أهلا ومرحبا بك زائرنا الكريم، إذا كانت هذه زيارتك الأولى للمنتدى، يشرفنا أن تقوم بالتسجيل اذا رغبت بالمشاركة في المنتدى، أما إذا رغبت بقراءة المواضيع فتفضل بزيارة القسم الذي ترغب أدناه
عزيزى الزائر يسعدنا ان تنضم الينا وتلحق بنا
كى تفيد وتستفيد بادر بالتسجيل مع اطيب الامنيات ادارة المنتدا
ورجاء التسجيل باسماء لها دلالية الاحترام
أمواج الأندلس أمواج عربية
أهلا ومرحبا بك زائرنا الكريم، إذا كانت هذه زيارتك الأولى للمنتدى، يشرفنا أن تقوم بالتسجيل اذا رغبت بالمشاركة في المنتدى، أما إذا رغبت بقراءة المواضيع فتفضل بزيارة القسم الذي ترغب أدناه
عزيزى الزائر يسعدنا ان تنضم الينا وتلحق بنا
كى تفيد وتستفيد بادر بالتسجيل مع اطيب الامنيات ادارة المنتدا
ورجاء التسجيل باسماء لها دلالية الاحترام
أمواج الأندلس أمواج عربية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
وطن واحد هدف واحد قلب واحد قلم واحد تلك هى حقيقة أمواج الاندلس
قصص رمضانيه (( حكايات ساعة الإفطار )) الكاتب أبراهيم عبد المجيد
كاتب الموضوع
رسالة
عامل صيانة فى عقلى وسام الاندلس
عدد المساهمات : 35 تاريخ التسجيل : 16/05/2011
موضوع: قصص رمضانيه (( حكايات ساعة الإفطار )) الكاتب أبراهيم عبد المجيد الخميس أغسطس 04, 2011 10:57 pm
الحلقة الاولى رسائل من الجنه
وجرت خارجة وخلفها رقية فوجدتا الأب جالسا فى مكانه زائغ النظرات والمصحف أمامه فوق الحامل مفتوح وفوقه مظروف أبيض شاهق البياض يشير إليه فى رعب.
فى الخارج انفتحت نوافذ كل البيوت التى انتشر فيها العطر فجأة ولم يعرف أحد مصدره حتى زاد فخرج الناس جميعا يرون الزهور تسبح أمامهم ويرونها من بعيد تخرج من نافذة أبو مصطفي.
بعد قليل أشعل الناس تليفزيوناتهم فرأوها قد غيرت برامحها كلها ولا كلام لها إلا عن رائحة المسك العتيق التى ملأت كل البلاد.. وفى الصباح كان حديث الصحف عن هذه الظاهرة الغريبة.
جلس الأب فى الصالة يقرأ القرآن فى صمت.. وضع أمامه حاملا من الخشب فوقه المصحف.. الحامل من خشب الورد.. معشق بالصدف الذى يشكل رسومات دقيقة لطيور تسبح فى الفضاء ورثه من العصور الوسطى أبا عن جد وكان صانعه قد ضمخه بعطر الكافور الذى لم يتلاش مع الزمن، كانت هناك نصف ساعة باقية على مدفع الإفطار، وفى المطبخ كانت الأم والابنة يجهزان الطعام والشراب الذى سينقلانه إلى الصالة بعد قليل، كان فى المطبخ راديو صغير ينساب منه صوت الشيخ محمد رفعت يملأ الفضاء بالرضا.
لكن الابنة رأت دمعا يتسلل من عينى الأم التى راحت تمسحه براحت يدها، لم تتحمل الابنة وهتفت: - ماما. ثم انفجرت باكية وانهارت على مقعد صغير، تماسكت الأم واقتربت من الابنة ووضعت رأسها على صدرها وراحت تمسح عليها براحتيها وتقول: - خلاص يارقية، حقك عليا، ماتعيطيش ياحبيبتى أخوكى فى أحسن مكان عند ربنا. لكن الابنة انفجرت فى البكاء أكثر. - بلاش بابا يسمعك يارقية، بابا مش مستحمل ياحبيبتى يعلم الله حالته إيه دلوقتى فى أول يوم رمضان وأخوكى مش معانا.
رفعت الابنة رأسها وقالت باكية: - ليه كده ياماما.. أخويا كان جميل أوى. - حكمة ربنا يارقية، ربنا سبحانه وتعالى هو اللى بيختار، اختار الشباب الحلوين كلهم، فاكرة صورهم، كلهم بيضحكوا مبسوطين، دول رايحين الجنة يارقية.
- لكن أنت مش قادرة تنسى ياماما وفى المدرسة بتكتبى كل يوم على السبورة تاريخ اليوم 28 يناير 2011، أيوة "مس هبة" زميلتك قالت لى كده وكانت بتعيط علشانك. وقبل أن ترد الأم سمعا الأب يهتف من الخارج بصوت عال: - يارقية، يا أم رقية.
هتفت الأم فى هلع: - باباكى. وجرت خارجة وخلفها رقية فوجدتا الأب جالسا فى مكانه زائغ النظرات والمصحف أمامه فوق الحامل مفتوح وفوقه مظروف أبيض شاهق البياض يشير إليه فى رعب. نظرتا إلى المظروف فى دهشة فقال: - جواب من مصطفى . تبادلت الام والابنة النظر فى قلق على الأب الذى قال وهو يشير إلى النافذة نصف مفتوحة فى ذهول. - دخل من هنا وحط لى الجواب طائر عمرى ما شفت زيه، دخل رفرفرف ملا الصالة بريحة المسك وحط لى الجواب وطار، شامين الريحة ؟ قالت الأم بعد أن جلست جواره تبكي: - خايفة عليك يابو مصطفى، ليه بتعمل فى نفسك كده بس؟ ابننا عند ربنا شهيد يابو مصطفى مع الصديقين والأنبياء.
لكن رقية كانت أمسكت بالمظروف الذى بدأ ينفتح بين يديها فوضعته مكانه على الفور وهى ترتعش والأم والأب ينظران إليه إذ راحت تخرج منه زهور بيضاء جميلة تطير فى الصالة، فتراجعت رقية وجلست جوار أبيها الذى راح يحيطها وأمها بذراعيه ويتمتم، بسم الله الرحمن الرحيم ..بسم الله الرحمن الرحيم.
