تخيل نفسك على ارتفاع 30 ألف قدم فوق سطح الأرض، وقادرا على رؤية النجوم في السماء وأنت على متن طائرة شفافة. هذا الخيال قد يصبح حقيقة بعد 40 عاما، وفقا لشركة إيرباص للطائرات.
فقد كشفت إيرباص أنه سيتاح للمسافرين بالجو في المستقبل مشاهدة الرحلة، ليس عبر النافذة فحسب، بل من كافة الجهات إذ ستكون طائرة المستقبل شفافة، وهو أمر قد يبدو مخيفاً لمن يعانون من رهبة الطيران، ومن الأفضل لهم عصب أعينهم لدى إقلاع وهبوط الطائرة.
وقد أعلنت ايرباص عن تجربتها الجديدة في الطيران بباريس منذ يومين، وذلك قبل أسبوع واحد من انطلاق معرض (لو بروجيت) للطيران بالعاصمة الفرنسية، حسبما ذكرت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية.
طائرة صديقة للبيئة
ويعد مشروع الطائرة الشفافة جزءً من رؤية إيرباص الجديدة والتي تحمل عنوان "رؤية طيران جديدة لعام 2050"، ويستقي مفاهيمه من الطبيعة، إذ أن الطائرات ستكون مصنعة من مواد تم إعادة تدويرها مائة في المائة، ومواد أخرى من أنسجة النباتات، وستكون قادرة على توظيف حرارة أجساد المسافرين في تشغيل بعض أجزاء الطائرة.
وأضافت إيرباص أن هيكل الطائرة سيكون مشابها لجسد الطائر، والذي يساعده على توليد القوة اللازمة للطيران.
وسيتم تغليف الطائرة بمواد يمكن أن تصبح شفافة حتى يتمكن المسافرون من مشاهدة الفضاء الخارجي.
وأوضحت الشركة بان 90 في المائة من البحوث المجموعة السنوية التي تبلغ قيمتها اثنين مليار يورو توجه إلى أبحاث البيئة والحفاظ عليها.
وأشارت إلى ان زوار معرض الطيران الدولي (لو بروجيت) سيتمكنون من الاطلاع على الخبرات المستقبلة لطائرة الايرباص حيث سيتم عرض فيلم (القبة السماوية 360) وهو يحتوى على التحولات في مجال النقل الجوي من الان وحتى منتصف القرن الحالي حيث لا يركز الفيلم على تصاميم الطائرات والابتكارات بل يتناول ايضا توقعات الركاب.
تصميمات متنوعة
وكشفت إيرباص أن الأجواء الداخلية للطائرة الشفافة هي التي ستحصد الأرباح لشركات الطيران، فبدلا من درجات الطيران المختلفة، كالاقتصادية ودرجة رجال الأعمال والدرجة الأولى، سيكون هناك مناطق بتصاميم متنوعة.
فسيكون هناك مثلا "المنطقة الحيوية"، التي تتميز بالراحة، والإضاءة القمرية، والروائح المعطرة، وجلسات العلاج الجسدية. أما "منطقة التكنولوجيا"، فيمكن للركاب من خلالها البقاء على اتصال مستمر بالإنترنت، بينما يمكن لعب الغولف فيما يعرف بـ "منطقة التفاعل".
يذكر أن طائرات ايرباص A380 تحتوي حاليا على أسرة للنوم، وغرف للاستحمام، وخصائص جديدة تجعل من تجربة الطيران تجربة ممتعة ومتميزة.
لكن طائرات المستقبل ستحتوى على مناطق مخصصة للاستلقاء والاستجمام وأخرى للعمل وبارات للتسامر، كما أن أجهزة التسلية والألعاب ستتزود بالطاقة من حرارة أجسام المسافرين، كما أن التقنيات المتوفرة قد تتيح للمسافرين قراءة قصص النوم على أبنائهم في منازلهم.