رفضت عدة حركات شبابية في بيانات شديدة اللهجة احتمال اختيار السفير المصري السابق في واشنطن، نبيل فهمي، وزيرا للخارجية خلفا لنبيل العربي أمين عام الجامعة العربية الجديد، مؤكدين أنه أحد رجال النظام المخلوع ومن المقربين من واشنطن واللوبي الصهيوني فيها.
جاء ذلك في الوقت الذي تردد فيه أسماء بديلة، بعضها تقليدي من داخل الوزارة، وبعضها غير تقليدي مثل المتحدث السابق باسم الأزهر، رفاعة الطهطاوي، والمفكر الإسلامي الدكتور سليم العوا والباحث عمرو الحمزاوي.
وفي بيان قالت "الجبهة الحرة للتغيير السلمى
" إن الجبهة "تلقت نبأ سحب الحكومة المصرية ترشيح مصطفى الفقى على منصب أمين عام جامعة الدول العربية ونجاح انتخاب وزير خارجية مصر السفير نبيل العربى بالإجماع بمزيد من الترحاب والسرور.. واستكمالاً للمسيرة الوطنية نحو الانتقال الديمقراطي فى مصر (...) ندعو المجلس العسكري الأعلى والحكومة المصرية إلى تعيين السفير محمد رفاعة الطهطاوى المتحدث الرسمى باسم الازهر وزيراً للخارجية، رافضين من جانبنا نوايا ترشيح سفير مبارك فى واشنطن نبيل فهمى للخارجية المصرية" .
وبرر بلال دياب، المسئول الإعلامى للجبهة، هذا الموقف
بأن تعيين الطهطاوى وزيرا للخارجية
"تمثيلا لمصر الثورة، واحتواء للرأى العام الداخلى المحتقن فى هذه اللحظات الحرجة..
ومن غير المعقول أن يصبح ممول و منظم مظاهرات التأييد للطاغية مبارك فى حديقة البيت الأبيض السفير نبيل فهمى هو وزير خارجية حكومة الثورة".
والطهطاوي حظي بشعبية خلال أيام الاعتصام في ميدان التحرير قبل تنحي الرئيس حسني مبارك لأنه أعلن صراحة موقفه المؤيد للثورة، وقدم استقالته لشيخ الأزهر حتى لا يسبب له حرجا، ونزل إلى الميدان معتصما مع ملايين المصريين.
كما حظي وزير الخارجية نبيل العربي بشعبية واسعة بسبب حجم الإنجازات التي حققها خلال شهرين وفشل النظام السابق في تحقيقها خلال سنوات طوال، ومنها تحقيق المصالحة بين حركتي فتح وحماس، ولحلحة العلاقات مع إيران، واستخدامه لهجة تتلامس مع الرأي العام في مخاطبة أمريكا وإسرائيل.
دعوة شرف للتشاور
ومن جانبها أعلنت حركة شباب 6 أبريل استياءها
"من الأنباء التي تناقلتها بعض وسائل الإعلام المصرية، وكذلك بعض الدوائر الدبلوماسية من أن المجلس العسكري يخطط ﻷن يكون المدعو نبيل فهمي، سفير مصر في أمريكا، هو وزير الخارجية المصري الجديد.. وتعلن الحركة رفضها الكامل ﻷن يتولي المدعو نبيل فهمي هذا المنصب بعد الجهد المشرف الذي قام به السيد نبيل العربي، وإحساسنا بالفخر بتولية منصب وزير الخارجية، بعد أعوام من شعورنا بالذل من تولي المدعو أحمد أبو الغيط هذا المنصب".
وبررت الحركة أيضا رفضها لفهمي بقولها:
"نبيل فهمي لمن لا يعرفه، هو سفير مصر في أمريكا في عهد المخلوع حسني مبارك وأحد رجاله الأوفياء في أمريكا، وكذلك هو متورط في عمليات تجسس علي النشطاء المصريين أثناء تواجدهم في أمريكا، وهو كذلك متهم بطرد العديد من النشطاء المصريين من داخل السفارة المصرية، وكذلك أحد المدافعين عن نظام مبارك في أمريكا بشكل كامل، إضافة أيضا إلي قربة من اللوبي الصهيوني في أمريكا "إيباك" وعمله الدائم والتنسيق معهم دائما".
وأكدت الحركة أنها ستقاوم تعيين فهمي على رأس وزارة الخارجية "التي هي من أهم الوزارات التي لمستها بحق الثورة المصرية، ولن نسمح له بتولي هذا المنصب أبدا، داعية رئيس الوزراء الدكتور عصام شرف للتشاور مع الشباب والقوى الوطنية حول تسمية وزير الخارجية القادم.
بدائل تقليدية وشبابية
وداخل وخارج أروقة وزارة الخارجية المصرية وعلى صفحات الصحف وموقع "فيس بوك" تتوالى التكهنات والأمنيات حول وزير الخارجية المقبل، ما بين شخصيات لها باع في العمل الدبلوماسي التقليدي داخل الوزارة، وبين شخصيات لم تلتحق بها يوما ولكن يرى مرشحوها أن لها رؤية ومواقف تستطيع بها أن تقدم صورة مشرفة لمصر مع العالم الخارجي.
من أوائل الأسماء الدبلوماسية التقليدية المثارة السفير نبيل فهمي، سفير مصر السابق لدى الولايات المتحدة، والسفير محمد العرابي، سفير مصر السابق لدى ألمانيا، والسفير سامح شكري، سفير مصر الحالي في أمريكا، والسفير ماجد عبد الفتاح مندوب مصر في الأمم المتحدة، والدكتورة مشيرة خطاب وزيرة الأسرة والسكان سابقا.
لكن فهمي وشكري وعبد الفتاح وخطاب تدور حولهم علامات استفهام لعلاقتهم بالنظام المخلوع.
وأطلق عدد من الشباب صفحة بعنوان
"ضد نبيل فهمى المرشح لوزارة الخارجية"،
رشحوا فيها المفكر الإسلامي الدكتور محمد سليم العوا بديلا لخلافة نبيل العربي، وكذلك الكاتب الصحفي الدكتور عمرو حمزاوي؛ تقديرا لدورهما في دعم ثورة 25 يناير والمشاركة الفاعلة فيها، وكذلك لما يمتلكانه من رؤية ومواقف قوية تصب في صالح استقلال القرار المصري على حد رأيهم.