سفيان التونسى عضو متقدم
عدد المساهمات : 39 تاريخ التسجيل : 06/06/2010
| موضوع: من أدب الأسلام// الانشغال بعيوبك عن عيوب الناس الأحد يوليو 03, 2011 7:40 pm | |
|
إن من أخطر الأمراض القلبية التي يُصاب بها العبدُ أن يرضى عن نفسه، ويرى كمالات نفسه، ويغفل عن عيوبه، مع أنه لا يخلو إنسان من نقص وعيب وذنب وخطيئة. وإذا أراد الله بعبده خيراً صرفه إلى الاعتناء بعيوب نفسه، ومحاولة إصلاحها، فتجده دائماً منشغلاً بنفسه، حريصاً على تزكيتها. وكم هو قبيح أن ينسى الإنسان عيوب نفسه، وينظر في عيوب إخوانه بمنظار مُـكـبِّـر!! وقد نوه بذلك رسول الله -صلى الله عليه وسلم فقال: " يبصر أحدكم القـذاة في عين أخيه وينسى الجذل أو الجذع في عين نفسه " رواه البخاري
في الأدب المفرد مرفوعاً وموقوفاً ، وصحح الألباني وقفـه على أبي هريرة، والقذاة ما يقع في العين من غبار وغيره فيؤذيها . والجـذل الخشبـة العالية الكبيرة. ومن المعلوم أن الانشغال بعيوب الآخرين والغفلة عن عيوب النفس سبب للانتكاس؛
فقد قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: " إذا قال الرجل هلك الناس فهو أَهلكـُهُمْ " رواه مسلم. وعيب الآخرين كثيراً ما يكون نابعاً عن الرضى عن النفس والإعجاب بها، بل والكبر والعياذ بالله، فإن " الكبر بطر الحق وغمط الناس " رواه مسلم و"بحسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم" رواه مسلم. فما أكثر ما ننشغل بعيوب الناس، ناسين أو متناسين أموراً مهمة: أولها: أنهم بشر مثلنا، وأنهم يصيبون ويخطئون. الثاني: أننا مُـلئنا عيوباً لو انشغلنا بها وبإصلاحها لانشغلنا عن عيوب الناس. الثالث: أن من تتبّع عورات الناس تتبّع الله عورته. يقول الشافعي رحمه الله: إذا شئت أن تحيا سليماً من الأذى .. ودينك موفور وعرضك صيّن لسانك لا تذكر به عورة امرئ .. فكلّـك عورات وللناس ألسـن وعينك إن أبدت إليك معايباً .. فدعها وقل: يا عين للناس أعينُ وعاشر بمعروف وسامح من اعتدى .. وفارق ولكن بالتي هي أحسنُ
| |
|