كشفت صفية، ابنة زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن، الذي أعلنت واشنطن مقتله في عملية عسكرية أمريكية بباكستان، أن قوات أمريكية خاصة أسرت والدها حيا قبل أن تقتله برصاصة في رأسه من مسافة قريبة أمام أفراد أسرته"، وذلك فيما رفض الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، نشر صور لجثة بن لادن رغم الضغوط التي يتعرض لها من جانب الرأي العام الدولي لنشرها.
وقالت صفية بن لادن، 12 عاما، التي نجت من العملية التي قتل فيها زعيم تنظيم القاعدة، للمحققين الباكستانيين: "شاهدت الأميركيين يأسرون أبي حيا.. ثم أطلقوا النار عليه من مسافة قريبة في غرفة بالطابق الأرضي"... بحسب ما نشرته صحيفة "ديلي تليجراف" البريطانية الأربعاء 4-5-2011.
وأضافت صفية: "شهدت مصرع أبي على أيدي القوات الأمريكية الخاصة في أبوت أباد".
وأضافت الصحيفة أن "الطفلة موجودة حاليا مع أفراد عائلة بن لادن الآخرين في أيدي الاستخبارات الباكستانية، وأن محققين أمريكيين يجرون تحقيقات معهم".
وأشارت مصادر صحفية أن السلطات الباكستانية قالت إن "اثنتين من بنات بن لادن، هما أمان 22 عاما، ومريم 26 عاما، أصيبتا إصابات طفيفة خلال العملية. وقد قدمت للفتاتين الرعاية الطبية وتم نقلهما إلى موقع آمن".
أما عن زوجة بن لادن التي أصيبت خلال العملية، فكشفت خلال التحقيقات التي تجريها معها السلطات الباكستانية بعد إلقاء القبض عليها، إن اسمها هو "أمال أحمد أبو الفتح، وإنها من أصل يمني"
وتعرضت أمال لإصابات طفيفة، وأغشي عليها خلال العملية التي قامت بها القوات الأمريكية الخاصة، والتي أطلق عليها الإعلام الأمريكي، اسم "جيرونيمو"، في إشارة إلى زعيم من زعماء الهنود الحمر في القرن التاسع عشر.
وقال مسئول بارز بالحكومة الباكستانية "إن باكستان قدمت كل الرعاية الطبية اللازمة لهن في أفضل المنشآت الطبية المتوافرة".
و أعلنت الحكومة الباكستانية، في وقت سابق، أنها ستقوم بترحيل أفراد عائلة أسامة بن لادن إلى بلدانهم الأصلية، إلا أن مسئولا باكستانيا أشار إلى صعوبة تنفيذ مثل هذا الأمر، وخاصة أن معظم أفراد عائلة زعيم تنظيم القاعدة لا يملكون أي وثائق سفر.
و ذكر مصدر في الكونجرس الأميركي أن "أسامة بن لادن، عثر في ملابسه على 500 يورو نقدا، بالإضافة إلى رقمين تليفونيين".
وأسفرت عملية "جيرونيمو" عن أربعة قتلى في المجمع السكني بعد انتهاء العملية، غير أن هوية القتلى لم تحدد بعد، على الرغم من التخمينات بأنهم من الحراس الشخصيين لأسامة بن لادن، ورسوله الشخصي الذي قاد الاستخبارات الأميركية إلى المجمع، وابنه ، والأخير تم تحديد هويته، وهو إبراهيم بن زعيم تنظيم القاعدة ، 21 عاما.
وخلال العملية التي شنتها القوات الأميركية في أبوت آباد، كانت هناك عائلة باكستانية تقيم في المجمع السكني، لكن مصير هذه الأسرة لا يزال مجهولا.
ويشار إلى أن ملكية المجمع السكني الذي كان يقيم فيه بن لادن تعود إلى محمد أرشاد خان، باكستاني عمره 45 عاما، والذي كان يعيش داخل المجمع مع زوجته وأبنائه الثلاثة.
رفض نشر الصور
وفي نفس السياق ، ورغم الضغوط التي يتعرض لها الرئيس الأمريكي باراك أوباما، من جانب بعض مساعديه، أعلن الأخير رفضه نشر صور بن لادن وهو قتيل "لأنها يمكن أن تثير أعمال عنف وتستخدم كوسيلة دعائية من جانب تنظيم القاعدة" على حد قوله.
وقال أوباما الأربعاء لبرنامج "60 دقيقة" بقناة تلفزيون "سي.بي.إس" الأمريكية": "اعتقد أنه نظرا لما تحتويه تلك الصور من مشاهد صعبة فإنها سوف تسبب بعض المخاطر على الأمن القومي".. بحسب "رويترز".
وأضاف: "من المهم بالنسبة لنا ضمان ألا يجري تناقل صور لشخص مشوه أطلق عليه الرصاص في الرأس كوسيلة للتحريض على مزيد من العنف أو كوسيلة دعائية.. لسنا من يفعل ذلك".
وعن بعض الشكوك التي تحدثت في العالم من أن الولايات المتحدة تكذب بشأن قتل بن لادن، رد أوباما بالقول "نراقب رد الفعل في أنحاء العالم، لا شك في أن بن لادن مات".
"أجرينا تحليلا للحمض النووي، ولذلك لا يساورنا شك في أننا قتلنا أسامة بن لادن..لن تروا بن لادن يسير على هذه الأرض مرة أخرى".
وأعلنت إدارة أوباما أنها ستدرس ما إذا كانت ستنشر صور بن لادن بعد مقتله في غارة أمريكية على مجمعه في باكستان هذا الأسبوع، وقال الرئيس إنه ومستشاريه اتفقوا على أنه ينبغي عدم نشر الصور.
وعزا جاي كارني المتحدث باسم البيت الابيض يوم الثلاثاء المعلومات غير الصحيحة في بادئ الأمر عن ملابسات عملية مقتل بن لادن في مجمعه ببلدة أبوت أباد إلى "ضباب الحرب".
وفي رده على أن قتل زعيم القاعدة وهو أعزل يعد غير قانوني قال وزير العدل الأمريكي، إريك هولدر: "إن رجال الكوماندوز الذين داهموا مخبأ بن لادن تصرفوا دفاعا عن النفس".
وأثار قتل زعيم القاعدة وهو أعزل مخاوف، خاصة في أوروبا، من أن تكون الولايات المتحدة تجاوزت الحدود حين تصرفت كشرطي وقاض، ونفذت حكم الإعدام في أبرز الرجال المطلوبين في العالم.
لكن في الولايات المتحدة قوبل مقتل بن لادن باحتفالات في الشوارع، وأظهر استطلاع للرأي عن صورة الرئيس الأمريكي بعد مقتل بن لادن، تحسنا كبيرا في صورة أوباما كمحارب للإرهاب عند الأمريكيين.