سعداء هذا العالم هم أكثر من يجدون أياد ممتدة إليهم تشاركهم سعادتهم، وتتسع دائرة الأصدقاء والأحباب من حولهم، بينما يجد التعساء أنفسهم وقد تخلى عنهم الجميع، يبحثون عن قلوب تشاركهم وحدتهم، وأياد تمتد لتفرج عنهم كروبهم، يتطلعون لابتسامة تفتح لهم أبواب الأمل، ونظرة مشاركة تقول لهم لستم وحدكم، هناك في هذه الدنيا من يشعر بكم، ويرغب في مساعدتكم، وربما يعيش من أجلكم.
وعلى عكس ما يجب أن يكون الحال عليه.. انعزل السعداء بسعدهم، والتعساء بحزنهم.. ليكون السعيد أكثر سعادة، والتعيس أشد حزنًا..
وقد أطل علينا العيد، بأيامه المحملة بالأفراح والآمال.. وما زال ساكنو المعسكرين كلاًّ في حاله ورحاله.. الغني أصبح لا تشغله إلا سبل تنمية ثروته والتمتع بغناه، والفقير أضحى يبحث عن حد الكفاية.. أمسى الأب يجتهد لرسم البهجة والفرح على وجوه أبنائه، وبات اليتيم يتلمس نظرة عطف في أعين المحيطين به.. انشغل صاحب الهمّ بهمه وبمن يمد له أكف العون، ومضى أرباب الأمل يحلمون بتجسد آمالهم ويعملون على ذلك...
كل ما سبق يبدو من الطبيعي ولا شيء فيه.. فهي طبيعة الحياة وسنتها، لكن غير الطبيعي هنا، هو الانفصال التام الذي بدأنا نلاحظه في أيامنا تلك بين الفريقين.. فلم يَعُد السعيد يفكر في المكروب، وقطع المكروب حبل رجائه من السعيد..
في أيام العيد هناك الكثير ليفعله الواحد منا، فبعد حمد الله على نعمة العيش بلا هموم مزمنة، تبقى الحاجة لأن نمد أيادينا إلى كل من يحتاجها في محيطنا، وعلينا أن نبحث بيننا عن هؤلاء.. ليكون العيد مناسبة مواتية لترميم حياتنا الاجتماعية.
فما هي خططك لرسم البسمة على شفاه من يتطلع إليها؟
لأي قطاع من قطاعات أصحاب الحاجة ستتوجه بالمساعدة؟..
وفي هذا العيد لمن ستمد يدك؟...