لا أعرف إن كان حديثى هذا سيجدي أم أنك لست "معي"، علًني ظالمة وعلًك مثلي تهتف داخل أرجاء قلبك : Any body here!!
هل سيرضيك ما أقول، لا أعرف!!، و لكني ـ كما ستعرفني ـ أطرح دوماً أسئلتي.. فلا تغضب أو ترحل.
ـ هل تعلم الفرق بين كلمة "أنسة"و "عانس" ؟ ..
الأولى تعني الظبية الصغيرة ( غزال صغيرة بعيون واسعة تتطلع للسماء في ليلة مقمرة لاقمة ثدي أمها)
أما الثانية فهي الماء الراكد (و يقصدون بها الماء و قد وقفت حركته بدأ مرحلة التعفن و أستشرت على سطحه الطحالب و من حوله دارت الأفاعي)
فهل صارحت نفسك كيف تراني قبل ان تقترب ؟
ـ هل تعلم أن كلمة "رجل" في قاموس النساء تغوص بين دفتي الحياة صبحاً و مساء بحثا عن هذا الذي - كما كتبت إحداهن يوماً- قد يقاتل كتيبة عند بزوغ الفجر في شمال الكرة الأرضية في حين هى ترقص حافية عند غروب الشمس في أقصى جنوبها وحيدة
فهل جربت خوض الحروب قبل هذه اللحظة ؟
ـ هل تعلم أنكم ـ الرجال ـ "كثر" و قليلون هم الأسوياء الأتقياء الأنقياء النبلاء، فلا تخجل.
ـ هل تعلم أني متحدثة "لبقة" ورقيقة كـ "ورقة"؟
هل تعلم أني أدير الندوات و أقود السيارات وأشارك بالمظاهرات؟ فهل لمثلي لديك فرصة؟.
ـ هل تعلم ان تكرار التجارب الفاشلة يجعل الإقدام على الزواج فكرة تسبح في بحر من الكسل و الملل و الضجر، فهل مثلي تتعجب من كل هذا النشاط الذي تملكه السيدة "الساعة" و عقاربها؟
ـ هل تعلم أني لا أعلم لماذا هى هكذا الحياة أصبح كل شىء فيها يقف على باب المستحيل و يدمع، فلا تتعجب إن لم يفاجئنا الزمن بـ"صدفة لقاء" يصحبها "قدحين شاى" وتبادل للأخبار؟
ـ هل تعلم كم هي مرهقة "نظرة الام" و هى تنتظر أن تشغل بيدها فرحة إبنتها و "طرحة ابنتها"
هل تعلم اني اتمنى لو اقتل السيدات اللاتي يحاصرنها ـ أثناء وقوفها بهذه المحطة المقفرة للانتظار ـ بأسئلتهن الغبية و ضحكاتهن الغبية و أحفادهن اللذين يتمتعون في اغلب الاوقات بنفس النظرة الغبية؟
ـ هل تعلم أن أبي فوق الجميع، و قبل الجميع، وهو لدى "كل" الرجال؟.
ـ هل تعلم أني ألتفت أحياناً منزعجة أبحث عن كف يدي، فدائما ما اعتقدت أنه وقلبي رحلوا مع رحيل من كانوا هنا ـ ملكي ـ ولا أحتاج غيرهم؟..
فهل تعتقد أن لديك ما تقدمه؟.
ـ هل تعلم اني دائماً ما اعتقد انك مختبىء في مكان ما بهذه الغرفة الفارغة؟،
وأنك مثلي تقرأ هذه الجملة الزاعقة التي تطل لي وحدي من بين بياض الجدران و تردد حكمة فاروق جويدة "لا تنتظر أحد.. فلن يأتي أحد"؟،
فهل وقعت معها أنت الآخر يوماً؟.
ـ هل تعلم أني كنت أتمنى الزواج ـ في يوم سحيق بالحياة ـ لأمنح الأمان و الحماية لـ "شخص" من المفترض أنه هو من سياتي ليحميني؟
ـ هل تعلم أني احترمك جدا ..
و رغم هذا لم أعد أعتقد أن الحب عندما يأتي يصنع المعجزات؟
و أن "قوس قزح" لا بد أن يظهر بالسموات ؟
و ان سندريلا أصبحت سعيدة لأنها وجدت من ينتشلها من ليالي الشتات؟
ـ هل تعلم أني هجرت كل قناعاتي الجميلة،
و رغم هذا لا زالت لى ضفيرة؟
ـ هل تعلم أني أصبحت أضحك دون سبب؟
ـ هل تعلم أني أتحدث معك و لا أعرف حقيقة من أنت؟..
فحاول أن تدافع عن نفسك أو تظهر.
ـ و اعلم .. أني ـ صدقاً ـ أشفق عليك مني.. فاحذر.