والزهور البيضاء تتوالى فى الخروج تملأ الصالة وتسبح فى فضائها وتنشر رائحة المسك العتيق، وصار بعضها يطير إلى النافذة نصف المغلقة يتزاحم للخروج ويغرد كعصافير الفجر، هتف الأب "افتحى الشباك يارقية على الآخر"، أسرعت رقية وسط الزهور وفتحت النافذة فتدافعت الزهور فى الخروج إلى الفضاء تملأه وينتشر عطرها فى الشوارع والأب والأم متجمدان أمام المظروف الذى لا ينقطع خروج الزهور منه، ورقية بدورها عادت مرعوبة وجلست من جديد جوار أبيها لا تصدق ما يجرى، فى الخارج انفتحت نوافذ كل البيوت التى انتشر فيها العطر فجأة ولم يعرف أحد مصدره حتى زاد فخرج الناس جميعا يرون الزهور تسبح أمامهم ويرونها من بعيد تخرج من نافذة أبو مصطفى، هكذا صار كل من تأخر فى الخروج إلى النافذة أو الشرفة يخرج مسرعا وكل من كان مسترخيا يخرج وكل من كان أمام التليفزيون يخرج ليملأ صدره بهذه الرائحة القادمة من الجنة، وزاد ت الزهور فى الفضاء بشكل كبير وراحت تدخل من النوافذ والشرفات إلى البيوت تنشر عطرها وتخرج ولما رأى الناس مصدرها الذى لا ينقطع خروجها منه وهو بيت أبى الشهيد، هتفوا معا "الله أكبر.. الله أكبر" والزهور راحت تبتعد تاركة فى الفضاء والبيوت رائحتها، بعد قليل انطلق مدفع الإفطار لكن كان الناس جميعا فى حالة من الشبع وأحسوا أنهم ارتووا بالماء الزلال، وجلسوا جميعا فى بيوتهم صامتين ينظرون إلى بعضهم فى دهشة ودموع الكثيرين منهم تطل على بعضها لا تصدق ما جرى.
فى بيت أبى مصطفى انقطع خروج الزهور من المظروف، وجلس الأب والأم والابنة ينظرون إلى بعضهم فى فرح عميق، انحنى الأب على المظروف يمسكه ويقبله وأعطاه للأم التى قبلته بدورها وأعطته للابنة رقية التى قبلته ودموعها تترقرق فى عينيها، بعد قليل أشعل الناس تليفزيوناتهم فرأوها قد غيرت برامحها كلها ولا كلام لها إلا عن رائحة المسك العتيق التى ملأت كل البلاد، وفى الصباح كان حديث الصحف عن هذه الظاهرة الغريبة، عن الزهور التى خرجت من بيوت عديدة فى كل وادى النيل والصحراء لتنشر رائحة المسك العتيق، وصار معروفا أنها كلها خرجت من بيوت الشهداء، وكتبت إحدى الصحف أن رائحة الجنة رسالة إلى الأمة التى تقاعست فى الثأر للشهداء ربما سوف تتبعها عاصفة من جحيم.. لكن الناس كانوا يدركون ذلك وراحوا يمشون فى البلاد صامتين.
عامل صيانة فى عقلى وسام الاندلس
عدد المساهمات : 35 تاريخ التسجيل : 16/05/2011
موضوع: رد: قصص رمضانيه (( حكايات ساعة الإفطار )) الكاتب أبراهيم عبد المجيد الخميس أغسطس 04, 2011 11:02 pm
القصة الثانية مائدة رحمن
مرت السنون ومرسى يتمنى أن لا يكون يوما من زبائن موائد الرحمن. تخرج فى الجامعة وصار فى شهر رمضان يرفض أن يذهب مع أبيه أو أمه إلى أى مائدة.
• رأى زميله يبتسم وهو يشرب العرقسوس.. قال لابد أن أحدًا سيقف يصلى معه لكن لم يقف أحد. لم يكن ممكنا أن يتراجع. الله أكبر الله أكبر وبدأ الصلاة ولا أحد يتقدم ليصلى معه.. لم يكن أمامه إلا الاستمرار فى الصلاة.
• أما أمه فقد خافت عليه جدا من بنات إسكندرية وبالذات بنات بحرى. قالت له يابنى أنت شفتهم فى الأفلام شكلهم إيه استغفر الله العظيم.. دا أسهل حاجة عندهم المايوه.. وكان يضحك ويقول لها يا أمى دا كان زمان.
تعود مرسى أن يتناول إفطاره فى موائد الرحمن.. حين انتشرت هذه الظاهرة فى سبعينيات القرن الماضى كان صغيرا.. كان أبوه ياخذه هو وأخيه وأمه إلى مائدة بعيدة من بيتهم الكائن فى دير الملاك، يختار الأب مائدة قريبة من قصر القبة حتى لا يراهم صدفة أحد من الجيران.. كان مرسى يسمع أمه تقول لأبيه.
- ياخويا ليه مشحططنا كده بس ما كل جيرانًا بيفطروا فى الموائد زينا. وكان أبوه يضحك ويقول: - حقا. داممكن حرامى يدخل ساعة الفطار يقشقش البيوت كلها. فترد الأم: - وتفتكر يعنى الحرامية مش عارفين.. عارفين بس كمان عارفين إن البيوت فاضية مافيهاش حاجة تنسرق. ويضحكون جميعا.
لم يجد مرسى عملا يجعله يساعد أسرته فى الحياة ويغنيهم عن ذلك.. وحين وجد عملا وجده فى مدينة الإسكندرية. وبالصدفة كان انتقاله للعمل إليها قبل رمضان بأيام. وجد له مسكنا مع عدد من زملائه الأغراب فى منطقة القبارى حيث عمله فى إحدى شركات النقل هناك.. كان قد تخرج فى كلية التجارة.. ولم يجد عملا فى القاهرة فى الحكومة أو القطاع العام.. وكان كل عمل يعرض عليه لا يزيد عن عامل فى محطة بنزين ومرتبه من التيبس، البقشيش الذى يحصل عليه، أو جرسونا فى مقهى وكذلك أيضا مرتبه.. كان يعرف أن هناك من زملائه من وجد عملا فى بنك أو وزارة أو مصنع، لكنه أيضا كان يعرف أن ذلك لن يتوفر له، فلا واسطة ولا محسوبية يمكن أن تفيده ولا رشوة يمكن أن تدفعها عائلة تقضى رمضان على موائد الرحمن.
حين وجد شركة تعطيه راتبًا ثابتًا وافق على الفور رغم أنها فى الإسكندرية. وشجعه أبوه قائلا: - كويس خالص كمان أنت اسمك مرسى يعنى إسكندرانى.. وإن شاء الله فى الصيف نصيف عندك مرة قبل مانموت.
أما أمه فقد خافت عليه جدا من بنات إسكندرية وبالذات بنات بحرى. قالت له يابنى أنت شفتهم فى الأفلام شكلهم إيه استغفر الله العظيم. دا أسهل حاجة عندهم المايوه.. وكان يضحك ويقول لها يا أمى دا كان زمان. الدنيا اتغيرت وخلاص ما فيش فرق بين بنات بحرى وقبلى. كلهم الحمد لله يابالحجاب يا بالنقاب. وفى نفسه كان يتمنى أن يأتى الصيف ليرى شواطئ هذه المدينة التى لم يزرها أبدا ويرى النساء عليها كما تقول أمه وإن كان يعرف أن ذلك لن يحدث.. لكنه ظل على أمل حتى إنه سأل أحدا زميلا له عن ذلك فانطلق يضحك ساخرا واعتبره أهبل أو مسكين.. لكن زميله قال له:
- دا موجود لكن فى الساحل الشمالى والشواطئ الخاصة فى العجمى مثلا. سأله بدوره: - يعنى إيه خاصة؟ قال له: - يعنى تدفع مرتبك علشان تدخل وتقضى طول الشهر جعان - ثم قال له - خلينا فى المهم أنت حتعمل إيه فى رمضان. ارتبك وقال: - يعنى أيه؟ قال زميله: -يعنى حتفطر فين. ليك قرايب هنا تفطر معاهم أنت عارف رمضان يحب اللمة. - لا. لا أعرف أحدا نفطر مع بعض. ضحك زميله وقال: -يبقى أنت زميل بجد. حتيجى معايا موائد الرحمن.
