د / عبد الرحمن
نائب المدير
عدد المساهمات : 1195 تاريخ التسجيل : 31/03/2010
| موضوع: نخبه تخاطب نفسها قلم حسن المستكاوى الخميس نوفمبر 24, 2011 12:00 am | |
| ** مانحن فيه هذه المرة، أخطر مما كنا فيه أيام يناير.. ففى الثورة الأولى اجتمع شعب مصر كله على هدف واحد: «إزاحة نظام يحتل البلد بالزيف والتزوير، ويهين الكرامة الإنسانية».. ولولا وقفة الشعب لما تغير النظام. أما هذه المرة، فنرى ميدان التحرير وقد تحول إلى ساحة حرب. والبلد منقسمة ومشتتة ذهنيا وعاطفيا، إلى تيارات إسلامية وليبرالية، وقبطية، وإلى تيارات مؤيدة للمجلس العسكرى باعتباره خط الدفاع الأخير عن الأمن بعد توالى سقوط جدار الداخلية.. بينما تيار آخر يرفض المجلس العسكرى، ويراه مسئولا عما جرى، ولايعيش عصره، ولم يدرك بعد أن الشعوب لم تعد تخشى العصى والهراوات، والرصاص الحى..
هذه المرة الانقسام خطير، ونتائجه مدمرة، وهى أزمة تستدعى تحركا سريعا من النخب السياسية التى لم تتحرك فى جميع الأزمات التى شهدتها مصر منذ ثورة يناير.. ففى كل أزمة تجتمع النخبة، ويلتقى المرشحون المحتملون لكل مقعد، وزارة وشعب ورئاسة، ويتسامرون، ويتناقشون مع أنفسهم ويختلفون بين أنفسهم حتى تتوارى الأزمة خلف صراع جديد أوأسفل رماد أزمة سابقة.. ومنذ اندلاع أحداث التحرير الأخيرة ومنذ شرارتها الأولى تمنيت أن أرى الرجل الذى سوف أعطيه صوتى وهو يشارك فى الحل، تمنيت أن أراه يتوجه إلى الميدان وينزل الشارع، ويقود الشباب الغاضب، سواء إلى الاستمرار فى إعلان الحرب على الداخلية والحكومة، أو بالانسحاب حتى تستقر البلد وتجرى الانتخابات..
الأزمات والحروب هى التى صنعت الزعماء والقيادات.. هكذا ولد جمال عبدالناصر فى أزمة السويس، والسادات فى حرب أكتوبر وهكذا ولد تشرشل، ونهرو، وتيتو، وشواين لاين، وفيدل كاسترو، وفيكتور يوشينك المعارض الذى قاد الثورة البرتقالية السلمية فى أوكرانيا..فأين تلك النخبة.. وأين هؤلاء القادة.. أين هم بعيدا عن كاميرات وستوديهات الفضائيات؟
ما يجرى مؤسف وكارثة سوف تحتسون نتائجها فى السنوات الطويلة القادمة.. والشاب الذى سمعته يتحدث عن الثورة الفرنسية واستشهد بها وبزمانها، فإنه سوف يأسف حين يبلغ الستين من عمره، على السنوات التى ضاعت وهو يبنى ويبنى دون أن يرى بناء يرتفع.. وأكثر من هذا وهذا أن الحكومة أو المجلس لم يتخذ إجراء واحدا حقيقيا وجادا وسريعا لإيقاف النزيف الدائر، وحسم هذه البلبلة بشأن وثيقة حكومية أو عسكرية صدرت تسمى بوثيقة السلمى.. وأكثر أسفا وأسفا هذا البطء الشديد فى القرار، وعدم اتخاذ قرار أصلا فى كل أزمة درءا لكرة النار التى حلت بهذا البلد بدلا من كرة الثلج التى تهبط من فوق التل..
ما هذا الارتباك والتردد وماتلك الحكمة المفقودة، ومن المسئول عن عدم إعلان نتائج التحقيق فى كل أزمة، حتى فقد الناس الثقة فى إحالة أى موضوع للتحقيق، وماهذه السذاجة فى الادعاء بالحسم ثم التنازل عنه بعد ساعات.. أما قضية الاعتصام السلمى، فنحن معه، لكن مامعنى الاعتصام كل يوم، وما هذا الحرص الشديد من جانب المتظاهرين على اقتحام وزارة الداخلية، وهوأمر يقصد به اقتحام هيبة الدولة.. أيتها النخبة السياسية توقفى عن مخاطبة نفسك..؟ **
| |
|