قال مردخاى كيدار، أستاذ دراسات الشرق الأوسط بجامعة بار أيلان: إن العلاقات الحميمة بين حركة حماس والحكومة المصرية قامت على أساس الكراهية المشتركة للرئيس السابق حسنى مبارك والحاشية التى كانت حوله، التى كانت على علاقات قوية مع تل أبيب.
وأضاف كيدار فى مقاله له بصحيفة "يسرائيل هيوم" حمل عنوان "سمن على عسل بين حماس ومصر"، أن هناك عاملا مشتركا آخر بين الحركة والدولة المصرية، يتمثل فى كراهية إسرائيل، حيث تشعر مصر بالضيق الشديد من تصدير الغاز بسعر رخيص، واعتقال وقتل إسرائيل لكوادر حماس فى غزة.
وأشار كيدار إلى أن مما ساعد على التقارب هذا أيضا، هو ظهور جماعة الإخوان المسلمين فى المشهد السياسى المصرى وإعطاء هذا الظهور الشرعية من خلال تأسيس حزب سياسى لهم، وتأثيرهم على الحكومة المصرية الجديدة.
وأكد كيدار على أن التيار الإسلامى السياسى المتطرف أصبح يمثل ركنا أساسيا فى السياسة المستقبلبة لكلا من مصر وفلسطين وسوريا والأردن وفى أى مكان يوجد به مسلمون، مما يؤثر بطبيعة الحال على إسرائيل.
وأوضح كيدار أن التقارب بين مصر وحماس سبقه تقارب مع إيران بدأ عندما سمحت الحكومة بمرور سفينتين حربيتين عبر قناة السويس إلى سوريا، وإعلان وزير الخارجية أن القاهرة على استعداد تقوية العلاقات مع طهران.
وفى المقابل تنادى أصوات مصرية بقطع العلاقات مع تل أبيب وتخفيض التمثيل الدبلوماسى الإسرائيلى، وإلغاء اتفاقية الغاز بل واتفاقية كامب ديفيد من خلال استطلاع الرأى، الذى نشر الأسبوع الماضى وأوضح أن نصف المصريين يرغبون فى إلغاء الاتفاقية.
واختتم الكاتب مقاله بأن اتفاق المصالحة بين حركتى فتح وحماس فى القاهرة بمثابة رسالة شكر من قبل حماس للحكومة المصرية على تغيير اتجاهها السياسى، والقرب من إيران والبعد عن إسرائيل.