أبدى له امتعاضه منه فقال زميله: - الإسكندرية غير القاهرة.. هنا كل حاجة نضيفة.. وبعدين قرفان ليه كده؟ لم يشأ أن يقول له إنه من غير المعقول أن يمضى عمره فى موائد الرحمن.. سكت وترك نفسه لزميله يأخذه إلى الموائد.. فى أول مائدة وكانت فى بحرى قريبة من جامع سيدى المرسى أبو العباس كانت بالفعل نظيفة.. الترابيزات طويلة فوقها مفارش بيضاء نظيفة والأطباق ليست صفيح بل زجاج لامع نظيف ودوارق الماء زجاج أيضا والأكواب لامعة والملاعلق مصقولة.. لا شىء قديم أو قذر هنا.. والطعام يطهى بعيدا عنهم داخل المحل الذى يقيم المائدة، والذى ينقل الطعام فتيات صغيرات جميلات ونظيفات وهواء البحر يطل عليهم وصوت الموج يهدهد أعصابهم ولا ضجيج فى الشارع مثل القاهرة وكلما اقترب انطلاق مدفع الافطار زاد الهدوء وصوت الشيخ القادم من جامع أبو العباس المرسى جميل يبعث على الطمأنينة.. ما أجمل الإسكندرية لن يعود إلى القاهرة أبدًا.
انطلق مدفع الإفطار وارتفع صوت المؤذن من جامع سيدى المرسى فترك المائدة التى صارت عامرة بالأكل والشرب ووقف يصلى على سجادة طويلة فرشها صاحب المائدة إلى جوارها على الأرض. حين رأى هذه السجادة لم يسأل أحدا عن معنى وجودها وقال فى نفسه أكيد هى للصلاة.. والحقيقة أن صاحب المائدة وضعها لتكون مثل الحدود حول الجالسين فإذا مرت سيارة لا تقترب منهم كما أنها تعطى المكان جمالا إضافيا.. لم يكن من الصعب أن يولى وجهه ناحية القبلة.. فجامع المرسى أمامه وهذا بابه كما أن البحر فى الشمال خلفه.. ولّى وجهه إلى الجنوب مائلا إلى الشرق قليلا ونظر حوله فلم يجد أحدا يقف يصلى معه.. رأى زميله يبتسم وهو يشرب العرقسوس.
قال لابد أن أحدا سيقف يصلى معه لكن لم يقف أحد. لم يكن ممكنا أن يتراجع.. الله أكبر الله أكبر وبدأ الصلاة ولا أحد يتقدم ليصلى معه.. لم يكن أمامه إلا الاستمرار فى الصلاة.. فى لحظة فكر أن ينهى صلاته بسرعة لكنه استغفر الله وراح يصلى على مهل كما ينبغى.. ما إن انتهى حتى رأى الجالسون على المائدة ينصرفون.. لم يكن قد بقى فوقها إلا بقايا طعام متفرقة.. نظر إليه زميله وضحك قائلا:
- بعد كده ابقى صلى بعد الفطار.. أنت عمرك ما فطرت فى مائدة رحمن؟ سكت.. كان الجوع يقرصه فى بطنه بشكل كبير فمد يده إلى دورق به عناب وشرب منه ثم قال: - الحمد لله. والله عمرى ما شبعت زى النهارده. لكنه فى نفسه قرر أن لا ينسى هذا الدرس فى الأيام القادمة.. وليغفر له الله.
عامل صيانة فى عقلى وسام الاندلس
عدد المساهمات : 35 تاريخ التسجيل : 16/05/2011
موضوع: رد: قصص رمضانيه (( حكايات ساعة الإفطار )) الكاتب أبراهيم عبد المجيد الخميس أغسطس 04, 2011 11:07 pm
القصة الثالثة شفشق وأبريق
"شفشق" و"أبريق"، هكذا يعرفان وسط اللصوص..هما من أبناء منطقتين عشوائيتين قريبتين، يحبان الجلوس هنا حيث المنطقة الأرقى، نشاطهما كله خارج منطقتيهما، لا يظهران فيهما إلا فى الصباح وهما يغادرانهما، وفى وسط الليل حين يعودان.
•فى اليوم التالى ساعة الإفطار كان إبريق يصعد السلم على حذر، فتح باب الشقة وانتهى بسرعة من حمل التليفزيون والنزول به محمولا أمامه على صدره وراح ينزل السلم فى هدوء.
• ربنا يستر والراجل ما يشكش إن مراته على علاقة بالقهوجى خصوصا أنك دخلت بالمفتاح يعنى مش حيلاقى أى أثر لغريب، ممكن يفكر إنها اللى أديته المفتاح، وممكن من الضرب تعترف.
جلسا معا على المقهى صامتين، "شفشق" و"أبريق"، هكذا يعرفان وسط اللصوص..هما من أبناء منطقتين عشوائيتين قريبتين، يحبان الجلوس هنا حيث المنطقة الأرقى، نشاطهما كله خارج منطقتيهما، لا يظهران فيهما إلا فى الصباح وهما يغادرانهما، وفى وسط الليل حين يعودان، أطلق عليهما زملاؤهما هذين الاسمين من حرصهما على نظافة ثيابهما ونظافتهما الشخصية والعطر اللذين يحرصان على وضعه على ملابسهما، قال شفشق. - فيه راجل اشترى تليفزيون عندنا فى الزقاق، عايزين نسرقه.
اندهش أبريق جدا وقال: - يعنى أيه، ما كل الناس عندها تليفزيونات. - دا بالذات ما كانش لازم يشترى - أنت غريب أوى ليه؟ - علشان مراته بتيجى كل ليلة تسهر مع أمى وأخواتى تتفرج على التليفزيون عندنا.. وبصراحة المرة حلوة وصغيرة. - يخرب بيتك إحنا فى رمضان .- ماهودا اللى معذبنى، ليلة رمضان بس اتجاوبت معايا، بصت لى بصة ياجدع سيبت مفاصلى.
- اوعى تكون عملت حاجة. - بصت لى وقالت لأمى أنا عايزة أشرب شاى بالنعناع، ونفسى أعمله بنفسى وتشربى من إيدى علشان أنا باعمله حلو أوى، وقبل أمى ما تنطق قامت للمطبخ وبصت لى تانى، قمت دخلت وراها، لاقيت نفسى هاجم عليه صدتنى بإيديها وقالت لا، بكرة رمضان حرام، بعد رمضان مش حاحرمك من حاجة.
اندهش أبريق وأخرج مطواة من جيبه الخلفى وقال ضاحكا: - على النعمة دى ست عايزة الدبح، طيب وأنت عايز تسرق التليفزيون ليه؟ - علشان ترجع تسهر مع أمى.. أمى دلوقتى اللى بتسهر معاها.. مش عارف جوزها جاب فلوسه منين، تليفزيون اتناشر بوصة.
