كشفت مصادر أمنية مصرية عن تفاصيل جديدة فى عملية استهداف إسرائيل للجنود المصريين عند العلامة الدولية 79 بمنطقة النقب بوسط سيناء نهاية الأسبوع الماضي، مؤكدة أن هجوما صاروخيا متعمدا نفذ بواسطة مروحية إسرائيلية كان وراء استشهاد هؤلا الجنود.
وكشفت المصادر لصحيفة "المصري اليوم" أن اشتباكاً وقع في البداية بين الوحدة الحدودية المصرية ووحدة من الجانب الإسرائيلى، عقب توغل إسرائيلى في المنطقة الحدودية أثناء مطاردة لعناصر تزعم إسرائيل أنها نفذت هجمات إيلات التى أسفرت عن مقتل 9 إسرائيليين.
وبعد الاشتباك نفذ الجيش الإسرائيلى هجوماً بواسطة مروحية أطلقت صاروخين على الجنود المصريين ثم فتحت نيران رشاشين مثبتين بها، ما أدى لوفاة 4 من جنود الأمن المركزي وضابط.
وأصيب الضابط أحمد جلال بـ٩ طلقات وعدد كبير من الشظايا الناتجة عن إطلاق الصاروخين، كما كشفت التحريات الأولية أن المروحية كانت أعلى الجنود المصريين بصورة عمودية تماماً، ما يؤكد تعمدها قصفهم.
وأثبتت التحريات الأولية أن بعض الطلقات اخترقت كتف الضابط جلال واستقرت فى القلب، ولم يتمكن الطبيب الشرعى من استخراج الرصاصات المستقرة فى جسد النقيب إلا واحدة كانت فى ذراعه اليسرى.
وكشفت مصادر أمنية عن تعرض سيارة تابعة لجهة أمنية سيادية لإطلاق نيران من الجانب الإسرائيلى، عقب استشهاد الجنود المصريين مباشرة، وكانت السيارة المصرية تتجه لمكان الحادث لمعرفة سبب إطلاق النيران، وذكرت المصادر أن جماعات مسلحة أطلقت هى الأخرى نيرانها عقب الحادث مباشرة على السيارة.
وكشف مصدر أمنى مسؤول أن جهات التحقيق المصرية توصلت لمعلومات مهمة بشأن تحديد القيادات المتطرفة التى شاركت فى تخطيط وتنفيذ عملية الهجوم على الحافلة الإسرائيلية فى إيلات، وحددت أسماء ٣ مصريين شاركوا فى التخطيط.
وتنطبق أجزاء من التفاصيل التي كشفتها المصادر الأمنية التي لم تذكر هويتها "المصري اليوم" مع تقرير قوات حفظ السلام الدولية التي كانت قد عاينت خط الحدود، خاصة المنطقة التي وقعت بها الاشتباكات، عند العلامة 79، وسجل التقرير عدة مخالفات قام بها الجانب الإسرائيلي.
وأشار تقرير القوات الدولية أن مخالفات إسرائيل تمثلت في اجتياز الحدود، وإطلاق الرصاص في الجانب المصري، وأضاف التقرير أن توغلاً إسرائيليًا بريًا تم داخل الأراضي المصرية في سيناء، هو الذي أسفر عن استشهاد خمسة أفراد من الشرطة بعد أن اشتبكت مع القوات الإسرائيلية، وهو عكس ما ذكرته وسائل الإعلام بأن طائرة هليكوبتر إسرائيلية اخترقت الحدود وأطلقت النار على الجنود، مشيرا إلى أنه لم يتم رصد تسلل لفلسطينيين من إسرائيل إلى سيناء.
من ناحيته، قدم الرئيس الإسرائيلي شيمون بيريز اعتذاراً لمصر حول مقتل جنود مصريين على الحدود برصاص إسرائيلي، وأعرب عن تعازيه لأسر الضحايا والشعب المصري؛ مشددا على أنه لا توجد أي رغبة لدى إسرائيل للإضرار بمصر، وأن ما حدث كان بمحض الخطأ.
وسبق أن عبر مسئولون إسرائيليون عن "أسفهم لسقوط ضحايا مصريين" في هجوم على الحدود المصرية الإسرائيلية، غير أن الدوائر الرسمية والشعبية بالقاهرة رفضت هذا "الأسف"؛ معتبرة أنه غير كاف.