محمد أبو نظارة المدير العام
عدد المساهمات : 1748 تاريخ التسجيل : 30/01/2010
| موضوع: ثورة سوريا وأسرار الصمت العربي عنها السبت يوليو 09, 2011 8:56 pm | |
|
سارعت الحكومات العربية لإدانة الزعيم الليبي معمر القذافي في فبراير الماضي حين حاول سحق انتفاضة شعبية بالبنادق الآلية والمدفعية الثقيلة.. والآن يستخدم الرئيس السوري بشار الأسد الدبابات والذخيرة الحية لقمع موجة من الاحتجاجات في الشوارع وسط صمت نسبي من العواصم العربية يكشف الكثير من الخبايا.
وربما تبدو ردود الفعل المتباينة غيرمتسقة فسوريا وليبيا دولتان بوليسيتان وتهكم القذافي على الأنظمة الملكية المحافظة في الخليج بينما أقام الاسد تحالفا مع إيران وساعدها على تمويل جماعة حزب الله الشيعية في لبنان.
ولكن انهيار حكومة الاسد سيوحي بامتداد أثر الانتفاضات التي أطاحت برئيسي تونس ومصر من شمال افريقيا إلى قلب الشرق الاوسط مما يزيد من المخاطر بالنسبة لجيران سوريا.
وقال نبيل عبد الفتاح من مركز الدراسات الاستراتيجية بصحيفة الأهرام المصرية: "سقوط النظام السوري إلى جانب سقوط النظام اليمني سيعني انتقال الثورة لمنطقة قريبة جدا من منطقة الخليج."
ويبدو التخلي عن القذافي أسهل بعدما أحرقت ليبيا جميع الجسور مع الحكومات العربية وحولت اهتمامها للجنوب وأطلق الزعيم الليبي على نفسه لقب ملك ملوك افريقيا.
ولجأت سوريا لمزيج من التدخل المباشر والدبلوماسية الهادئة في تعاملها مع جيرانها لمواجهة تهديدات متعددة في منطقة متقلبة. والنتيجة صعوبة تصور توازن القوي في الشرق الأوسط في المستقبل بدون سوريا يحكمها الأسد.
وقال شادي حامد مديرابحاث في مركز بروكينجز الدوحة "ربما لا يكون الأسد أكثرالزعماء العرب المحبوبين ولكنه شخص يرتبط بعلاقة عمل مع كثيرمن الحكومات العربية وفي بعض الحالات تكون العلاقة وثيقة."
وعلى مدار عقود من الزمن حركت أسرة الأسد الأحداث في المنطقة لصالحها من خلال المزج بين تمويل جماعات متعاطفة معها في الخارج ومعاقبة جماعات أخرى. وأبرز مثال للعبة النفوذ هذه يوجد في لبنان حيث يقول معارضو سوريا إنها تتلاعب بسياسة البلاد لتتسق وأجندتها الخاصة. وتتهم السعودية دمشق بإصدار أمر اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري.
ماذا تعني الإطاحة بالأسد؟ وفي يونيو الماضي، أعرب الأمين العام السابق للجامعة العربية عمرو موسى عن "قلقه" إزاء الاشتباكات في سوريا المستمرة منذ شهور ولكنه أشار لانقسام أعضاء الجامعة التي تضم 22 دولة بشأن معالجة الوضع.
وقالت لاليه خليلي من معهد الدراسات الشرقية والإفريقية في لندن "حتى السعودية التي كانت على خلاف مع سوريا لعقود التزمت الصمت لأن الإطاحة بالأسد تعني انتصارا آخر للشعوب العربية قد يمتد إلى شبه الجزيرة (العربية)."
ومثلما هو الحال في العديد من الدول المجاورة يقود الأسد نظاما شموليا في بلد يضم مزيجا من طوائف دينية وقبلية تمتد عبر الحدود التي وضعت إبان الحقبة الاستعمارية. ومعظم سكان سوريا البالغ عددهم 20 مليون نسمة من السنة ولكن الأسد والكثير من العسكريين البارزين من العلويين. وفي سوريا أيضا مسيحيون وعرب واكراد.
ويقول معارضو الأسد إنه يعتمد بشكل متزايد على القوات العلوية الموالية له والشبيحة (البلطجية) لكبح الاحتجاجات. وبالنسبة لدول مثل السعودية والكويت والأردن فإن ثورة أخرى تطيح بالأسد قد تكون أكثر مما يمكن التغاضي عنه.
وقال عبد الفتاح"قد يعني سقوط النظام السوري انهيارا كاملا للموازين الطائفية والدينية في المنطقة الجنوبية." وربما يشجع جيران سوريا على البقاء على الحياد الخوف من أن ينتهي بهم المقام على الجانب الخاسر.
وكان القذافي قد فقد السيطرة على المنطقة الشرقية بالفعل حين أبدت الجامعة العربية تأييدها لقرار الامم المتحدة تكليف الغرب بقيادة عملية عسكرية لحماية المدنيين.
ويتوقع معارضو الأسد انتفاضة وطنية ما لم توقف الحكومة نزيف الدم، ولكن يبدو أن بعض المحتجين يريدون اصلاحات وليس ثورة فيما لا تظهر دلائل تذكر على تشكيل حكومة إصلاحية.
وفي ليبيا ظهرت قيادة منظمة للمعارضة خلال أيام من اندلاع الانتفاضة ولكن الجماعات المعارضة في سوريا منقسمة بشان خطواتها في المستقبل.
وأدانت حكومات غربية تقودها فرنسا إراقة الدم في سوريا ولكن لم تبد رغبة لتدخل عسكري يقلب الموازين لغير صالح الحكومة.
وقالت خليلي "ترى القوى الغربية أن دور سوريا محوري جدا لاستقرارها وهو في النهاية أهم من الحديث عن التحرر ونشر الديمقراطية. لهذا السبب تلتزم إسرائيل الصمت المطبق."
وجاءت الانتفاضة في ليبيا بعد أسابيع من الثورتين في تونس ومصر وعكست أن مدا ديمقراطيا بدأ يجتاح المنطقة. ووجهت ضربة لهذا الاحساس بحتمية الأمور حين أخمدت البحرين انتفاضة شعبية بمساعدة الجيش السعودي.
وقال حامد من مركز بروكينجز الدوحة "لم يعرف الزعماء العرب يقينا بعد في أي اتجاه تهب الرباح. ربما يجد الأسد سبيلا للبقاء ولا يريدون تقويض العلاقة معه ومن يحيطون به."
| |
|