- هوبيشتغل إيه؟ - مكوجى رجل. - ومستكتر عليه اتناشر بوصة..انت مفترى ياجدع. وانطلقا يضحكان..ثم قال شفشق. - بص أنا عملت الخطة كلها، أنت ماحدش يعرفك فى حتتنا، أنا حاجيب لك المفتاح بتاعهم. - إزاى يعنى؟ - هى حتديهولى. - يعنى هى موافقة؟ - طبعا، هى كمان عايزة تسهر مع أمى، قالت لى على الأقل أشوفك لحد ما يخلص رمضان. اندهش أبريق جدًا وقال: - طيب بالزمة اللى زى دى مستنية رمضان يخلص ليه، ماهى رايحة جهنم رايحة جهنم؟ سكت شفشق لحظة وقال: - برضه الأمل حلو. - طيب يانبيه حاروح لوحدى؟ - أنت عارف بيتى، البيت التلات أدوار اللى جنبنا..الشقة يمين السلم الدور التالت.. هى مش شقة طبعا، أوضة وصالة..زى بتاعتنا، التليفزيون فى الصالة على طول، وبكرة ساعة الفطار، أحسن وقت، الناس كلها مخزّنة فى البيوت، وهى وجوزها معزومين عند حماتها..خلاص؟ - خلاص، حتجيب لى المفتاح أمتى؟ - أهو المفتاح.
أخرجه من جيبه فضحك أبريق وقال: - يابن الأيه؟ دا أنت محضر كل حاجة، وتقول لى حاجيب لك المفتاح. - التليفزيون دا تمنه ييجى خمسميت جنيه، انا مية وانت مية وهى الباقى حنبيعه فى أبعد حتة فى مصر.
فى اليوم التالى ساعة الإفطار كان إبريق يصعد السلم على حذر، فتح باب الشقة وانتهى بسرعة من حمل التليفزيون والنزول به محمولا أمامه على صدره وراح ينزل السلم فى هدوء، عند باب الحارة وجد أمامه رجلا يدخل مسرعًا، وقف أمامه متخشبًا والرجل ينظر إليه فى دهشة فقال.
- شفت حضرتك قلة الأصل بتاعة لناس، تليفزيون زى ده أجيبه لحد هنا يقول لى ميت جنيه، علشان عارف إنى محتاج يعنى. - مين ده؟ - الأخ المكوجى اللى ساكن فوق. نظر الرجل إلى التليفزيون متوجسا قليلا وراح يتامل "أبريق" الذى بدا له أنيقا تفوح منه رائحة طيبة وقال: - طيب وأنت عايز كام؟ - متين مثلا.
تردد الرجل قليلا ثم قال: - مية وخمسين، إيه رأيك ؟بس أجربه. اصطنع ابريق التردد ثم قال: - الأمر لله بدل ما ارجع بيه تانى البيت. ودخل مع الرجل إلى شقته فأشار إليه أن يضعه قريبا من التليفزيون 12 بوصة القديم الذى يملكه، كان قد أشار لزوجته أن تدخل غرفة أخرى..أوصل التليفزيون الجديد بإيريا التليفزيون القديم والكهرباء و"أبريق" يقف قلقا يحاول أن يخفى رعبه. - الله ده جديد وصورته حلوة أوى. وترك الصالة الصغيرة إلى الغرفة وعاد معه مائة وخمس وعشرين جنيهًا، أخذها أبريق قائلا: - زى بعضه. وقبّلها ثم صافح الرجل وخرج.. ما إن وجد نفسه على السلم حتى أطلق ساقيه مغادرا المنطقة كلها.
على المقهى البعيد قابل شفشق الذى حين عرف ما جرى هتف: - يا ليلة سودا، دا حتصل مصيبة، أكيد مرات القهوجى حتحكى الحكاية والمكوجى حيعرف. - هو اللى اشترى التليفزيون قهوجى؟ - ايوة، ماهى دى الشقة اللى جنب السلم فى الدور التانى الل يبتقول إنك دخلتها. - باقول لك أيه، أحنا مالناش دعوة، المهم خلاص مافيش تليفزيون وهيص أنت بأه. - أهيص، ربنا يستر والراجل ما يشكش إن مراته على علاقة بالقهوجى خصوصا أنك دخلت بالمفتاح يعنى مش حيلاقى أى أثر لغريب، ممكن يفكر إنها اللى أديته المفتاح، وممكن من الضرب تعترف.
عامل صيانة فى عقلى وسام الاندلس
عدد المساهمات : 35 تاريخ التسجيل : 16/05/2011
موضوع: رد: قصص رمضانيه (( حكايات ساعة الإفطار )) الكاتب أبراهيم عبد المجيد الخميس أغسطس 04, 2011 11:10 pm
القصة الرابعة سيبك منه خليك فى حالك
• رأى سعيد شيوخًا كثيرين تعاقبوا على الجامع من أهل المنطقة.. كلهم كانوا لا يطيلون الخطبة يوم الجمعة ولا يطيلون الصلاة فى أى وقت.. لكن سعيد بعد أن بلغ الستين عاما انقطع عن الصلاة فى الجامع.
• هرمنا ولم تعد بنا قدرة على السهر فى الزحام الذى صار لا يطاق فى القاهرة.. حين ذهبت إليه هذه المرة بعد انقطاع ثلاث سنوات وجدته متعبا.. جالس أمام التليفزيون يتفرج بشغف على برامج الأطفال التى تسبق مدفع الإفطار
• ياراجل دا بيطول فى الركوع.. عارف يعنى إيه الركوع لو السجود ممكن نتحمل أهى دماغ الواحد على الأرض وساند على الأرض كمان بإيديه لكن الركوع وضهرى مكسور!!
سعيد تعود أن يصلى المغرب قبل أن يتناول طعام الإفطار.. ينطلق المدفع فيتناول بسرعة كوبا صغيرًا من عصير قمر الدين أو أى عصير فى المنزل ثم يخرج إلى الجامع المواجه للبيت.. يقول إن الإفطار بعد الصلاة له طعم آخر.. كان أبوه يفعل ذلك ومنه تعلم هذه العادة.
رأى سعيد شيوخا كثيرين تعاقبوا على الجامع من أهل المنطقة.. كلهم كانوا لا يطيلون الخطبة يوم الجمعة ولا يطيلون الصلاة فى أى وقت.. لكن سعيد بعد أن بلغ الستين عامًا انقطع عن الصلاة فى الجامع.. دعانى إلى الإفطار عنده فى رمضان حين عرف أنى مسافر إلى القاهرة لقضاء بعض الأعمال، هو أصلا بلدياتى من المحلة الكبرى التى تركها إلى القاهرة وراء العمل.. لا تنقطع زياراتى له حين أزور القاهرة، فى رمضان يكون الأمر مختلفا، يكون إلحاحه على لزيارته كبيرا..
