«يا أهالي العباسية.. المسيرة دي سلمية»
و«كلمة واحدة وغيرها مفيش.. السياسة مش للجيش»
و«يسقط يسقط حكم العسكر.. إحنا الشعب الخط الأحمر»
و«ارجع ارجع على ثكناتك»
بضعة كيلومترات قطعها المتظاهرون في القاهرة سيرا على الأقدام انطلاقا من ميدان التحرير إلى مقر المجلس العسكري قرب ميدان العباسية بغرض تقديم مطالبهم إلي المجلس الأعلى للقوات المسلحة، ولكن حدث مالم يكن يتوقعه المتظاهرين حيث خرجت عليهم مجموعات من البلطجية بالأسلحة البيضاء والحجارة وقنابل المولوتوف ليجبروهم على العودة لميدان التحرير حيث يستكملون اعتصامهم في أسبوعه الرابع سعيا لاستكمال تحقيق أهداف الثورة.
وانطلقت المسيرة فى الرابعة من عصر السبت من ميدان التحرير قاصدة مقر المجلس الأعلى للقوات المسلحة، إلا أنها عندما وصلت إلى ميدان العباسية فوجئ المشاركون فيها بقوات الشرطة العسكرية والصاعقة تغلق الطريق المؤدى إلى شارع روكسي باستخدام المدرعات والأسلاك الشائكة، وفرضت كردونات أمنية لمنع تقدم المسيرة، ليهتف المتظاهرون «هنعدى.. هنعدى».
وردد المتظاهرون هتافات
«يا أهالي العباسية.. المسيرة دي سلمية»،
و«كلمة واحدة وغيرها مفيش.. السياسة مش للجيش»،
و«يسقط يسقط حكم العسكر.. إحنا الشعب الخط الأحمر»،
و«ارجع ارجع على ثكناتك»
مطالبين المجلس العسكري بإعلان جدول زمني واضح لتسليم الحكم إلى سلطة مدنية منتخبة.
ومع استمرار تدفق المتظاهرين، خرج المئات من الشوارع الجانبية يحملون الأسلحة البيضاء وزجاجات المولوتوف والحجارة، وبدأوا فى الاشتباك مع المتظاهرين، فيما شرع أشخاص تمركزوا فوق أسطح البنايات في إلقاء الحجارة على المسيرة، وتبادل الطرفان التراشق بالحجارة مما أسفر عن إصابة 231 بحسب آخر إحصائية لوزارة الصحة.
وأطلقت قوات الأمن المركزي قنابل الغاز المسيل على المتظاهرين لتفريقهم، بينما امتنعت قوات لجيش عن التدخل لوقف الاشتباكات، قبل أن يتمكن المتظاهرون من فتح الطريق الذي أغلقه البلطجية والعودة مرة أخرى إلى ميدان التحرير.
ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن أحد المتظاهرين ويدعي لؤي عمران 40 عاما، إن "البلطجية يطوقوننا وشرطة مكافحة الشغب تقف معهم والجيش لا يحرك ساكنا".
غير أن مسئولا عسكريا أكد للتلفزيون الحكومي أن "قوات الجيش تعاملت بأقصى درجات ضبط النفس مع المتظاهرين، الذين اعتدوا عليها برشقها بالحجارة والزجاجات ولم ترد عليهم".
مشاهد من التحرير
وبعد وصول أنباء عن اشتباكات العباسية زادت حدة غضب معتصمي التحرير من المجلس العسكري الذي وصفوه بأنه لا يختلف كثيرا عن مبارك، وانطلقت الهتافات المناهضة ضده، وحدثت بعض المشادات بين عدد من المعتصمين وعدد من الافراد الذين طالبوهم بفض الاعتصام.
واستقبل المتواجدون في التحرير المصابين العائدين من ميدان العباسية استقبال الأبطال ووضح على اغلبهم الإعياء الشديد، وكان لافتا تزايد الأعداد بشكل كبير في ميدان التحرير بعد عودة متظاهري العباسية، وقد سادت بين متظاهري التحرير حالة من الهلع خوفا من تعرضهم للاعتداء من قبل بلطجية.. بينما قامت المنصات بالمناداة على المعتصمين للقيام بتأمين مداخل ومخارج الميدان.
شهادات
وفى اتصال تليفزيوني مع أحد الفضائيات، ناشد المقدم شرطة محمد عبد النبي الذي كان متواجدا في العباسية أمس، المجلس العسكري، ألا يترك مصر للتخمينات ولا الافتراضات فإذا كانت هناك مستندات تدين حركة كفاية أو 6أبريل تقدم فورا للنائب العام.
