابتداع فكرة مناقشة الموضوعات "العويصة" عبر رسالة جميلة وكلمات رقيقة
نرسلها بالبريد الإلكتروني، فمن ناحية نتحاشى اللحظات الانفعالية والملامح
الغاضبة ومن ناحية أخرى سيفكر كلانا أثناء كتابة الكلمات ألف مرة قبل أن
يرسلها فيصيغها بشكل أخف وأرق.
تعبر عن ذلك حكاية "عبير"
التي تقول أنها كانت تناقش موضوع مع زوجها قبل نزوله للعمل في الصباح،
واحتدم النقاش بينهما واختلفا، وغضب كل منا من الآخر بشكل كبير.. وجلست في
البيت متضايقة ولا أعرف ماذا أفعل وقد تركني زوجي وذهب للعمل بلا رد نهائي
أو قرار قد يريحني، وعندما جلست وفكرت قلت لنفسي سأرسل لها رسالة أو بريدا
على الميل، وبالفعل كتبت الرسالة وكلي غضب وأخرجت بها كل انفعالاتي.. ولكني
بدلا من إرسالها لزوجي أرسلتها لنفسي.. وأعدت قراءتها فوجدت أنني بالفعل
كتبت كلمات صعبة، وقلت في نفسي: كان من الممكن أن أكتب كلمات أفضل من ذلك،
حتى لا يرد علي زوجي بدوره بكلمات غاضبة لا تريحني، وبالفعل قمت بصياغة
رسالة أخرى بعناية كبيرة مستخدمة فيها بعض الكلمات الجميلة التي أذكره فيها
بعلاقاتنا وحبنا القديم.. وما كان من زوجي إلا أن رد علي برسالة أكثر
رومانسية وتم حل المشكلة بهدوء والحمد لله.
تقول مها -24
سنة ومتزوجة منذ عامين-:
أنزل أنا وزوجي صباحا باكرا للعمل، هو يذهب لمكان
وأنا أذهب لمكان آخر تماما.. وبمجرد دخولي للعمل أضحك مع صديقاتي وألهو
وأعمل فقد نمت جيدا وأكون بعدها في أوج تألقي، وعندما أعود للمنزل أكون في
غاية التعب والإجهاد فلا أتحمل طلبات زوجي، ولا أستطيع الضحك معه مثل
صديقاتي لأنني أكون استنفذت كل طاقتي، وهذا أشعرني بكثير من الذنب، مما
جعلني كل يوم صباحا أقوم بكتابة رسالة طويلة جميل مليئة بمشاعر الحب
والسعادة وأرسلها له بالبريد الإلكتروني، ومنذ فعلت ذلك وقد أحبني زوجي
أكثر وقلت الخلافات بيننا بشكل كبير جدا.
الحب بالـsms
تقول
نهال 30 عاما:
أقوم باستخدام رسائل الموبايل كثيرا بيني وبين زوجي، فكلما
شعرت بالسعادة أو الضيق لجأت لكتابة رسالة أعبر فيها له عن شعوري الآن حتى
أجعله يتماهى معي ومع مشاعري بما يجعله قريبا قربا شديدا مني، وعندما يعود
من العمل آخر اليوم يكون متعاطفا معي ومع ما مررت به خلال اليوم، فلا يفاجأ
بضيقي أو غضبي.. وفي نفس الوقت أكون قد فرغت الشحنة السلبية التي بداخلي
قبل عودته بالمنزل.
وتعلق د.دعاء راجح - على هذا الشكل من التواصل فتقول:
إن وسائل
الاتصال الحديثة تلعب دورا هاما فى تنمية أساليب التواصل الاجتماعى بأشكاله
المختلفة، وكما ساهمت هذه الوسائل في إنشاء علاقات حب أو علاقات صداقة،
وفي إنشاء تجمعات تحمل أفكارا متشابهة والتي كان لها الفضل في إشعال شرارة
الثورات العربية، فأعتقد تماما أن استغلال مثل هذه الوسائل بشكل سليم وفعال
يمكن أن يساهم في إحداث ثورات مماثلة داخل إطار العلاقة الزوجية.
تقول
راجح:
العلاقة الزوجية كأي علاقة إنسانية تتأثر بالحالة النفسية والحالة
المجتمعية المحيطة لطرفيها فنجدها بين مد وجزر، بين هبوط وارتفاع، بين شد
وجذب، فكيف يمكن استغلال التكنولوجيا الحديثة في تضييق فترات الجزر والهبوط
والشد:
أولا: ساعدت وسائل التواصل والشبكات الاجتماعية
على إخراج مشاعر الإنسان في اليوم واللحظة التى يعيشها الآن؛ فكثيرا ما نرى
على صفحات التواصل الاجتماعي من يكتب عن مشاعره وأحاسيسه اليومية، وهذا
ساهم إلى حد كبير في تنمية القدرة على التعبير عن المشاعر والتي كان يصعب
التعبير عنها بشكل مباشر.
هذا الأمر يعتبر تنفيسا عما
يعتمل الفرد من أحاسيس سلبية، وتجعله يتعرف على أسبابها الحقيقية وفي نفس
الوقت فإنه يحظى بالتعاطف الذي يحتاجه من أصدقائه وأحبابه على صفحته بشكل
قد يهدئ من حدة هذه المشاعر.
ثانيا: عندما يكون الطرف
الآخر هو المتسبب في هذه المشاعر فيمكن استغلال الوسائل الحديثة بعدة طرق،
وهي ما يستغله هواة اللعب بمشاعر الآخرين للإيقاع بفريستهم، فلماذا لا
نستغل مثل هذه الوسائل في الحلال، فهناك تجارب إيجابية عديدة تؤكد هذا
الدور الفعال للتكنولوجيا الحديثة.
الخداع الحلال
وتحكي
راجح بعض هذه التجارب الإيجابية فتقول:
إحدى الصديقات حكت لي عن تجربة
خاضتها مع زوجها المدمن للشات الرومانسي على الكمبيوتر، فقد قامت بعمل حساب
جديد باسم مستعار وتواصلت مع زوجها عبره وسمعت منه من الكلمات والمشاعر ما
كانت تتمناه، وشكواه من زوجته (التى هي من تخاطبه حقيقة)، وكان هذا بداية
التغيير الحقيقي لها والإحساس بمعاناته التي لم تكن تعلمها، وبالتدريج
استطاعت أن تجذب زوجها إليها مرة أخرى وتعالجه من مرضه المزمن.
تجربة
أخرى تحكيها زوجة متوسطة التعليم،
كانت زوجة لطبيب ناجح ومشهور وكانت
تعاني من الصمت الزوجى الهادم، فاستطاعت من خلال شبكة الإنترنت أن تتعلم
بعض المعلومات الطبية والتي كانت بداية لفتح حوار بينهما تواصل بشكل ناجح
وفعال.
وتتابع راجح قائلة: لا يخفى على أحد دور الإنترنت
كذلك في تعلم فنون الحياة الزوجية السعيدة وأساليب التواصل مع الطرف الآخر
والبحث عن أي حلول للمشاكل الحياتية المختلفة وتعلم فنون تدبير المنزل
وإدارة البيت.