وفى كل مرة بعد الإفطار نخرج معا إلى مقاهى الحسين، فى السنوات الأخيرة لم نعد نفعل ذلك، إذا ذهبت إليه أتناول الإفطار معه ومع أسرته ثم نسهر فى الشقة نفسها حتى السحور وننام، هرمنا ولم تعد بنا قدرة على السهر فى الزحام الذى صار لا يطاق فى القاهرة، حين ذهبت إليه هذه المرة بعد انقطاع ثلاث سنوات وجدته متعبًا، جالس أمام التليفزيون يتفرج بشغف على برامج الأطفال التى تسبق مدفع الإفطار فى بعض القنوات، سألنى عن أحوال الأسرة فقلت بخير. وسألته عن صحته فقال إنه يعانى من آلام مزمنة فى الظهر ولا يريد إجراء أى عملية، يتحايل على الآلام بالدهانات والحقن لكنه يرفض العملية، بعض الأطباء حذروه منها وبعضهم شجعوه عليها وضحك وقال:
- طيب أصدق مين فيهم؟ ضحكنا وكانت ضحكته كما عهدتها منه طول العمرعالية صافية. دخلت زوجته وقالت لى: - عاجبك كده يا أستاذ أحمد، لسه مصمم يصلى فى الجامع وضهره بيوحعه، ربنا ادى للمريض رخصة إن شالله يصلى وهو قاعد لكن جوزى ما فيش فايدة دماغه ناشفة. ضحكت وقال هو: - خلاص خلاص مش رايح، اعملى لنا شاى ولا حاجة. نظرت إلينا مبتسمة فقال: - آه صحيح لسه ما فطرناش، ضحكنا وقلت له إن زوجته على حق ثم سألته: - لكن للدرجة دى الصلاة فى الجامع بتتعبك؟ سكت لحظة وقال: - الشيخ هو اللى تاعبنى - أى شيخ؟ - شيخ الجامع، أنا مش فاهم إزاى بيعمل كده. ابتسمت مندهشًا وقلت: - بيعمل إيه؟ - بقاله سنين كل جمعة يقول "اللهم العن اليهود والنصارى". والمصيبة إن العمارة اللى جنب الجامع تقريبًا كلها نصارى. - حصل مشكلة؟ - لا، عزّلوا من الحتة كلهم، كدت أضحك لكنه قال: - كان فيهم ناس عزاز على أوى لكن مش دى المشكلة. اندهشت أكثر وسألته: - فيه أكتر من كده؟ هز رأسه وقال: - يوم الجمعة بيطول فى الخطبة أوى ويطول فى الصلاة كمان، - طيب حد يوجهه بس، ينبهه إن فيه ناس تعبانة وخلاص. - ما بقتش أصلى الجمعة فى الجامع ده، الجامع التانى بعيد شوية بس مش مشكلة لسه باقدر أمشى. - طيب كده خلاص، مافيش مشكلة. - أنت عارف إنى باحب أصلى المغرب وبعدين ارجع أفطر، أروح جامع بعيد واللا قريب؟ طبعا قريب الحق آكل مع ولادى اللى بيستنونى. وسكت لحظات ثم قال كأنه يحدث نفسه "ركبنى ذنب منه لله" ابتسمت وقلت: - حصل أيه؟ -استحملت الكام يوم اللى فاتو لحد إمبارح. - استحملت إيه. - الصلاة وراه طبعا، ياراجل دا بيطول فى الركوع، عارف يعنى إيه الركوع، لو السجود ممكن نتحمل أهى دماغ الواحد على الأرض وساند على الأرض كمان بإيديه لكن الركوع وضهرى مكسور!! وسكت من جديد وبدا فى أسف حقيقى.. ثم راح يكلم نفسه من جديد: - ركبنى ذنب منه لله. حصل أيه بس يا سعيد؟ اتخانقت معاه؟ - ياريت. - كلمته وغلط فيك؟ - ياريت. - الله.. طيب حصل أيه ياجدع؟ وعادت زوجته الينا ضاحكة وقالت: - طيب احكى للأستاذ أحمد عن اللى حصل، والله ماحصل حاجة وربنا حيغفرلك، توقعت أن يكون سعيد قد فعل شيئا مضحكا لا شيئا جادا، ابتسمت وسألته: - عملت أيه ياجدع؟
- إمبارح طوّل أوى فى الركوع وضهرى تاعبنى جدا ومش سامع بيقول إيه من الألم، كنت حاقع. لاقيت نفسى باقول للى جنبى هو بيقول إيه الراجل ده؟
انطلقت أضحك غير مصدق وهو بدوره راح يضحك وزوجته لا تزال واقفة تضحك وقالت: - استنى يا أستاذ أحمد شوف اللى جنبه قال إيه.
قلت مندهشًا: - اللى جنبك رد عليك؟ نظر إلى سعيد نظرة طويلة تألقت فيها عيناه وقال وهويحاول أن يمنع نفسه من الضحك: - الل يجنبى رد عليا وقال لى سيبك منه خليك فى حالك دا راجل ابن..... وشتم الراجل الشيخ. لم أستطع السيطرة على نفسى من الضحك، وقالت زوجته: - غلطان هو والنبى كده واللا اللى جنبه؟ لكنى ظللت أضحك للحظات وانطلق مدفع الإفطارفوقف ومد يده سحب المصلية من ركن جوار الحائط وفردها على الأرض ووقفنا نصلى معًا وخرجت زوجته تنتظرنا مع الأولاد فى غرفة الطعام، سألنى: - تصلى أنت بينا؟ قلت مبتسما: - لا، حضرتك النهارده الإمام.
عامل صيانة فى عقلى وسام الاندلس
عدد المساهمات : 35 تاريخ التسجيل : 16/05/2011
موضوع: رد: قصص رمضانيه (( حكايات ساعة الإفطار )) الكاتب أبراهيم عبد المجيد الخميس أغسطس 04, 2011 11:13 pm
القضة الخامسه رجل امن الدوله الغلبان
كان هناك ضجيج بالمقهى بسبب التليفزيون ذى الشاشة الكبيرة وعادة مشرفى المقهى الغريبة التى تجعلهم يتركون صوت التليفزيون عاليا، هى عادة مصرية بغيضة فى كل المقاهى منذ أكثر من ربع قرن، ولا أعرف كيف يستطيع رواد المقاهى التغاضى عنها والدخول مع بعضهم فى أحاديثهم الخاصة.
- أنا مافيش فى حياتى غير اتنين زكريا أحمد.. الموسيقار العظيم وضابط أمن الدولة اللى قبض عليا سنة 85 19.
• قبل الفطار بدقيقة كنا تقريبًا محاصرين البيت من بعيد، فى الوقت ده كانت بولاق لسه مش زحمة زى دلوقت، وكان فيه حتى غيطان حوالين البيوت، المدفع ضرب طلعنا على الشقة، خبطنا وطلع لنا واحد بدقن، أول ما شافنا عرفنا.. لكن الغريب إنه رحّب بينا.
