القاهرة- إذا نزلت الميدان تندهش عيناك لمشاعر التضامن بين الثوار،
وكم التبرعات التي تأتي للميدان من أدوية وعصائر وكمامات وأقنعة
غاز، وحركة لا تهدأ من المتطوعين كالأطباء والمسعفين وأصحاب الموتسيكلات
الذين ينقلون المصابين إلى المستشفى، وسط هتافات تحث الشباب على الثبات،
وآخرين يجمعون القمامة ويوزعون الأكل على المعتصمين.
تلك الروح انتقلت إلي الإنترنت،
وخاصة إلى موقعي "فيس بوك" و"تويتر"، اللذين باتا من اهم وسائل مساعدة الثوار في جمع التبرعات، وتوصيل صورة حقيقية لما يحدث في الميدان،
وتعريف من هم خارج الميدان بحجم وتأثير العنف المفرط المستخدم من
قوات الأمن ضدهم، وأحيانا نشر البهجة في نفوس الثائرين المتوترة عبر
التعليقات الساخرة على الأحداث.
فما عليك بعد ورود الأخبار
والمعلومات التي تتدفق مع كل ثانية سوى أن تضغط على خدمة "شير" "Share"، أي
مشاركة الكلمات والصور ونشرها على "فيس بوك"،
أو خدمة "ريتويت" "Retweet"
على "تويتر" للمساعدة في توصيل هذه المعلومات والأخبار لأكبر عدد من
الأعضاء، والتي تتعلق بتطورات الأحداث في الميدان واحتياجاته من أدوية
وعصائر وأكل وبطاطين وتبرع بالدم و كيفية تفادي الغازات.
وتجد علي فيس بوك" و"تويتر" الكثير من صور بطولية للثوار خلال مواجهاتهم مع قوات
الأمن، أو تضامنهم مع بعضهم البعض، وكذلك صور الشهداء والمصابين وأنواع
الأسلحة المستخدمة، لتشجيع الأعضاء على النزول للميدان والتضامن مع الثوار.
كذلك يساعد الـ"شير" و"ريتويت" في سرعة نشر آخر اختراعات الثوار وغيرهم
للتغلب على مخاطر أسلحة الأمن التي تستخدم ضدهم، مثل استخدام مزيج الخميرة
والمياه لتقليل أثر قنابل الغاز على الوجه، وأنواع بسيطة من الكمامات
ووسائل حماية الوجه والعينين من الرصاص المطاطي والقنابل.
رد على الاتهامات
يستخدم فيس بوك" و"تويتر" أيضًا في الرد على ما يعتبره بعض الأعضاء أكاذيب تروج
ضدهم لتأليب الشعب عليهم، ومنها تصوير بعض وسائل الإعلام الثوار على أنهم
من يبدءون بالهجوم على الشرطة في محاولة لاقتحام وزارة الداخلية، فنشروا
رسما يوضح خريطة المكان، ويظهر فيه أن مبنى الوزارة بعيد عن شارع محمد
محمود الذي تدور فيه المواجهات. وينتشر على الموقعين صور وفيديوهات تبين
عنف اعتداءات الأمن على الثوار العزل، ومنهم ثوار معاقون ونساء وأطفال
وكبار في السن.
كذلك يستخدم "فيس بوك" و"تويتر" في سرعة الإبلاغ عن
الثوار المختفين أو المعتقلين لسرعة التوصل إليهم، أو ذهاب محامين متطوعين
لمتابعة المعتقلين في النيابة، ويقوم بهذه المهمة بشكل خاص النشطاء
والمراكز الحقوقية، ومنها مركز "النديم".
نشر البهجة
ووسط هذه الأجواء المتوترة يلعب "فيس بوك" و"تويتر" دورًا ملطفًا لنشر البهجة
في النفوس الملتهبة، عبر تداول التعليقات الساخرة والمضحكة، ومنها
التعليقات على خطاب المشير محمد حسين طنطاوي، رئيس المجلس الأعلى للقوات
المسلحة، الذي أعرب فيه عن أسفه لوقوع ضحايا في المواجهات، واقتراحه بعمل
استفتاء شعبي على انتهاء حكم العسكر بشكل فوري.
ومن هذه التعليقات:("انقسام حاد بين متظاهري التحرير بعد كلمة المشير!
ناس بتقول إنه بيستهبل
وناس بتقول إنه أهبل من الأول"،
"المشير بيؤكد إنه مصرى أصيل إبن نكتة!
عايزنا نعمل إستفتاء على إستمرار المجلس العسكرى من عدمة, فى ظل تنظيم المجلس
العسكرى, وحماية المجلس العسكرى, علشان نمشى المجلس العسكرى !
طبعا المشير بيهزر ! مفيش تفسير تانى!").
أيضًا انتشرت تعليقات عن تحايل الشباب على أهلهم للذهاب إلى الميدان بدون علمهم: "إحنا الشعب الوحيد اللى مش خايف
من المدرعات والرصاص والقنابل,
لكن خايف يقول لأهله إنه نازل الميدان!".
تعليقات اخرى يساهم في سرعة نشرها "فيس بوك" و"تويتر"
تحمس المعتصمين على مزيد من الصمود أمام عنف قوات الأمن، منها: "لم نسمع خطابك جيدا يا مشير لأن أصوات
القنابل وصرخات الجرحى كانت أعلى من صوتك"،
"إيه يا عم محسن يا فنجري مفيش
تحية للشهداء؟!!! آه صحيح دا نتوا اللي قاتلينهم"،
"هل تؤيد من قتل أخوك
وأبوك ثم سحل جثتهم وألقاها في القمامة في الحكم أم لا؟"،
"أتري حين أفقأ عينيك، وأضع مكانهما "مقعدين واحد فئات والآخر عمال".. هل تري؟
هي أشياء لاتشتري".
و
كذلك: "في البداية سيتجاهلونك..
ثم هيقولوا مجموعة بلطجية، مندسين..
ثم هيقولك مؤامرة لتأجيل الانتخابات وزعزعة الوضع السياسي..
ثم يضربوك بقنابل الغاز والمطاطي والخراطيش..
ثم يلجأون للرصاص الحي..
ثم يقيلوا الحكومة ويعينوا حكومة جديدة..
ثم يصدروا قوانين إصلاحية..
ثم يعجلوا بوتيرة المحاكمات ..
ثم تظن أنت إن دي النهاية وإن مفيش أمل ولا
مكاسب أكتر من كدة..
ثم تثبت على موقفك..
وفي النهاية ستنتصر إن شاء الله".
وتعليقًا علي اجتماع القوي السياسية بالمجلس العسكري والذي خرج بعده طنطاوي بخطاب غير مقبول من المتظاهرين:
"اجتماع القوى السياسية مع المجلس العسكري،
القوى السياسية : أكلمك راجل لراجل ولا أديك على وشك،
المجلس : لا راجل لراجل،
القوى : لم نفسك ... ماشى ..
متهيألى كدا الرسالة وصلت".