مصر تحتاج عقلية اقتصادية فشطارة الحكومة ليست في إطعام الشعب بل في تشغيله ليقوموا هم بإطعام أنفسهم هكذا يرى د. مصطفى السيد أستاذ الكيمياء بجامعة جورجيا الأمريكية للتكنولوجيا دور الحكومة في الفترة الحالية في حوار لجريدة الأخبار أجرته الأستاذة غادة زين العابدين
فمنذ الثورة وحتى الآن زار الدكتور مصطفى السيد مصر ثلاث مرات وفي كل مرة تزداد سعادته لشعوره بالاهتمام بالعلم والعلماء فهناك على حد قوله مشروعات علمية ظهرت على الساحة، والشباب أصبح أكثر تفاؤلا.
العلم في المقام الأول
وبسؤاله عن مشاركته في مشروع دكتور زويل أعرب عن فرحته بهذا الصرح العلمي الذي سيعطي المصريين دفعة روحية وشعورا بالتغيير وسيمنحهم أملا في المستقبل. حيث يستهدف المشروع رعاية النابهين وتوفير بيئة مناسبة تساعدهم في إطلاق إبداعهم.
وأكد على ضرورة الاهتمام بالتعليم في مراحله الأولى فهذه هي أهم مرحلة للطفل، وحينما كان أولادي صغارا كانت زوجتي رحمها الله تشجعهم على الاشتراك في متحف علمي يقدم تجارب علمية للأطفال، مما جعلهم جميعا يرتبطون بالعلم ويعملون به بعدما كبروا.
وتعجب السيد من إدعاء النظام السابق عدم وجود أموال للبحث العلمي رغم أهميته، فالبحث العلمي ليس رفاهية بل هو الأمل الوحيد في تحسين الاقتصاد وزيادة الدخل ورفع مستوي المعيشة، واوباما على سبيل المثال حريص على زيادة تمويل البحث العلمي سنويا، ولا يتردد في الاقتطاع من أي ميزانية أخري لصالح البحث العلمي ودائما ما يقول أن البحث العلمي هو الذي طور اقتصادنا وساعدنا في اقتحام مجالات صناعية أغرقتنا بالأموال، ولذلك فلابد أن نشجع عمل العقول ونمول الأبحاث التي تخدم المجتمع.
روشتة الإصلاح الاقتصادي
وتمنى دكتور السيد أن تستفيد مصر من التجربة الصينية في الاقتصاد، فالصين على حد قوله كانت لديها مشكلة سكانية مثلنا، وكان الشعب فقيرا يركب الدراجات وكان عدد السيارات قليلا جدا والآن أصبحت الصين من أغني بلاد العالم لدرجة أنهم يقرضون أمريكا.
ويوضح سر نجاح التوليفة الصينية في اعتمدها على أمرين:
الأول: الأيدي العاملة الرخيصة جدا
والثاني: توجيه هذه الأيدي لتصنيع ما يحتاجه العالم
وقد ركزوا علي شيئين لعب الأطفال والملابس. وقد أصبح 85٪ من لعب الأطفال يتم تصنيعها في الصين. أما الملابس فقد اخذوا الماركات العالمية وقلدوها بجودة عالية ثم طرحوها بسعر ارخص.
ومن خلال التجربة الصينية اقترح أن نبدأ بالصناعات الصغيرة؛ لأنها غير مكلفة وعائدها سريع بشرط أن يكون العالم في احتياج لها، أما الشرط الآخر فهو ضرورة الالتزام بالجودة لأننا للأسف في مصر مازلنا نفتقد للجودة والإتقان.
التعاون العربي
وطالب السيد بضرورة وجود تعاونا عربيا فمصر لديها الأيدي العاملة الرخيصة وبعض الدول لديها أموال، والتعاون بيننا يمكن أن يثمر خيرا كبيرا للطرفين، وفرصتنا الآن أن سعر الأيدي العاملة في الصين بدأ يرتفع وبدأت تستورد أيدي عاملة، ونحن نستطيع تشغيل الأيدي العاملة الرخيصة فيما تحتاجه دول العالم.
وأخيرا يعد الدكتور لورشة عمل ضخمة ستعقد في مصر بتنظيم وتمويل مؤسسة العلوم الوطنية في أمريكا، وتدور حول استخدام النانو تكنولوجي لتحويل الشمس إلى طاقة ارخص وأفضل، وقد خصصت المؤسسة خمسين ألف دولار لعقد هذه الورشة بمصر وسيكون هذا مكسبا علميا كبيرا.