قابلته يجلس وحيدًا فى ركن من مقهى محطة مصر.. لم أعرفه ولم أتعرف عليه، جلست بعيدًا فى ركن آخر منتظرًا موعد قيام قطار السابعة مساء، كانت الساعة حوالى السادسة، وكنت أفعل فى كل مرة أسافر فيها اشترى عددًا من الصحف، وأجلس أقرأ فيها، وأشرب القهوة حتى يأتى موعد القطار فأنصرف لأكمل القراءة فى القطار نفسه، كالعادة كان هناك ضجيج بالمقهى بسبب التليفزيون ذى الشاشة الكبيرة، وعادة مشرفى المقهى الغريبة التى تجعلهم يتركون صوت التليفزيون عاليا، هى عادة مصرية بغيضة فى كل المقاهى منذ أكثر من ربع قرن، ولا أعرف كيف يستطيع رواد المقاهى التغاضى عنها والدخول مع بعضهم فى أحاديثهم الخاصة، لاحظت أنه يمعن النظر إلى، أكثر من مرة ألاحظ ذلك، ثم صار لا ينحرف بنظره عنى، كان فى حوالى الستين من العمر، يرتدى بدلة رغم الصيف لكن بلا كرافتة، قاومت أن لا أنظر إليه لكنى لم أستطع، نظرت إليه مرتين وفى الثالثة ابتسم وحيانى بيده، بل قام واتجه نحوى ووقف يمد يده يصافحنى.
- أزى حضرتك يا أستاذ حسين؟ قلت مرتبكا: - أهلا وسهلا، حضرتك تعرفنى؟ - تسمح لى أقعد؟ - اتفضل، قلت ذلك بارتباك أكثر. - طبعا حضرتك نسيتنى، معاك حق، بس أنا ما نسيتكش، حضرتك بقيت كاتب مشهور وصورك فى كل الجرايد، أنا زكريا أحمد. انتبهت على الفور، ضحكت، قلت: - أنا مافيش فى حياتى غير اتنين زكريا أحمد.. الموسيقار العظيم وضابط أمن الدولة اللى قبض عليا سنة 85 19، معقول، إزيك يا سيادة الرائد، تلاقيك لواء دلوقت. - خلاص يا حسين بيه، أنا سبت البوليس من زمان. - معاش يعنى؟
- لا والله، حكاية كده، اسمح لى أعزمك على قهوة، - أنا باشرب القهوة. - خلاص يبقى الحساب عندى، اعتذار يعنى حتى. ضحكنا وقال: - بس غريبة إنك ما تعرفتش عليّا بسرعة. - مش غريبة ولا حاجة، إحنا قربنا على أربعين سنة ياراجل من يوم ما شفتك. - صحيح. قال ذلك وراح ينظر فى المنضدة شاردا، ثم قال: - بس أنا مش زعلان. - إنى ماتعرفتش عليك يعنى؟ - لا. . إنى سبت البوليس، ومن زمان. - الله دى حكاية بأه يازكريا بيه.
- فعلا حكاية، حأقولهالك يمكن تكتبها، شوف ياسيدى، فى رمضان سنة 86، يعنى بعد ما قبضت عليك بسنة، جاتنا أخبار عن شوية شبان إسلاميين ناويين يعملوا عمليات تفجيرية فى القاهرة، كانت كل التحريات اللى عندنا بتأكد المسألة، وكنا فى رمضان.. إنت عارف طبعا إن العادة بتاعتنا يتم القبض على الناس فى الفجر، علشان بتبقى الناس نايمة وما بنحبش نقلق الجيران - ابتسمت وواصل الحديث- ماكانش ممكن ننتظر لبعد رمضان، وطبعا فى رمضان ماحدش بينام، اقترحت على رئيسى العميد مراد جاب الله، طبعا شخصية كانت معروفة – ابتسمت من جديد – اقترحت عليه نقبض على الشبان دول ساعة الفطار، كان عندنا إخبارية إنهم بيفطروا مع بعض فى شقة واحد منهم فى بولاق الدكرور، يبقى كده كمان حنلمهم مع بعض.
- ساعة الفطار يازكريا بيه، ياه. - أرجوك استنى، كل اللى حتقوله معاك حق فيه، فعلا اقتراح غير إنسانى لكن كمان شؤم. وابتسم وهو يهز رأسه: - والله ما مصدق اللى حصل. - كمّل حضرتك، أنا حاسمع. - أيوة حاكمل بس ما تكتبش الحكاية دى إلا بعد ما أموت، واللا أقول لك، اكتبها بس ما تجيبش سيرتى، أنا صحيح سبت الخدمة بس ما تضمنش إيه ممكن يحصل لى. - احك يازكريا بيه اتفضل.
أخذ نفسا طويلا وبدأ يحكى من جديد. - قبل الفطار بدقيقة كنا تقريبا محاصرين البيت من بعيد، فى الوقت ده كانت بولاق لسه مش زحمة زى دلوقت، وكان فيه حتى غيطان حوالين البيوت، المدفع ضرب طلعنا على الشقة، خبطنا وطلع لنا واحد بدقن، أول ما شافنا عرفنا.. لكن الغريب إنه رحّب بينا، زى أنت ماعملت معانا كده يوم ما جينا نقبض عليك فى الفجر، ياريتنا رحنا فى الفجر، المهم دخلت ومعايا المخبرين واتنين ظباط شبان وانتشروا فى الشقة، أنت عارف طبعا، الولاد كانوا بيصلوا المغرب، سبتهم يصلوا، اللى فتح لنا قال لو ممكن بس يشربوا أى عصير قبل ما ننزل بيهم، بصراحة وافقت، دخل المطبخ هو وواحد زميله والمخبرين وراهم وجابوا لنا صينيتين عليهم كوبايات قمر الدين، سبتهم يشربوا والمخبرين كمان شربوا وواحد من الاتنين الظباط الشبان شرب ونزلنا فى دقايق، حطناهم فى تلات عربيات ملاكى ورحنا على الدقى، شارع جابر بن حيان، عارفه طبعا.
قلت ضاحكا. - مين ما يعرفوش، أمن الدولة يامحترم. - المهم نزلت من عربيتى ونزل السواقين وماحدش نزل تانى غير الظابط اللى ما شربش قمر الدين والشبان المقبوض عليهم. يعنى المخبرين والظابط اللى شرب قمر الدين ماتوا فى مكانهم.
-بتقول إيه؟ - زى ما بقول لك كده. - يعنى إيه؟ شرّحنا الجثث ما لقيناش أى أثر لسم مثلا.. العيال اتعذبوا كتير علشان يقولوا إيه سبب موت المخبرين والضابط ومافيش سبب، ما يعرفوش، مات منهم اتنين فى التعذيب. - غريبة، بس ما دام مافيش سم حضرتك ليه ما موتش لامؤاخذة يعنى ولا الظابط التانى. - الظابط التانى بعد سنة كان بينضف طبنجته طلعت منها طلقة فى وشه مات، وأنا يمكن حكمة ربنا علشان أعيش متعذب. - ياه، حكاية غريبة.. علشان كده سبت الخدمة؟ - بصراحة اترفت. - علشان أنت صاحب الاقتراح القبض على الناس ساعة الفطار يعنى؟ - لا، دول ما بيهموهمش، لكن اتشاءموا منى، حجيت عشر مرات ومش قادر أنسى، دلوقتى أنا فاتح محل ملابس حريمى بس مش مرتاح، مستنى الموت فى أى لحظة، عايش مرعوب باخد بالى من كل حاجة، مين عارف يمكن دلوقتى ارتاح بعد ما حكيت لك.