وأضاف المقدم -الذي قال أنه في الخدمة وأنه شاهد الأحداث "إن البيان من المجلس العسكري قال إن مظاهرة ستتحرك من التحرير وأشيع أنها ستحمل مولوتوف وسيوف وتم إعلان موعدها، قامت المسيرة واتجهت إلى المجلس العسكري في كوبري القبة أمام الجميع وكان واضح تماما أن المتظاهرين لا يحملون أي شيء معهم، ثم وصلوا إلى مسجد النور بميدان العباسية، وكان الجيش يمنعهم من التقدم وحوصروا أمام كل القنوات الإعلامية ومصر كلها شاهدت (غلطة غير مقصودة طبعا) استمرت ساعة ونص معركة أسفرت عن إصابات بالمئات، ثم تحرك الثوار عائدين إلى التحرير، وأعتقد أنني أمام جريمة تحريض متكاملة الأركان بالركن المادي والمعنوي".
العودة من التحرير
وذكرت بوابة الشروق أن المتظاهرين خلال عودتهم ساروا في الشوراع المظلمة التي امتدت من مدخل ميدان العباسية مرددين هتافات تنادي القصاص، وبإشعال الثورة من جديد لإسقاط نظام لم يسقط بعد، ومنددين بما حدث في العباسية يومي الجمعة والسبت، وسط تعاطف واضح من الأهالي، ونداءات من المتظاهرين بانضمام الشباب من المنازل، حتى تزداد الأعداد.
وما أن اقتربت المسيرة من غمرة، حتى ساد الحذر الشديد بين جميع من شارك في المسيرة، أكثر من مائة شاب وفتاة، يجمعون بعضهم البعض لكي يدخلوا ميدان رمسيس سويا، حتى لا ينفرد مخبرو "أمن الدولة" بهم، وكأنهم لم يعترفوا بأن هذا الجهاز الذي عانوا منه لسنوات تم حله بعد ثورة 25 يناير، التي يؤكدون أنها لم تكتمل بعد.
إدانة
وأدان 18 حزباً وائتلافاً الإعتداءات التي تعرضت لها المسيرة السلمية التي انطلقت من ميدان التحرير إلي وزارة الدفاع بالعباسية والتي راح ضحيتها عشرات الجرحي والمصابين تحت سمع وبصر اجهزة الأمن الموجودة من شرطة عسكرية وأمن مركزي، وهو ما اعتبرته الأحزاب والائتلافات الموقعة علي البيان مثيرا للشبهات حول مدي وحدود تورط هذه الأجهزة الأمنية في الاعتداءات .
وجاء في البيان أن
"شبهات قوية حول مدي تورط الشرطة العسكرية والأمن المركزي في الاعتداءات الآثمة بموقعة العباسية أعادت إلى الأذهان ذكري موقعة الجمل المشئومة التي تورط فيها عدد من قيادات الحزب الوطني المنحل وكبار مسئولي العهد البائد".
في المقابل، يستعد عدد من القوى الإسلامية لمظاهرة مليونية تدعو للاستقرار وتدعم المجلس العسكري يوم الجمعة المقبل في ميدان التحرير ما أثار مخاوف بحدوث صدامات جديدة خطيرة بينهم وبين المعتصمين في الميدان المعارضين لسياسات المجلس العسكري.
إصابات
وأكدت وزارة الصحة المصرية أن عدد المصابين فى أحداث العباسية وصل إلى 308 مصابين، من بينهم 108 مصابين تم إسعافهم فى موقع الأحداث، وتحويل 100 مصاب إلى مستشفيات عين شمس التخصصى والدمرداش ومنشية البكرى والقبة العسكرى والشرطة بمدينة نصر، مشيرا إلى أن 82 مصابا غادروا المستشفيات، ويبقى حاليا 18 مصابا مازالوا يتلقون العلاج من الكسور والسحجات والاختناقات والجروح القطعية.
أمواج الأندلس 
الرئيسية 
أحدث الصور 
التسجيل 
دخول 
افضل موقع لتعلم الجرافيك 
أضغط وادخل وابحث 
موضوع: من التحرير إلى العباسية كلمة واحدة وغيرها مفيش.. السياسة مش للجيش 
الأحد يوليو 24, 2011 2:58 pm
