"مجددا أشعر أن الشيخ الشعرواي رحمه الله ينظر إلينا من جوار ربه ويرسل لنا برسائل تحمي الثورة وتؤيد مسارها وتثبتنا على طريقنا نكتشفها بين الحين والآخر فجأة في دروسه التي ألقاها تحت وطأة حكم مبارك"..
هكذا علق بيومي طه على مقطع فيديو للشيخ محمد الشعراوي رحمه الله (توفي قبل الثورة بأعوام) يقول فيه:
"حينما ترى المجرم يُحاَكم.. لا تنظر إليه وتشفق عليه، بل انظر إلى جريمته"..
وهو ما رآه نشطاء على موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك»
ردا على مؤيدي مبارك الذين يحاولون استثارة تعاطف عموم الشعب معه خاصة بعد حضوره الجلسة الأولى من محاكمته اليوم على سريره.
وسبق لنشطاء الإنترنت تداول مقطع فيديو للشيخ الشعرواي عقب سقوط نظام مبارك يتحدث فيه عن "الثورة" بصفة عامة،
ويقول فيه إن "آفة الثائر من البشر أنه يظل ثائرا طوال حياته"، وطالب الشيخ الشعراوي الثوار بالهدوء والعدالة عقب إسقاط الظلم وعدم المبالغة في عداء فريق ما قائلا: "فالثائر الحق هو الذي يهدم الفساد.. ثم يهدأ ليبني الأمجاد".
وخلال المقطع الجديد يقوم الشيخ الشعراوي بتفسير آية
{وما كان ربك ليهلك القرى بظلم وأهلها مصلحون}،
فقال الشيخ:
"وما كان ربك ليهلك القرى.. أي أهل القرى، «بظلم»، وإنما له أن يهلكهم بعدل، لأن الظالم حينما تأخذه بالعقوبة تكون قد أتعبته، ولكنك أرحت جميع المظلومين.. وهذه هي العدالة".
وتابع قائلا: "ولذلك يجب حين ترى إنسانا يعاقب على جريمة.. إياك أن تأخذك به الرأفة، فلا تنظر إلى نزول العقوبة عليه، ولكن انظر إلى ما فعله سابقا".. وهو ما رآه الناشطون ردا على محاولة البعض إثارة التعاطف مع مبارك رغم جرائمه، بحسب رأيهم.
وفيما رآه الشباب -الذين عبروا عن فرحتهم الغامرة بمحاكمة مبارك- انتقادا لأي تأخير في محاكمة مبارك، أضاف الشيخ: "ومن خطأ التقنينات الوضعية البشرية «التراخي» في إنفاذ الحقوق وفي التقاضي، ولذلك ترى الجريمة تحدث اليوم ولا يحكم فيها إلا بعد 10 سنوات، فتكون قد بهتت بشاعة الجريمة، وبقيت فظاعة العقوبة، في أنهم سيقتلون هذا الرجل الذي سبق أن قتل، ولذلك يجب أن تكون العقوبة مقترنة بالجريمة، حتى يتذكر من يرى العقوبة بشاعة الجريمة فيكونان على ميزان واحد".
وطالبت القوى الوطنية بسرعة محاكمة مبارك ورموز نظامه ، وانتقدت بشدة ما رأته تباطؤا في محاكمته، وهو ما دفع الحكومة للتوصية بتخصيص دائرة لمحاكمتهم وتفريغها لهذه المحاكمات وبثها مباشرة على الهواء.
وتناقل الشباب على مواقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك»، و«تويتر»، تصريحات الشيخ بكثير من الإعجاب والارتياح، مبدين تعجبهم من كلمات الشيخ التي يتم اكتشافها وكأنه يعاصر الثورة ويسقط تفسير الآيات على الواقع الذي يعيشونه.