عامل صيانة فى عقلى وسام الاندلس
عدد المساهمات : 35 تاريخ التسجيل : 16/05/2011
موضوع: رد: قصص رمضانيه (( حكايات ساعة الإفطار )) الكاتب أبراهيم عبد المجيد الإثنين أغسطس 08, 2011 1:58 am
حكايات ساعة الافطار مائدة فى الهواء
تركتها الكبرى واتجهت إلى الترعة وراحت تتفرج على البط السابح فى الماء ولما رأت بطة تغطّس منقارها فى الماء وترفعه وقد علقت به سمكة صغيرة ضحكت وهتفت ضاحكة: تعالى شوفى البط بيطلع سمك من الميه وياكله.
أمسكت بورقة من شجرة كافور ودعكتها فى يدها. شمتها وانتعشت. هل كان ما تراه الآن موجودا حين جاءت من هذا الطريق منذ ساعتين. إذا كان ذلك فكيف لم تره؟ هل يكون وقت طويل قد مضى بما يكفى للأرض أن تنفجر منها ترعة كهذه تنمو على جانبيها الحشائش والأشجار؟
لابد أن تسرع بالعودة قبل أن ينطلق مدفع الإفطار. هكذا قال لها أبوها. لا تستطيع أختها الصغيرة التى لم تبلغ السابعة بعد أن تحميها فى هذا الفراغ. ولا تستطيع هى التى فى الثانية عشرة أن تحمى أختها. ربما لهذا يبدو أبوها حزينا لأنه لم ينجب الولد بعد. لكن أختها الصغرى توقفت وقالت: - تعبت. جلستا تحت شجرة كثيفة الأوراق، ورأت الكبرى الشمس تبتعد عن الدنيا وطرف السماء البعيد يلتهب عند الأفق وقالت الصغرى: - حنرجع نقول إيه لبابا وماما؟ لم ترد الكبرى التى كانت ترى على الضفة الأخرى من الترعة بيوتا تنتصب فجأة أمامها، لكنها كلها موصدة الأبواب ولا صوت يصدر عنها. قالت لأختها الصغرى: - شايفة اللى أنا شايفاه؟ - أنا مش شايفة حاجة غير الترعة والشجر. - فيه بيوت قدامك أهه بس مقفولة. - انتى جعانة زيى وبتحلمى. مافيش حاجة. - كمان الترعة فيها بط ووز. - انتى ليه جبتينا من السكة دى؟ - ماعرفش غيرها. بابا بياخدنى معاه لما يزور عمى. بيقول أقرب. - أنا سمعت مِرات عمى بتكلم عمى فى الأوضة اللى جوة. - أنا كمان سمعتها. ليه قالت مش موجود؟ يعنى علشان بابا بعتنا نستلف منه فلوس. - دى حتى ما قالتلناش اقعدوا افطروا معانا. - قالت لنا مع السلامة علشان تفطروا مع بابا وماما وما يقلقوش عليكم. قالت الصغيرة ذلك وهى تضحك ثم أردفت: - ماتعرفش إن مافيش أكل فى البيت وإن احنا جينا نستلف الفلوس علشان نشترى فطار. تركتها الكبرى واتجهت إلى الترعة وراحت تتفرج على البط السابح فى الماء ولما رأت بطة تغطّس منقارها فى الماء وترفعه وقد علقت به سمكة صغيرة ضحكت وهتفت ضاحكة: - تعالى شوفى البط بيطلع سمك من المية وياكله. لكن الصغرى لم تتحرك. وعادت إليها الكبرى، وجلست جوارها على الأرض. فقالت لها الصغرى:
- الدنيا بتضلم وانتى بتشوفى حاجات غريبة. المدفع زمانه ضرب ولا فطرناش. فكرت الكبرى لحظة وقالت: - جعانة؟ - حاموت من الجوع. ضحكت الكبرى، وقالت: - حاكّلك أكل عمرك ما أكلتيه. وراحت بأصابعها تصنع دائرة كبيرة، وقالت: - دى طبلية. نفسك تاكلى إيه؟ لم ترد الصغرى التى ضحكت. والكبرى بإصبعها أيضا رسمت دائرة صغيرة داخل الدائرة الكبيرة، وقالت:
- دا طبق ملوخية. انطلقت الصغرى ضاحكة، فاستمرت الكبرى ورسمت أكثر من دائرة صغيرة وقالت: - وده عيش. شوفى كتير قد إيه. ضحكت الصغرى، وقالت: - الملوخية عايزة رز. رسمت الكبرى دائرة، وقالت: - ودا ياستى طبق رز. عايزة لحمة؟ قالت الصغرى بشغف عميق؟ - فرخة. رسمت الكبرى ما يشبه الدجاجة، وقالت: - آدى الفرخة، قطعى منها زى ما انتى عايزة. ضحكت الصغرى ضحكة صافية، وقالت: - دا ما فيش معلقة. قالت الكبرى: - كلى بإيدك النهارده.. معلش. وراحتا تأكلان من الدوائر المرسومة وتستمتعان وتضحكان، حتى استلقت الكبرى على ظهرها، وقالت: - شبعت أوى. إنتى لسة جعانة؟ تمددت الصغرى جوارها، وقالت: - شبعت خالص. أشيل الطبلية والصحون؟ قالت الكبرى:
- خليها شوية، يمكن حد يعدى جعان، يلاقى حاجة يأكلها. ياللا بينا نروح بسرعة لحسن زمان بابا وماما قاعدين قلقانين علينا. نهضتا ضاحكتين، وأسرعتا فى المشى وقالت الصغرى: - لازم نروح بسرعة علشان نساعد ماما فى غسيل الصحون والحلل. ضحكتا، وأسرعتا أكثر ثم توقفت الكبرى وأمسكت بذراع الصغرى وقالت: - صعبان عليا أوى بابا وماما. مش حيعرفوا يعملوا زينا وياكلوا. واندفعتا معا فى بكاء أليم مالبث أن تحول إلى ضحك بهيج.
عامل صيانة فى عقلى وسام الاندلس
عدد المساهمات : 35 تاريخ التسجيل : 16/05/2011
موضوع: رد: قصص رمضانيه (( حكايات ساعة الإفطار )) الكاتب أبراهيم عبد المجيد الإثنين أغسطس 08, 2011 2:07 am
حكايات ساعة الافطار تامر يؤذن
كان من عادة أبى أن يطلب من أمى وضع الأكل على الطبلية قبل المدفع بعشر دقائق مثلا أو ربع ساعة. كان يعتبر انتظارنا للمدفع والأكل أمامنا نوعا من الثواب نأخذه، لأن فى الانتظار شيئا من العذاب
فى ذلك اليوم كنت أريد أن أبرهن لنفسى قدرتى على الصيام. لكن منظر البطة والأرز المعمر والفطير المشلتت وعسل النحل، كان شيئا لا يمكن مقاومته
دعانى أحد الأصدقاء الشباب للإفطار أنا وزوجتى عنده. ذهبنا قبل الموعد بساعة. سرّ صداقتنا هو صداقة زوجتينا، بل كانت زوجته تلميذة لزوجتى فى المرحلة الإعدادية وهى الآن مدرسة فى المدرسة التى تعمل زوجتى مديرة لها.
جلست أنا وهو فى الصالة نتحدث والتليفزيون مفتوح أمامنا لا نهتم به. تركناه لابنه وابنته التوأمين، يتفرجان ويقلّبان فى قنواته. ولداى لم يكونا معنا، فهما متزوجان. ابنه وابنته فى العاشرة. سألنى وهو يشير إليهما: - إيه رأى حضرتك فى الولاد. بيصوموا. باحاول أعودهم على الصيام وصاموا التلات أيام اللى فاتوا.
قلت: - مش عارف.. لكن أنا أشعر إن الصيام غير مناسب لسنهما. نظر إلىّ فى دهشة وقال: - معقول؟ لا. المفروض يتعودوا على الصيام. العاشرة سن مناسبة جدا، خصوصاً إننا فى الشتاء والفطار ييجى بسرعة. - مش عارف. أنا أصلى تربيت فى بيت بسيط. أبويا الله يرحمه كان متدين جداً، لكن فى مسألة الصيام ماكانش يضغط علينا فى سن مبكرة. فاكر إنى صمت أول مرة فى سن اتناشر سنة تقريبا. وحتى فى السن ده، أبويا كان دايماً يقول لى، إذا جعت أوى كل. الدين يسر، ولا يكلف الله نفسا إلا وسعها. عارف حاحكى لك حكاية لطيفة جداً..
ووجدت نفسى أحكى له حكاية مضى عليه نصف قرن تقريباً. كان رمضان فى الصيف. وكنت أصوم لأول مرة. وزارتنا جدتى من الأرياف محملة بالبط والأوز والفطير المشلتت. لم تطبخ أمى شيئا ذلك اليوم. فقط أعدت عصير قمر الدين. كان من عادة أبى أن يطلب من أمى وضع الأكل على الطبلية قبل المدفع بعشر دقائق مثلاً أو ربع ساعة. كان يعتبر انتظارنا للمدفع والأكل أمامنا نوعاً من الثواب نأخذه لأن فى الانتظار شيئا من العذاب. فى ذلك اليوم الذى كان الأكل فيه جاهزاً وضعته أمى على الطبلية قبل نصف ساعة تقريبا. كان أبى سعيداً جدا وهو جالس أمام الطبلية يقرأ القرآن فى صمت من مصحف قديم وينتظر المدفع. أمى جلست فى الحجرة الداخلية، وراحت مع جدتى فى حديث طويل. أختاى الأكبر منى جلستا أمام الطبلية فى أدب.
كنت ألاحظ أحيانا أنهما تنظران إلى بعضهما فى شىء من الحسرة. فى ذلك اليوم كنت أريد أن أبرهن لنفسى قدرتى على الصيام. لكن منظر البطة والأرز المعمر والفطير المشلتت وعسل النحل كان شيئاً لا يمكن مقاومته. انسحبت بهدوء خارجاً من باب البيت. كنا نسكن فى مساكن السكة الحديد، وكل بيوتها دور واحد. كان هناك جامع صغير يؤذن فيه المؤذن بلا ميكروفون. لم نكن نعرف الميكروفونات إلا فى الأفراح. وقفت تحت النافذة وأذنت المغرب. رفعت صوتى بقدر ما أستطيع. انتهيت من الأذان بسرعة ودخلت البيت فوجدت الجميع يشربون العصير، ويبدأون فى الأكل. جلست وأكلت معهم فى صمت. لاحظت أن أبى ينظر إلىّ أكثر من مرة.
ارتبكت جداً وخفت. لابد أنه عرف صوتى. فى منتصف الأكل أذن المؤذن فى الجامع. لم يكن لدينا راديو. لم يكن أحد يمتلك راديو فى المساكن. وطبعا لم يكن التليفزيون قد ظهر. توقفت أمى عن الأكل وقالت. «استغفر الله العظيم. مين ابن الحرام اللى أدن وخلانا فطرنا قبل الميعاد» نظر إلىّ أبى وقال: «خلاص. إحنا ماغلطناش وحسابنا عليه عند ربنا. كملوا أكل» أكمل الجميع الأكل فى صمت. وبعد ذلك أخذنى أبى إلى الغرفة وقال لى هامسا. - ماتعملش كده تانى يا مصطفى. ارتبكت وخفت وقلت: - هو أنا عملت إيه؟
قال لى: - أنت اللى أذنت. أنا عارف صوتك. ما أخدتش بالى علشان كنت مشغول بالقرآن، لكن لما أدن المؤذن الحقيقى انتبهت. افتكرت إنى سمعت صوت زى صوتك. أمك برضه عارفة صوتك، بس كانت مشغولة بالكلام مع جدتك، وكويس إنها ما خدتش بالها زيى. وخواتك البنات عارفين صوتك، بس ما اتكلموش علشان أكيد كانوا جعانين. ودول حسابهم معايا. كده يابنى ذنب كبير تتحمله فى السن ده. جعت كل. مش أنا قايل لك كده؟ ضحك صديقنا الشاب وضحكت معه وارتفع صوتنا جداً. قال: - وما ضربكش مثلاً؟
- لا. - والد حضرتك دا كان متسامح أوى. قلت: - كان يختم القرآن فى رمضان فى المنزل. أنا حفظت تقريباً نص القرآن من استماعى له. كان زمن، وكانت ناس. بعد لحظات ارتفع الأذان فى غرفة داخلية فى شقة صديقى. نظرنا إلى بعضنا فى دهشة وانطلقنا نضحك. نادى بصوت عال. - يا تامر. تعالى هنا. وجاء تامر ابنه من الغرفة يرتعش.
قلت: - أرجوك ما تزعلوش. حاول صديقى الشاب إخفاء ابتسامته وقال: - جعان؟ قال تامر: - لا.
- إنت جعان.. أمال بتدن ليه؟ ادخل المطبخ عند ماما كل أى حاجة اتصبر بيها. أسرع تامر إلى المطبخ وانطلقنا نضحك من جديد. لقد سمعنى وأنا أحكى الحكاية وطبعاً لم يكن ممكنا أن يخرج ليؤذن فى الشارع، فالعمارة عالية وشقتهم فى الدور السابع، والمساجد كلها تؤذن فى الميكروفونات، والتليفزيون أمامنا مفتوح على التمثيليات، ولم يبدأ فيه القرآن الذى يسبق الأذان بعد. وأكيد لم ينتبه تامر من فرط الجوع إلى أننا سنكتشفه بسهولة. قامت خلف تامر أخته أيضاً وأنا لا أتوقف عن الضحك.
قصص رمضانيه (( حكايات ساعة الإفطار )) الكاتب أبراهيم عبد المجيد
اهلا بكم جميعنا شاهد وتابع بقلق ما حدث فى منتجع سياحى فى تونس ومن قبله حادث المتحف وكلا المشهدين واحد فالجناة سارو وعبرو ابواب وطرقات دون ان يستوقفهم احد او يشاهدهم احد …
الجمعة يونيو 13, 2014 10:24 am من طرف الأدارة والمتابعه
صباح الخير يا وطن
ان الله جميل يحب كل جميل
ان ظاهرة التحرش التى نسمع بها او نشاهدها هى ناتج طبيعى لانحطاط فى الاخلاق والسلوك يعيش معنا ونتعلمه ونشاهدة كل لحظة فى كل فلم ومسلسل واعلان وعناء نشاهدة ونسمعة وتنتقل عدواه …